فهد الثلوج من الحيوانات الجميلة بشكل لا يصدق، وهو واحد من أجمل القطط الكبيرة، وقد تطور ليعيش في أحد أقسى المناخات في العالم، وقد استحوذ فهد الثلوج هذا الحيوان المفترس على قلوب الناس في جميع أنحاء العالم بفروه الجميل ووجهه اللطيف، وعلى الرغم من أنه قد يبدو لطيف ومحبوب إلا أن هذا الحيوان المفترس عدواني للغاية، وفهد الثلوج من القطط الكبيرة النادرة في البرية وقد اكتسب لقب القط الشبح أو شبح الجبال، وسوف نستوفي الكثير من الحقائق والأسرار الغامضة عن هذا الحيوان المفترس الغامض، ابقوا معنا.
وصف فهد الثلوج
يتميز فهد الثلوج بالعديد من الخصائص الفيزيائية التي تتكيف مع بيئته، وتميز هذه السمات أيضا فهد الثلوج عن القطط الكبيرة الأخرى، ويساعد فراء فهد الثلوج القط في التمويه ضد التضاريس الصخرية وحمايته من درجات الحرارة الباردة، والفراء الكثيف أبيض اللون على منطقة بطن فهد الثلوج، ورمادي اللون على رأسه، ومرقط بالورد الأسود، ويغطي الفراء السميك أيضا الكفوف الكبيرة لفهد الثلوج، مما يساعد على الإمساك بالأسطح الملساء و تقليل فقدان الحرارة.
فهد الثلوج له أرجل قصيرة وجسم ممتلئ وذيل كثيف طويل للغاية، ويمكن أن يلتف الذيل حول وجهه ليظل دافئا، كما يساعد الخطم القصير والأذن الصغيرة فهد الثلوج في الحفاظ على الحرارة، في حين أن القطط الكبيرة الأخرى لها عيون ذهبية، إلا أن عيون فهد الثلوج رمادية أو خضراء، وأيضا على عكس القطط الكبيرة الأخرى، لا يمكن لفهد الثلوج أن يزأر، ويتواصل بإستخدام المواء، والهرير، والهدير، والهسهسة، والعويل أو النوح.
ذكور فهد الثلوج أكبر من الإناث، ولكن لها مظهر مشابه، وفي المتوسط يتراوح طول فهد الثلوج ما بين 75 و 150 سم (30 إلى 59 بوصة)، بالإضافة إلى ذيل يبلغ طوله من 80 إلى 105 سم (31 إلى 41 بوصة)، ويزن متوسط فهد الثلوج ما بين 22 و 55 كجم (49 إلى 121 رطلا)، وقد يصل حجم الذكر الكبير إلى 75 كجم (165 رطلا)، بينما قد تزن الأنثى الصغيرة أقل من 25 كجم (55 رطلا).
موطن وموئل فهد الثلوج
يعيش فهد الثلوج على ارتفاعات عالية في المناطق الجبلية في آسيا الوسطى، وتشمل الدول روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأفغانستان وباكستان والهند ونيبال وبوتان ومنغوليا والتبت، وفي الصيف يعيش فهد الثلوج فوق خط الأشجار من 2700 إلى 6000 متر (8900 إلى 19700 قدم)، ولكنه يهبط في الشتاء إلى الغابات بين 1200 و 2000 متر (3900 إلى 6.600 قدم)، وفي حين أنه يتكيف مع اجتياز المناطق الصخرية والثلوج، يتبع فهد الثلوج المسارات التي يصنعها الناس والحيوانات إذا كانت متوفرة.
أقرأ أيضا - 13 من أنواع الفهود المدهشة
كيف يتكيف فهد الثلوج مع بيئته؟
يكاد يكون من المستحيل رؤية فهد الثلوج هذا القط المهدد بالإنقراض حتى أنه اكتسبت لقب شبح الجبال، ويعمل معطفه المرقط كعباءة غير مرئية من خلال مزجه في الجبال الصخرية في 12 دولة في آسيا الوسطى حيث تعيش القطط كما ذكرنا سابقا، والجبال التي يسكنها فهد الثلوج وعرة باردة للغاية في الشتاء، ولكن هذه القطط لديها بعض أجزاء الجسم المدهشة التي تجعل العيش في المنطقة ليس بالأمر المهم.
