قصة رؤيا الاربعين يوم من قصص اطفال قبل النوم التي تعلمهم عدم تصديق كل ما يسمعونه من كلام الدجالين و من يدعون معرفة الغيب بالاضافة الي الايمان بانفسهم و السعي ليحسنوا من انفسهم و عدم الارتكاب الاخطاء فتلك القصة رائعة لتشاركها مع اطفالك .
في يوم من ذات الايام ، كان هناك تاجر قماش عربي اسمه عجيب ، كان هذا التاجر معتاد ان يذهب في رحلات مع اصدقاؤه ، وكان يستمتع كثيرا بالسفر معهم حيث كان يأكل ويشرب ويرقص طوال الرحلة ، وفي واحدة من احد هذه الرحلات ، فجأة هبت عاصفة في وسط البحر، ودمرت السفينة تماما، وغرق جميع الأصدقاء ما عدا التاجر عجيب، فهو الوحيد الذي تمكن من السباحة إلى الشاطئ ، وقد كان مرهقا ومتعبا، وعلاوة على ذلك، كان جائعا ، فأخذ يبحث عن الطعام ولكنه لم يجد اي شئ ليأكله.
قصة رؤيا الاربعين يوم من قصص اطفال قبل النوم
ومر علي عجيب بعض الوقت، حتي سمع بعض الضوضاء القادمة من البحر ، واستطاع ان يرى أن هناك سفينة كانت قادمة بالقرب منه ، واعتقد التاجر عجيب أن هذه السفينة قد تكون يمتلكها القراصنة أو حتى آكلين لحوم البشر ، لذلك سرعان ما اختبأ خلف شجرة لإنقاذ حياته وايضا للحفاظ على مراقبة كل تحركات الغرباء الموجودين علي تلك السفينة.
توقفت السفينة على شاطئ البحر ، ونزل بعض العبيد من السفينة، وانتقلوا كلهم الي الامام وحفروا حفرة ، واحضروا سلال كبيرة وقاموا بانزالها الي الحفرة ، وكان معهم رجلا عجوزا جنبا الي جنب مع صبي صغير يبلغ من العمر ثماني سنوات ، وشاهد التاجر انشطة غريبة يفعلونها ، وشاهدهم كلهم نزلوا في هذه الحفرة وخرجوا جميعا امام التاجر العجيب ما عدا الصبي الصغير .
تعجب التاجر عجيب كثيرا واخذ يفكر قائلا :من هم هؤلاء الناس ، ولماذا يأتون إلى هنا ، وماذا يفعلون داخل هذه الحفرة ، ولماذا كلهم خرجوا من الحفرة وتركوا الصبي الصغير وحده وغطوا عليه الحفرة ، بدأ يشعر التاجر عجيب بالقلق حول الصبي ، فأعتقد ان هؤلاء الاشخاص دفنوا الطفل علي قيد الحياة.
قرر التاجر عجيب ان ينقذ الصبي الصغير ، وهرع مسرعا بعد ان غادرت السفينة ، وقام بازالة الطين من علي الحفرة ونزل الي الحفرة مسرعا ، ورأي باب وقام بفتحه وذهب الي الداخل ورأي بعض الشموع المضائة ورأي سلال مليئة بالعناصر الغذائية ورأي الصبي جالس يلعب الشطرنج.
عندما رأه الصبي الصغير كان خائفا كثيرا ، واختبأ وراء السرير ،وهنا بدأ التاجر عجيب يقول للصبي : لا تقلق يابني ، انا هنا لكي اساعدك ، قل لي لم هؤلاء الاشخاص تركوك هنا وذهبوا.
وهنا بدأ الصبي يطمئن للتاجر عجيب واخذ يروي له حكايته قائلا : انا اسمي هارون ، واسم والدي هو راشد، وهو واحد من أغنى تجار المجوهرات في بغداد ، وأنا الابن الوحيد لوالدي ، ولقد ولدت في نعم كثيرة ، وقال بعض العرافين والمنجمين لوالدي انه عندما اتم عامي الثامن سأتعرض لخطر يؤدي بحياتي ،وهنا طلب والدي من المنجمين ايجاد طريقة لانقاذ حياتي ، وهنا رد واحد من المنجمين علي والدي قائلا : هناك خطرا على حياة ابنك من شخص يدعى عجيب، فإذا امكنك أن تنقذ ابنك أثناء سنته الثامنة من هذا الشخص الذي يدعي عجيب، فإن ابنك سيعيش حياة طويلة .
