حكايات اطفال الخيالية تكون ممتعة للفاية و تساعد فى نمو عقل الطفل ، و موقع سحر اليوم مليئ بـ حكايات اطفال جميلة و مشوقة لقرائتها لاطفالنا قبل النوم ، و اليكم احدي اجمل حكايات اطفال و هى قصة قصة كرة الكريستال والولد راعي الغنم .
طوال الوقت يتمحور الجشع في حكايات اطفال علي انه شئ سئ وانه يجب الابتعاد عنه ، وهذه القصة من ضمن القصص التي تحكي لنا عن القناعة وكيف انها في الحقيقة كنزا لا يفني ابدا ، فتحكي لنا انه في يوم من الايام كان يوجد قرية صغيرة ، وكانت سكان هذه القرية فرحيين دائما وسعداء وكانوا اطفالهم يلعبون دوما تحت ظلال أشجار حدائق منازلهم.
وكان هناك ولد صغير يدعى ناصر وكان راعي لأغنام والده فكان دوما يبقي بالقرب من القرية مع والده ووالدته وجدته ، وكل صباح، كان الولد ناصر يتولى قطيعه من الماعز حتى التلال لإيجاد مكان مناسب لهم للرعي ، وفي فترة ما بعد الظهر كان يأخذهم ويعود معهم إلى القرية، وكل ليلة كانت جدته تروي له قصة مشوقة عن النجوم وكان الولد ناصر مهتم حقا بالنجوم ويحبها كثيرا.
وفي يوم من تلك الأيام، كان الولد ناصر يراقب قطيعه ويلعب علي الناي، ورأى فجأة ضوء رائع يأتي من وراء الزهرة ، وعندما اقترب منها ، رأى كرة بلورية شفافة وجميلة جدا ، وكرة الكريستال هذه تألقت مثل قوس قزح الملون، اخذها الراعي الصغير ناصر بعناية في يده والتفت حولها.
واذ به تفاجأ عندما سمع صوتا ضعيفا قادم من كرة الكريست القائلا له " يمكنك ان تتمني اي رغبة وسوف احققها لك" ، في البداية لم يصدق فعلا انه سمع هذا الصوت ، وعندما تأكد من أنه سمع هذا الصوت بالفعل قادم من كرة الكريستال، شعر بالحيرة الكبيرة ، فقد كان لديه الكثير من الرغبات التي كان يتمناها ولكنه لم يركز علي أمنية واحدة بعينها ، وقال لنفسه"إذا انتظرت حتى غدا سوف أتذكر أشياء كثيرة ، وسوف اتذكر كل رغباتي ".
ووضع الكرة الكريستال في كيس، وجمع القطيع، وعاد إلى القرية ، وقرر ان لايخبر أحدا عن هذه الكرة البلورية ، وفي اليوم التالي أيضا، لم يتمكن الولد ناصر ان يقرر ما يتمناه ايضا ، ومرت الأيام كالمعتاد، ومازال ناصر لا يزال غير قادر على معرفة رغبته الحقيقية لكنه على ما يبدو كان مبتهجا للغاية، وكان كل الناس من حوله مندهشين من رؤيته يتغير في التصرف.
وفي يوم من الايام ذهب الصبي ناصر وقطيعه واختبأ خلف شجرة، وكالعادة، جلس في زاوية تحت الشجرة ، وأخرج الكرة البلورية ولبضع لحظات نظرت إليه بكل اعجاب ، واثناء ماكان ينظر اليها ذهب الي النوم وعندما قام ناصر بعد قليل ، أخذ الكرة الكريستال وركض بعيدا.
وعندما وصل إلى القرية مرة اخري ، دعا جميع الناس وأظهر لهم الكرة الكريستال ، واخذ مواطني تلك القرية الكرة البلورية في أيديهم وفجأة سمعوا صوتا من داخل الكرة الكريستال، قائلا "لا يمكنني تحقيق رغبتكم." ، وهنا صرخ شخص منهم على الكرة" لا يمكنك ان ترفضي رغباتنا ، فانا أريد كيس واحد كامل من الذهب." ، وأخذ الكرة شخصا اخر قائلا بصوت عال: "وأنا أريد صدور كاملة من المجوهرات ". ، وتمنى بعضهم أن يكون باب منزله يشبهه باب القصر مع باب كبير مصنوعة من الذهب الخالص، بدلا من منزله القديم ، وتمنى البعض الآخر حقائب كاملة من المجوهرات.
استمعت الكرة البلورية لهم وتم الوفاء بجميع رغباتهم، ولكن بالرغم من كل هذا ما زالوا مواطني القرية غير سعداء ، وكانوا غيورين وغاضبين من بعضها البعض وتوقفوا حتي عن التحدث إلى بعضهم البعض، حتي ان الأطفال اصبحوا غير راضين بشكل رهيب ، ولم يكن هناك سوى ناصر وعائلته السعيدة والقنوعة ، وفي يوم ما اخذوا أبناء القرية الكرة الكريستال لناصر ، قائلين لناصر، "عندما كانت القرية صغيرة، كنا نحن جميعا سعداء وفرحين." وتحدث الآباء أيضا قائلين ، " فعلا كلنا غير راضيين ولم تجلب القصور الفاخرة والمجوهرات سوى الألم ".
وعندما رأى ناصر حالة الناس المؤسف حقا، قال لهم "على الرغم من أن الكرة الكريستال طلبت مني أن أتمنى شيء، وأنا لم افعل ذلك حتى الآن الا انني سوف اتمني حاليا ان يعود كل شيء إلى مكانه الخاص، واتفق الجميع بسعادة ، وتولى ناصر الكرة الكريستال في يده، وتحول حولها، وتمنى أن القرية تصبح كما هي نفسها كما كانت عليه من قبل ، وفي لحظة، اختفت القصور، وعادت الحدائق الخضراء، ورجعت نفس القرية القديمة مليئة بالأشجار هناك.
ومرة أخرى بدأت الناس بالعيش بسعادة ولعب الأطفال تحت ظل الأشجار مرة اخري وواصل ناصر حياته بنفس القناعة كل يوم، واخذ يلعب الناي عند غروب الشمس ، وسمعت القرية صوته الحلو الذي ملئ جميع أنحاء القرية الخضراء الجميلة.
وهنا نتعلم من هذه القصة انه ينبغي أن نكون سعداء مع كل ما لدينا وألا نكون جشعين.