وبالإضافة إلى التمويه، فإن الفراء الناعم والكثيف لفهد الثلوج تبقيه دافئا في البرد القارس، وتعمل كفوفه الكبيرة مثل أحذية الثلوج، مما يسمح للقط بالمشي على الثلج دون أن يغوص، ويساعده ذيله الطويل والثقيل في الحفاظ على توازنه أثناء مطاردة الفريسة، وفي الليل، تلف القطط ذيولها حول أجسادها مثل وشاح دافئ للتدفئة والبقاء مختبئة أثناء النوم.
سلوك فهد الثلوج والنظام الغذائي
فهد الثلوج هو من الحيوانات آكلات اللحوم الذي يصطاد الفرائس بنشاط، بما في ذلك أغنام الهيمالايا الزرقاء، وحيوان الطهر، والأرغل، و المارخور، والغزلان، والقرود، والطيور، والإبل، والخيول الصغيرة، والمرموط، والبيكا، والفئران، وبشكل أساسي سوف يأكل فهد الثلوج أي حيوان يبلغ وزنه من ضعفين إلى أربعة أضعاف وزنه، كما أنه يأكل العشب والأغصان وغيرها من النباتات، وفهد الثلوج لا يصطاد ثور التبت البالغ أو الإنسان، وعادة ما يكون منفرد، ولكن من المعروف أن الأزواج يصطادون معا، وباعتبار فهد الثلوج مفترسا كبيرا، فلا يتم اصطياده من قبل حيوانات أخرى بالغة، ويمكن أن تأكل الأشبال من قبل الطيور الجارحة، ولكن فقط البشر يصطادون القطط البالغة.
تكاثر فهد الثلوج
يصبح فهد الثلوج ناضج جنسيا بين سن سنتين وثلاث سنوات، ويتزاوج في أواخر الشتاء، وتجد الأنثى عرينا صخريا تبطنه بالفرو من بطنها، وبعد حمل يستمر لمدة 90-100 يوم، تنجب أنثى فهد الثلوج من واحد إلى خمسة أشبال داكنة اللون مرقطة، مثل القطط المنزلية، وتكون أشبال فهد الثلوج عمياء عند الولادة، ويتم فطام أشبال فهد الثلوج بعمر 10 أسابيع وتبقى مع والدتها لمدة تصل إلى 18-22 شهرا، وفي تلك المرحلة، تقطع القطط الصغيرة مسافات طويلة للبحث عن منزلها الجديد، ويعتقد العلماء أن هذه السمة تقلل بشكل طبيعي من فرصة التزاوج، و تعيش معظم القطط في البرية بين 15 و 18 عاما، ولكن فهد الثلوج يعيش 25 عاما في الأسر.
هل فهد الثلوج مهدد بالإنقراض؟
أدى توسع المستوطنات البشرية، وخاصة رعي الماشية إلى زيادة الصراع، حيث يقتل الرعاة أحيانا فهد الثلوج لمنع افتراس حيواناتهم الأليفة أو الإنتقام منه، كما يتعرض حياته للتهديد من جراء الصيد الجائر الناتج عن التجارة غير المشروعة في الجلود وأجزاء الجسم المستخدمة في الطب الصيني التقليدي، ويبدو أن هذه القطط في حالة تدهور كبير، وقد فقد ما لا يقل عن 20 في المائة من سكانها في عقدين من الزمن نتيجة لذلك.
كما أن تلاشي الموائل وتراجع الفريسة الكبيرة من الثدييات الخاصة بـ فهد الثلوج من العوامل المساهمة، ويؤدي تغير المناخ إلى رفع متوسط درجة الحرارة عبر نطاق موطن فهد الثلوج، والذي يعتقد العلماء أنه سيقلص موطن جبال الألب لهذه الأنواع وسيؤدي إلى المنافسة مع الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الفهود والكلاب البرية والنمور، ولهذه الأسباب، يصنف الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة فهد الثلوج على أنه معرض للإنقراض.
فهد الثلوج على قائمة الأنواع المهددة بالإنقراض من عام 1972 حتى عام 2017، و تصنف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الآن فهد الثلوج على أنه من الأنواع المعرضة للخطر، وقدر تقييم في عام 2016 أن عدد فهد الثلوج ما بين 2710 إلى 3386 فردا ناضجا ظلوا في البرية، مع الإنخفاض المستمر، ويعيش 600 من فهد الثلوج في الأسر، وفي حين أنه ليس عدواني تجاه البشر، إلا أن فصائل فهد الثلوج لا تصنع حيوانات أليفة جيدة لأنها تتطلب مساحة كبيرة وتوافر اللحوم النيئة، ويتبول الذكور لتحديد إقليمه.
