الطفل في الشهر السابع و قلق الانفصال

سوف ننتقل الى النصف الثاني من السنة الأولى لعمر طفلك و معالم الطفل في الشهر السابع ، والتي سوف يحدث فيها بعض التغيرات الكبيرة، فيما يعرف بالقلق من الغرباء، أو قلق الانفصال، وسوف نتعرف على أسباب القلق من الغرباء، وكيف ينتج قلق الانفصال عند الطفل في الشهر السابع.

 


- الطفل في الشهر السابع (القلق من الغرباء )
نلاحظ أن الطفل في الشهر السابع من العمر عندما تحمله الأم يتطلع الى الوراء، ويؤدي ابتسامة كبيرة لكل من يراه، واذا كنت قد تركت الطفل مع أحد الغرباء وابتعدت قليلا فإن الطفل سوف يكون سعيدا وسوف يتواصل معه، وعلى ما يبدو أن فلسفة الطفل في هذه المرحلة هى، إذا كنت لا يمكن أن تكون مع من تحب، فحب واحد أنت معه.

 


وبالطبع، هذا لايعني أن طفلك مشوش أو سهل تماما، فالأباء ما زالو أفضل الأصدقاء له، فإذا كان هناك ما يثير القلق والألم لطفلك، فإن الطفل لن يحتاج إلا أحد الوالدين حتى يشعر بالراحة، ولكن عندما تكون الظروف جيدة وعلى خير ما يرام فإن الطفل سوف يكون سعيدا مع الغريب.


للأسف، هذا لا يحدث مع الكثير من الأطفال الرضع، لأن الأمر الطبيعي أن الأم سوف تلاحظ علامات القلق من الغرباء (Stranger Anxiety) على طفلها، وسوف يكون منزعجا جدا من قبل الأشخاص الغرباء، ودعونا نرى ما اذا كنا نستطيع أن نحلل ما يجرى مع القلق من الغرباء، وقلق الانفصال (separation anxiety) والتي هي حالات طبيعية يمر بها معظم الأطفال ولكن ليس 100% من الأطفال الرضع.

 


- الطفل في الشهر السابع (أسباب القلق من الغرباء)
ينشأ القلق من الغرباء لدي الأطفال عندما تنتقل ذاكرة طفلك الى الأمام، فالأطفال لديهم ذاكرة ادراك جيدة جدا، وهذا يعني أنهم يستطيعو ادراك الأشياء والوجوه والبيئات التي كانت بالفعل مألوفة لديهم، ولكن ما يظهر الآن  هي ذاكرة الاسترجاع حيث أن الطفل قادر على استعادة بعض الأشياء التي هي غير موجودة حاليا، والطفل يرتبط بشعور أفضل بدوام الأشياء،  عندما يجد الأشياء التي كانت مخبأة في الذاكرة.

 


اذا نظر الطفل لأحد الغرباء الذي لم يراه منذ أشهر قليلة، ويتمعن في وجهه، فهنا تفشل الذاكرة في التعرف عليه، من هذا الرجل؟ وذاكرة الاستدعاء لا يمكنها استعادة أي تفاعلات مطمئنة ماضية، وحالة عدم اليقين من كل ذلك تتسبب في الهروب أو المقاومة، ويستجيب الطفل للضغط النفسي وتبدأ حالة الاحتجاج بقوة، وتبدأ الأمهات بالاعتذار بأدب.

 


- الطفل في الشهر السابع (قلق الانفصال)
قد يجد الآباء أن القلق من الغرباء يعتبر مطمئن بعض الشيء، لأنهم ما زالو رقم واحد في حياة طفلهم، ولكن كن حذرا، فشفاء طفلك من قلق الغرباء يأتي بعده أيضا قلق الانفصال، وقلق الانفصال الذي لا يسمح لك أن تذهب الى أي مكان من دون أن يثير طفلك الرضيع الضجة، وهذا يحدث خاصة عندما يستيقظ الأطفال الرضع في الليل، وبسبب قلق الانفصال فإنه يبكي ويصرخ بدلا من الايماءة برأسه حتى تصل الأم لتهدئته.

 


قلق الانفصال ينتج من التقاء القوى التنموية أو التطورية، فأولا قدرة طفلك الرضيع على استرجاع الذاكرة قوية جدا، لذلك عنما تكون الأم بعيدة عنه أو غير متواجدة حوله، فلا يزال الطفل يستحضر صورة أمه في عقله والتي تنبهه أنه يريدها الآن، وثانيا، لا يمكن توصل الطفل لماذا الأم غير متواجدة حوله، كما أنه لا يعرف ما سوف يحدث بعد ذلك بدونها وهي الملاذ العاطفي بالنسبة له، ومثل كل التحديات التنموية أو التطورية الرائعة والمحيرة في مرحلة الطفولة، فالقلق من الغرباء وقلق الإنفصال يمكن أن يتلاشى عادة بعد بضعة أشهر.

 


- الآن أنت تعرف ماذا يحدث
يجب التعرف وتجميع المعلومات حول هذه الظاهرة التطورية لأنها فعلا مثيرة جدا للاهتمام، وأيضا كلما كان فهمك أعمق لهذه التغيرات التي على ما يبدو لا يمكن تفسيرها في طفلك، كلما كان ذلك أفضل، وسوف نفهم ونقدر ما الذي سوف يمرون به الأطفال من وجهة نظرهم، ويجب عليك أن تساعدي طفلك الصغير والانتقال من هذا التحدي التطوري الطبيعي في مرحلة الطفولة.

مواضيع مميزة