تابع الصبي الصغير حكايته علي عجيب قائلا : والدي أخفاني هنا ، بحيث عجيب هذا لا يمكنه ان يفعل بي اي ضرر ، وانا سوف اتم عامي الثامن بعد أربعين يوما ، وبعد ذلك، سوف اكون قادرا على العيش لفترة أطول .
سمع التاجر عجيب الصبي الصغير ، واخذ يفكر بينه وبين نفسه :لماذا أقتل هذا الطفل البريء ، فهو صبي جميل جدا ، وأي شخص يحبه ، يجب أن يكون المنجم مخطأ.
قصة رؤيا الاربعين يوم من قصص اطفال قبل النوم
وهنا اخذ الصبي يسأل التاجر عجيب قائلا : وانت ايها الرجل ، لم تخبرني حتي الان من انت ، ومن اين اتيت ، وهنا رد عليه التاجر عجيب قائلا : انا تاجر قماش ، وكنت ذاهبا لانجاز بعض الأعمال ، وحدثه التاجر عجيب عن نفسه ولكنه لم يخبره عن اسمه ، وقرر أن يثبت للمنجمين انهم علي خطأ ، وقال للصبي هارون : يابني ، لا تخف من اي شخص ، أنا هنا لحمايتك ، والآن انت مسؤوليتي ، ولا تقلق فأنا سوف اخلصك من كل الأخطار ، الآن أنا هنا، لا أحد يستطيع أن يؤذيك.
هذا الكلام طمئن هارون كثيرا واصبح سعيد جدا ، وسرعان ما تجاوب مع عجيب وبدأوا يعيشون سويا ، واعتني عجيب بالصبي هارون عناية كبيرة ولعب معه، واخذ يحكي له قصص ترفيهية ، وكلاهما تشاركوا الأكل ومكان النوم معا ، وبهذه الطريقة، فات تسعة وثلاثين يوما وهم في سعادة مع بعضها البعض ، والآن لم يبق إلا يوم واحد علي الأربعين ، فيعتبر اليوم الاربعين هو الموعد النهائي للخطر.
وفي اليوم الأربعين، ساعد عجيب الصبي هارون في الاستعداد ، وتناولوا سويا وجبة الافطار ، ولعبوا سويا الشطرنج طوال اليوم، وعندما أتي المساء، شعر هارون بأنه جائع ، وطلب من عجيب أن يعطيه شيئا للأكل ، فقال له عجيب : انتظر، سأجلب لك بعض البطيخ .
جلب عجيب البطيخ من أحد السلال وطلب من هارون ان يعطيه السكين، فأشار هارون إلى السكين علي الرف قرب سريره ، وبينما كان عجيب يحاول التقاط السكين من علي الرف، لدغ عقرب قدم الصبي هارون ، شعر هارون بالالم الشديد وسقط علي الارض ، وهنا ضرب عجيب بالسكين علي مكان اللدغة من قدم هارون لطرد السم منه بسرعة ، وضمد الجرح بعدها.
كان الصبي هارون يبكي كثيرا من شدة الالم ، ولكنه استغرب كثيرا عند رؤية عجيب يبكي، واخذ يسأله : ياعم عجيب ، انا ابكي من الالم ، ولكن لماذا انت تبكي .
هنا أجابه عجيب : يابني هذه هي دموع الفرح ، فطوال هذه الفترة لم اخبرك انني عجيب الذي انت تختبئ منه علي حسب اقاويل المنجمين ، فبدلا من اخبارك قررت ان احميك بأي ثمن لكي اثبت لكل الناس ولنفسي انهم علي خطأ ، فها نحن قضينا سويا اربعين يوما ولم يحدث اي مكروها لك.
عانق هارون عمه عجيب وبكى في سعادة ، وفي هذه اللحظة، سمعوا صوت خطوات أتية من الخارح ، وسرعان ما ظهر والد هارون ومعه الخدم ، وعندما رأه هارون ، هرع اليه واحتضنه بحب ولهفة ، واخبره بكل شئ حدث معه واخبره عن عجيب وعن خطأ المنجمين ، وفي هذه اللحظة عانق والد هارون التاجر عجيب شاكرا له لحمايته لابنه وانقاذه من اي خطر.