هرم زوسر المدرج، هرم مصر الأول

تم تشييد هرم زوسر المدرج في سقارة منذ حوالي 4700 عام، وكان هرم زوسر أول هرم بناه المصريون، وكان زوسر، ملكًا للسلالة المصرية الثالثة ونُسب تخطيط الهرم إلى إمحوتب، الوزير الذي سيتم تكريمه لاحقًا لإنجازاته، وبدأ هرم زوسر المدرج كمقبرة مصطبة وهيكل مسطح ذو جوانب مائلة، ومن خلال سلسلة من التوسعات، تطور إلى هرم يبلغ ارتفاعه 197 قدمًا (60 مترًا)، مع ست طبقات، واحدة مبنية فوق الأخرى، وتم بناء الهرم باستخدام 11.6 مليون قدم مكعب (330400 متر مكعب) من الحجر والطين وتشكل الأنفاق الموجودة أسفل الهرم متاهة يبلغ طولها حوالي 3.5 ميل (5.5 كيلومتر).

 

ويقع هرم زوسر المدرج في وسط مجمع مساحته 37 فدانًا (15 هكتارًا) وهذا المجمع محاط بجدار مجوف من الحجر الجيري يحتوي على 13 مدخلًا وهميًا بالإضافة إلى مدخل الأعمدة الحقيقي على الجانب الجنوبي الشرقي، وهناك معبد يقع على الجانب الشمالي من الهرم مع تمثال للملك والتمثال محاط بهيكل حجري صغير يعرف باسم "السرداب"، حيث عيناه تطلان من خلال ثقب، وإلى الجنوب من الهرم توجد ساحة كبيرة بها مذبح وأحجار تم تحديدها على أنها علامات حدودية.

وتم تشييد عدد من المباني "الوهمية" للواجهات في المجمع، بما في ذلك سلسلة من الكنائس الصغيرة في الجنوب الشرقي بالإضافة إلى أجنحة الشمال والجنوب على الجانب الشرقي من الهرم وكان من الممكن أن تخدم هذه الهياكل أغراضًا طقسية، وفي الجانب الجنوبي الشرقي من المجمع، بجانب المصليات الوهمية، توجد محكمة كان من شأنها أن تسمح للملك بسن مهرجان يوبيل حب-سد، على الأرجح في الحياة الآخرة، وفي الطرف الجنوبي للمجمع يقع "القبر الجنوبي" المبهم مع كنيسة صغيرة ويحتوي على سلسلة من الأنفاق التي تحاكي تلك الموجودة أسفل الهرم نفسه وما تم دفنه هناك لغزا.

 

غرفة دفن الملك :
يوجد أسفل الهرم المدرج مجموعة محيرة من الأنفاق والغرف، مركزها عمود بعمق 90 قدمًا (28 مترًا) يحتوي في أسفله على حجرة دفن الملك زوسر، وكشفت أعمال الترميم الأخيرة في غرفة الدفن عن أجزاء من تابوت الملك الجرانيتي، ولا تزال أسماء الملكات مقروءة، وقال عالم المصريات زاهي حواس، وزير الدولة السابق للآثار، عندما كان يناقش أعمال الترميم في الهرم أن "الهرم المدرج هو الهرم الوحيد في المملكة القديمة الذي دفنت فيه 11 من بنات الملك"، وكان القبو مزينًا في البداية بكتل من الحجر الجيري تحتوي على خمس نجوم مدببة، مما يخلق سقفًا مليئًا بالنجوم، ومع ذلك، ولأسباب غير معروفة، تم إلغاء هذه الزخرفة من قبل بناة لصالح غرفة دفن أبسط من الجرانيت.

الأنفاق و"القصر" تحت الأرض :
هناك ممران يؤديان إلى تحت الأرض ويتفرعان في ثلاثة اتجاهات وهي تحتوي على ثلاث صالات عرض للمجلات، ونفق خاص لتقديم الطعام، وغرفة غير مكتملة ربما كانت بمثابة "قصر" تحت الأرض من نوع ما، وإن كان قصرًا للحياة الآخرة، وتحتوي ثلاثة أبواب مزيفة على شاهدة تظهر الملك وهو يمارس الطقوس وتم تزيين الغرفة بآلاف من بلاطات القيشاني الأزرق التي تشبه حصير القصب الموجود في قصر الحياة الحقيقية للملك في ممفيس، وتم الإنتهاء من هذه الغرفة الموجودة أسفل الهرم على عجل، ويوجد نفق آخر، يبدأ من الجانب الشرقي من الهرم، يحتوي على 40 ألف وعاء حجري، والعديد منها يعود لأسلاف الملك كما تم العثور على ساركو فاجي و رفات بشرية.

حالة هرم زوسر المدرج في العصر الحديث :
هرم زوسر المدرج في حالة هشة مع تقديرات تشير إلى أنه بدون أعمال الترميم، يمكن أن ينهار بداية من الأنفاق الموجودة أسفل الهرم، حيث اختفى النصب التذكاري إلى حد كبير في غضون عقدين وبدأت جهود الحفاظ التي تقودها مصر منذ عدة سنوات، وتم مؤخرًا استدعاء شركة هندسية بريطانية للمساعدة في هذه الجهود واستخدموا وسائد هوائية عملاقة لتثبيت سقف الهرم أثناء إجراء إصلاحات دائمة لهيكل الهرم.

 

سيشهد بناء الهرم المدرج بداية برنامج طموح لبناء الهرم من شأنه أن يتوج مع الأهرامات العظيمة في الجيزة وهذا سيظهر بلا شك دور إمحوتب، الرجل المنسوب إليه تصميم الهرم المدرج هذا وقد منح الملك زوسر إمحوتب شرفًا نادرًا، حيث سمح بنحت اسمه وألقابه على قاعدة أحد تماثيل الملك ويطلق عليه أحد ألقابه لقب "رئيس النحاتين"، وهي عبارة تلائم من صمم أول هرم مصري.

مواضيع مميزة