غزو نورماندي و بداية نهاية المانيا النازية

غزو نورماندي ، يسمى أيضا بالعملية العليا ، والعملية العليا هذه حدثت خلال الحرب العالمية الثانية ، تحديدا في 6 يونيو 1944، حيث شنت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال دوايت ايزنهاور أعظم غزو ، ومن الصعب تصور الملحمة التي حدثت في نطاق معركة غزو نورماندي الحاسمة التي كان علي رأسها هتلر حيث كان يحلم بالهيمنة النازية ، وكان هو السيد الأعلى لأكبر سيطرة جوية وبرية.

 


ما قبل يوم النصر :
التخطيط لهذا اليوم كان مابين عامي 1941- 1943 ، وفي منتصف صيف 1943، وقبل عام من غزو نورماندي من قبل الأنجلو الأمريكي والذي من شأنه أن أدي إلى التحرر من أوروبا الغربية ، كان ادولف هتلر لا يزال محتل كل الاراضي التي اكتسبها في الحرب الخاطفة في حملات مابين عامي 1939- 1941 ،  وايضا قام بمعظم الفتوحات الروسية لعامي 1941- 1942 ، كما انه احتفظ أيضا بموطئ قدم له على ساحل شمال افريقيا ، والهجوم المضاد الروسي في معركة ستالينغراد ومعركة كورسك دفعت هتلر الي الشرق ، وكان لا يزال يسيطر علي كامل اوروبا القارية باستثناء اسبانيا والبرتغال وسويسرا والسويد.

 


ما هو يوم النصر تحديدا ؟
في الساعات الأولى من صباح يوم 6 يونيو 1944، أطلق الحلفاء هجوم عن طريق البحر، وهبطت على شواطئ نورماندي على الساحل الشمالي لفرنسا المحتلة من قبل النازيين ، وفي اليوم الأول من هذا المشروع الكبير كان يعرف بيوم النصر ، وكان اليوم الأول لمعركة غزو نورماندي أطلق عليه اسم العملية العليا في الحرب العالمية الثانية.


فعلى مدار اليوم، جاء أسطول من حوالي 5000 سفينة وعبر سرا القناة الإنجليزية وقام بتفريغ 156،000 من جنود الحلفاء وما يقرب من 30،000 سيارة في يوم واحد ، وبحلول نهاية اليوم، كان قد استطاع ان يقتل حوالي 2500 من جنود الحلفاء وأصاب 6500 آخرون، ولكن الحلفاء نجحت من التخلص من الدفاعات الألمانية وخلق جبهة ثانية في الحرب العالمية الثانية.

 


التخطيط لخلق جبهة ثانية :
قبل عام 1944، ولمدة خمس سنوات ، كانت معظم دول أوروبا تحت سيطرة النازية ، ولاقي الاتحاد السوفياتي وجود بعض النجاح على الجبهة الشرقية وتحديدا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وبالرغم من ذلك كان الوقت قد حان لإنشاء جبهة ثانية.

 


ولكن كانت الأسئلة من أين ومتى تبدأ هذه الجبهة الثانية ، وهنا كان الساحل الشمالي من أوروبا خيارا واضحا، فمنذ حدوث الغزو القادم من بريطانيا العظمى ، كان هذا المكان بالفعل ميناء مثالي من أجل تفريغ ملايين الاطنان من الإمدادات وحاجة الجنود.

 


وبعد ان تم اختيار الموقع، كان هناك حاجة إلى ما يكفي من الوقت لجمع الإمدادات والمعدات، وجمع الطائرات والسيارات، وتدريب الجنود ، فهذه العملية كلها استغرقت عاما ، وكل هذا أدى إلى يوم معين وهو 5 يونيو 1944، واستخدم الجيش مصطلح "يوم النصر" ليوم الهجوم.

 

ما توقعه النازيين في هذا الغزو :
عرف النازيين ان قوات الحلفاء كانوا يخططون للغزو، واستعدادا لذلك امر أدولف هتلر بإنشاء جدار أطلسي لحماية الساحل الشمالي لأوروبا من غزو الحلفاء، ولكن هذا لم يكن حرفيا هو الجدار ، ولكن بدلا من ذلك، كان مجموعة من الدفاعات، مثل الأسلاك الشائكة وحقول الألغام، التي امتدت عبر 3000 ميل من الساحل.