أقرأ أيضا - الفهد الصياد شيتا أسرع حيوان في العالم، مهدد بالانقراض
الحفاظ على فهد الثلوج
في السنوات الأخيرة، بدأت جهود متضافرة لإنقاذ فهد الثلوج، وتم إنشاء المناطق المحمية في جميع أنحاء نطاقه، بما في ذلك الملاذات في أفغانستان ومنغوليا وقيرغيزستان، وكان هذا الأخير خبرا سارا بشكل خاص، وكانت جبال قرغيزستان بمثابة ممر لفهد الثلوج الذي يسافر بين الأطراف الشمالية والجنوبية من مداها، ومع ذلك، فإن إنشاء مناطق محمية لهذه القطط الكبيرة ساعد كثيرا، ووفقا لإحدى الدراسات، فإن 40 في المائة من تلك المناطق المحمية صغيرة جدا بالنسبة لفهد الثلوج المتجول على نطاق واسع.
وتعمل البلدان أيضا على وقف الصيد الجائر، وتعمل مجموعات الحفظ مع الرعاة لتطوير أنظمة لإبقاء فهد الثلوج بعيدا عن مواشيهم، ويقوم آخرون ببناء الوعي حول الدور المهم الذي تلعبه هذه القطط الكبيرة في بيئتهم، وباعتبارها من الأنواع الرئيسية، فإن فهد الثلوج إذا نجا في نظامه البيئي فسيكون كذلك العديد من الأنواع الأخرى في موطنها.
لماذا فهد الثلوج مهم جدا للنظام البيئي؟
يعتبر فهد الثلوج من أهم الحيوانات المفترسة في بيئته، وتشمل فرائسه الأغنام والماعز الجبلي، وبدون فهد الثلوج، سيتعطل التوازن البيئي، على سبيل المثال، ستزداد أعداد الحيوانات العاشبة مما يؤدي إلى تغييرات في الغطاء النباتي، كما يؤثر أيضا على الحياة البرية الأخرى التي تعيش في هذه المناطق، ويوفر النظام البيئي أيضا الغذاء والموارد الهامة الأخرى للعديد من الأشخاص الذين يعيشون هناك، بما في ذلك الأدوية والخشب للمأوى والتدفئة والوقود، لذلك من خلال حماية فهد الثلوج، فإننا نستفيد من البيئة الطبيعية بأكملها في هذه المناطق حيث الأشخاص الذين يعتمدون عليها.
حقائق مثيرة عن فهد الثلوج
1- فهد الثلوج يشبه النمور أكثر من الفهود
فهد الثلوج ليس حتى فهدا، ومن حيث علم الوراثة يرتبط فهد الثلوج ارتباطا وثيقا بالنمور أكثر من ارتباطه بالفهود، على الرغم من التشابه المخيف، والحقيقة هي أنه لا توجد قطة كبيرة أخرى تقترب من مطابقته من حيث التنوع والتفرد.
2- فهد الثلوج هو القط الوحيد الذي لا يزأر
فهد الثلوج فريد من نوعه بين أنواع القطط الكبيرة لأنه يفتقر إلى القدرة على إصدار زئير، ومع ذلك، يمكن سماعه وهو يصدر أصواتا مثل الهدير، والهرير، و الهسهسة، وحتى المواء.
3- لقد تطور فهد الثلوج مع المناخات الباردة بطرق رائعة
تكييف فهد الثلوج جيدا مع بيئته الباردة، فلديه أرجل قصيرة وآذان مستديرة لتجنب فقدان الحرارة، وتقوم قنواته الأنفية الواسعة بتسخين الهواء قبل أن يصل إلى رئتيه، ويمتلك فهد الثلوج أيضا فروا سميكا يبلغ طوله خمسة بوصات للتدفئة في الثلج، ويغطي هذا الفراء أقدامه الضخمة، والتي تعمل مثل أحذية الثلوج لمساعدته على مطاردة الفريسة في الثلج، ومعطفه السميك ذو لون جليدي مع وريدات سوداء تساعد على التمويه.
