مع ما يقرب من 3000 نوع من الثعابين في العالم، لابد أن يكون هناك مجموعة واسعة من أساليب الصيد فيما بينها، ولكن هناك جزء واحد من الأفاعي لديه طريقة مثيرة للإهتمام للقبض على وجبة، حيث تستخدم الثعابين ذيولها كطُعم، ويطلق على هذه التقنية اسم الإغراء الذيلي وهو شكل من أشكال التقليد العدواني عندما تستخدم أنواع الثعابين جزءا من جسدها لتقليد فريسة ذاتها من الحيوانات التي تفترسها.
وجزء الثعابين المتاح من جسدها بسهولة أكثر هي نهايات ذيولها، ويستخدم البعض من الثعابين ذيولها لتبدو مثل الديدان، وتغري السحالي القريبة بما يكفي حتى تتمكن الثعابين من الهجوم، وآخرون من الثعابيت تستخدم ذيولها لتبدو مثل العناكب لإغراء الطيور البعيدة، حتى أنه يشتبه في أن بعض أنواع الثعابين تستخدم ذيلها لجذب الثدييات الحشرية مثل الفئران.
على سبيل المثال، تستخدم أفعى الرمال الصحراوية ذيلها لمحاكاة اليرقات، وتدفن أفعى الرمال الصحراوية نفسها في الرمال تاركة فقط خطمها وأعينها فوق السطح، وعند اقتراب السحلية، فإنها تبرز ذيلها المميز فوق السطح وتلويه على شكل يرقة الحشرة، والسحالي التي تحاول الإستيلاء على الذيل تصطدم بالثعبان ويتم مهاجمتها من خلاله وتؤكل، وهذا السلوك يحدث في الثعابين البالغة.
أحد أنواع الثعابين التي تظهر حقا كيف تشبه حشرة من خلال تقليد الذيل هي ثعابين الموت الجنوبية، ويتم توثيق الإغراء الذيلي في أغلب الأحيان بين الأفاعي السامة وأفاعي الحفر، ولكنه شهد أيضا في البواء، والبايثون، وأنواع أخرى من الثعابين، وإليكم شريط فيديو لثعبان الشجرة الخضراء اليافع يوضح السلوك الذي قد يكون إغراء ذيلي.
من المعتقد أن الإغراء يزيد من عدد مواجهات الثعابين مع الفرائس، وبالتالي يزيد احتمالات اصطياد شيء ما لتناول العشاء، وعادة ما ينظر إلى السلوك في الثعابين اليافعة التي تصطاد فريسة آكلة للحشرات أصغر، ويتلاشى هذا السلوك مع تقدمهم في العمر وتنتقل الثعابين إلى أنواع من الفرائس الثديية التي لا تهتم كثيرا بالحشرات المتلوية، ومع ذلك، لا يزال الباحثون يدرسون السلوك، وقد شوهد هذا السلوك في بعض أنواع من الثعابين البالغة، ولكن عندما يقوم البالغين بذلك، فإنها تثير التساؤلات، هل الثعابين تقوم بالإغراء الذيلي أم أنها تفعل شيئا آخر؟
أحد التحديات الرئيسية لدراسة الإغراء الذيلي هو ببساطة محاولة معرفة الإستخدامات بين الأنواع المختلفة، وتحديد الفرق بين تلوي الذيل لغرض الإغراء لها مجموعة من التفسيرات المحتملة الأخرى، من الدفاع أو التشتيت إلى التواصل مع الرفيق المحتمل، وإن معرفة السبب الذي يجعل الثعابين تبدو وكأنها تلوح بذيلها هو المفتاح لفهم السلوك وإستخداماته للأنواع.
يقترح بعض العلماء أن الإغراء الذيلي هو الأصل في الكيفية التي حصلت بها الأفعى الجرسية على الضوضاء من ذيلها، ومع تقدم الثعابين في العمر تستخدم حركة إلتواء الذيل كاستراتيجية إفتراس لتحذير دفاعي يحدث في البالغين، ومع ذلك، هذه هي نظرية مثيرة للجدل، وتم مشاهدة نوع واحد فقط من الأفعى الجرسية تستخدم ذيلها كإغراء مثل الأفعى الجرسية الداكنة القزم، ووفقا للباحث بري بوتمان،إن الأفعى الوحيدة التي نعرفها من الثعابين تستخدم ذيلها لكل من الفريسة والدفاع في مرحلة النضج هي الأفعى الجرسية الداكنة القزمة، وهذا النوع لديه أصغر خشخشة مقارنة إلى حجم جسمها من جميع الأفاعي الجرسية.
الأفعى المتقوسة ذات الذيل العنكبوتي لها ذيل يشبه إلى حد كبير العنكبوت البدين، والعنكبوت هو إغراء ذيلي وهو شكل من أشكال التقليد التي تستخدمه هذا النوع من الثعابين لخداع وإغراء الفريسة المطمئنة ضمن نطاق الهجوم، وسواء كان الذيل يتحرك مثل الدودة، أو يبدو بشكل مدهش مثل العنكبوت، فإن العديد من أنواع الثعابين تستفيد من تكتيك الإغراء الذيلي للحصول على الوجبة التالية.