 


وفي ديسمبر 1943، عندما وضع المشير اروين روميل الملقب باسم ثعلب الصحراء دفاعات إضافية وتحصينات مزودة بمدافع رشاشة ومدفعية، والملايين من الألغام الإضافية، ونصف مليون من عقبات المعادن التي وضعها على الشواطئ والتي يمكنها أن تمزق الجزء السفلي من سفن الإنزال.

 


ولعرقلة المظليين والطائرات الشراعية، أمر روميل العديد من الحقول أن تغمربالمياه ومغطاة بأعمدة خشبية ، ولكن روميل كان يعرف أن هذه الدفاعات لن تكون كافية لوقف الجيش الغازي.

 


عنصر السرية في عملية غزو نورماندي:
كان الحلفاء قلقون بشدة حول التعزيزات الألمانية ، وان اي هجوم برمائي ضد العدو الراسخ قد يكون بالفعل من الصعب تصديقه ، وكان الخوف من الهجوم الكارثي هو السبب الدقيق للسرية المطلقة.

 


وللمساعدة على إبقاء هذا السر، أطلقت قوات الحلفاء عملية الثبات، وهي خطة معقدة لخداع الألمان. وتضمنت هذه الخطة إشارات خاطئة في الإذاعة ووجود عملاء مزدوجين، وجيوش وهمية والتي شملت دبابات بالون بالحجم الطبيعي، وقد استخدموا أيضا خطط شريرة كإسقاط جثة هامدة مع اوراق سرية كاذبة قبالة سواحل اسبانيا.

 


فقد استخدموا أي شيء وكل شيء لخداع الألمان، ولجعلهم يعتقدون أن غزو الحلفاء كان يحدث في مكان آخر وليس نورماندي.

 


تأخير العملية الاخيرة :
تم تعيين تاريخ ليوم النصر ، وبعد ان تم تحميل كل شئ بالمعدات والجنود على السفن ، حدث تغير في الطقس ، وعاصفة ضخمة ضربت المنطقة ، مع هبوب رياح 45 ميلا في الساعة، والكثير من المطر.

 


وبعد الكثير من التأمل، قرر القائد الأعلى لقوات الحلفاء، الجنرال الأميركي دوايت ايزنهاور ، تأجيل يوم النصر يوم واحد فقط ، وبدأ غزو نورماندي في 6 يونيو 1944  ، كما قام وقتها روميل بتقديم إشعار لهذه العاصفة الضخمة الذي اعتقد أن الحلفاء لن تغزو في مثل هذا الطقس العاصف.

 


تنفيذ يوم النصر (غزو نورماندي ):
على الرغم من أن يوم النصر اشتهر بكونه عملية برمائية، الا انه بدأ فعلا مع الآلاف من المظليين الشجعان ، وتحت جناح الظلام، وصلت الموجة الأولى من المظليين الي نورماندي ، وركبوا في ستة من الطائرات الشراعية ، وعند الهبوط، أمسك المظليين معداتهم، وغادروا الطائرات الشراعية، وعملوا كفريق واحد للسيطرة على اثنين من الجسور هامة جدا ، واحد فوق نهر أورن والآخر على قناة كاين.

 


اما عن الفرقة الثانية المكونة من 13،000 من المظليين والذين كان وصولهم صعب جدا في نورماندي ، ورصد النازيين الطائرات وبدأوا بإطلاق النار ، وجنحت الطائرات بعيدا ، والعديد من هؤلاء المظليين قتلوا حتى قبل أن يصلوا إلى الأرض، وآخرون حوصروا في الأشجار وأطلقوا القناصة الألمانية عليهم النار.

 


واخيرا ، كان نجاح يوم النصر و غزو نورماندي بداية لنهاية ألمانيا النازية ، وبعد أحد عشر شهرا بعد يوم النصر، كانت الحرب في أوروبا قد انتهت.

مواضيع مميزة