4- موئل فهد الثلوج قاسي جدا
يعيش فهد الثلوج فقط في الجبال الصخرية شديدة الانحدار في آسيا الوسطى، والتي تشمل جبال الهيمالايا، والفهد يفضل المنحدرات الجافة الخالية من الأشجار ذات الغطاء النباتي القليل، وفي الصيف يسافر من 10000 إلى 20000 قدم فوق خطوط الأشجار، وقد ينزل 4000 قدم في الشتاء.
5- فهد الثلوج مخلوق منعزل، وجميع الذكور البالغين هم انطوائيون ونادرا ما يتفاعلون مع الآخرين خارج موسم التزاوج، وقد تقضي الأمهات ما يصل إلى 22 شهرا في رعاية صغارها قبل أن يغادروا بمفردهم، والمرة الوحيدة التي من المحتمل أن ترى فيها زوجا من فهد الثلوج أثناء الصيد هي خلال موسم التزاوج، ويمكن أن تكون نطاقات منازلهم صغيرة مثل 20 ميلا مربعا في المناطق التي تكثر فيها الفرائس وكبيرة تصل إلى 400 ميل مربع في المناطق التي يندر فيها الطعام.
أقرأ أيضا - معلومات عن الفهد بالصور والفيديو
6- لا يزال البشر يطاردون فهد الثلوج مع انخفاض عدد سكانه
كما أن فهد الثلوج معرض للصيد الجائر لأن معطفه الفاخر مطلوب بشدة في التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، تستخدم عظامه أيضا في الطب الآسيوي التقليدي كبديل لعظام النمر، ولا يزال الصيد الجائر لفهد الثلوج يمثل تهديدا كبيرا لبقائه على قيد الحياة، حيث يقال إن مئات القطط تقتل كل عام بسبب أجزائها.
7- تغير المناخ هو أكبر تهديد لفهد الثلوج
بالنسبة لفهد الثلوج، قد يكون الاحترار العالمي أكبر خطر على المدى الطويل، وتم القضاء على عشرين في المائة من السكان في السنوات العشر الماضية بسبب تدمير الموائل والصيد الجائر، ومع ذلك، فإن تغير المناخ يهدد بتعديل التضاريس والطقس في موطن فهد الثلوج، مما يطرح مشاكل لفريسة الحيوان، ويؤثر هذا بالطبع على قدرة فهد الثلوج على الأكل والبقاء على قيد الحياة.
8- فهد الثلوج يتكيف مع الظروف القاسية في الجبال
يعيش فهد الثلوج في ظروف قاسية للغاية على ارتفاعات عالية، ولهذا السبب لديه ميزة خاصة تساعده كثيرا وهي تجاويف الأنف الكبيرة، وتسمح الفتحات الكبيرة باستنشاق المزيد من الهواء مع كل نفس، وهو هواء نادر في بعض الأحيان على ارتفاعات عالية، كما أنها تساعد في تدفئة وترطيب الهواء الجاف البارد، وبصرف النظر عن هذا التجويف الأنفي الكبير، لديه أيضا آذان صغيرة مستديرة تساعد على منع فقدان الحرارة، وتساعد أقدامها الكبيرة على المشي بسهولة على الثلج، وذيله مغطى بالفراء لتخزين الدهون واستخدامها كغطاء أيضا.
9- فهد الثلوج من الحيوانات آكلة اللحوم
تماما مثل كل القطط الكبيرة الأخرى، فإن فهد الثلوج هو من الحيوانات آكلة اللحوم الحقيقية، وهو يصطاد الفريسة بنشاط، لكن يمكنه أيضا أكل الجيف (لحم الحيوانات الميتة المتحلل) إذا كانوا جائعين بدرجة كافية، وأكثر فرائسه المفضلة هي جميع أنواع ذوات الحوافر التي تعيش في المناطق الجبلية في آسيا الوسطى مثل الأغنام الجبلية والماعز البري وطهر الهيمالايا، ويفضل الفريسة التي يتراوح وزنها بين 36 و 76 كيلوغراما (79 إلى 168 رطلا)، وإذا كانت الفريسة نادرة، فهو أيضا قادر على اصطياد فريسة أصغر مثل القوارض الصغيرة، وفهد الثلوج ليس صعب الإرضاء ويصطاد كل ما هو متاح في الوقت الحالي.