قصة رئيسة العائلة الصغيرة من قصص قبل النوم

يوجد الكثير من القصص التى يمكن ان نحكيها لاطفالنا قبل النوم فان قصص قبل النوم لا تساعد الاطفال على النوم فقط و لكنها توسع مدراكهم و تنمى معرفتهم ، و موقع سحر الكون يحتوى على الكثير من قصص قبل النوم و نقدم لكم اليوم احدى اجمل و امتع هذه القصص و هى قصة رئيسة العائلة الصغيرة.

 


كان هناك في يوم من الايام عائلة مكونة من الأب وأبنائه الثلاثة ، وكان هناك زوجتين للابناء الكبار ، تم جلبهم في الآونة الأخيرة داخل المنزل، وكلاهما من قرية واحدة على بعد بضعة أميال من منزل الاب وابناؤه ، وكانت هاتين الزوجتين دائما مايشعرون بالحنين الي ديارهم السابقة ويتمنون لو انهم يستطيعون الذهاب للاطمئنان علي اهلهم ، وكانوا يريدون ان يأخذوا اذن من الاب لكي يذهبون لزيارة اهلهم.

 


وكان دوما الاب منزعج من هذه الطلبات المستمرة والملحة ، وقرر أن يخترع وسيلة لوضع حد لكل هذا، وأخيرا قدم لهم إذن ولكن بطريقته الخاصة قائلا لهم " ايتها الفتيات ، أنتم دوما ما تتسولون الي للسماح لكم أن تذهبوا وتقوموا بزيارة أمهاتكم، وكنت افكر كم انني قاسي القلب لانني رفضت مرارا وتكرارا لطلبكم ، وبعد التفكير وجدت الآن انه يمكنكم الذهاب، ولكن فقط بشرط واحد ".

 


لم تصدق الزوجات انفسهم ،وعلي الفور قالوا له " قل لنا ما هو الشرط ياابي ونحن سوف نفعله بكل تأكيد " ، قال الاب المسن لهن " شرطي هو عندما تعودون سوف تجلبون كل شيء أريده مهما كان صعبا او مستحيلا ، فمن الممكن ان اطلب منكما ان تحضرا لي بعض من النار ملفوفة في ورقة، او بعض من الرياح في ورقة".

 


لم يفكروا الزوجات في هذا الشرط فكانوا يحترقون شوقا لرؤية ذويهم ، وجهزوا انفسهم بفرحة كبيرة للغاية ، وبدأوا في السير علي الاقدام ذاهبين الي امهاتهم ، وبعد ان ساروا مسافة طويلة، وقاموا بالدردشة حول ما يجب عليهم القيام به، انزلق كعب حذاء احدهما تحت قدميها وسقطت باكية من شدة الالم ، وفكروا جديا ان يعودوا الي ازواجهم.

 


وجلسوا يبكون على جانب الطريق وجاءت فتاة صغيرة تركب حيوان يشبه جاموس الماء وتوقفت لكي تري ما خطبهم ولماذا هم يبكون ، وهل يمكنها ان تساعدهم ، وقدمت هذه الفتاة كل التعاطف والتقدير لهم ، ولذلك قاموا بروي قصتهم عليها ، بعد ذلك قالت لهم البنت " لا داعي للبكاء ، اذا رجعتوا معي الي بيت والدي فقد ابين لكم مخرجا من هذا المأزق " ، بالرغم من ان الزوجتين كانوا يرون ان قضيتهم ميئوس منها الا انهم رأووا البنت واثقة من قوتها الخاصة كثيرا وشعروا بانها يمكنها مساعدتهم.

 


رافقوها أخيرا إلى بيت والدها، وبدأت الفتاة ان تعرض عليهم بعض الاشياء ، فجاءت لهم بفانوس ورق من صنعها واضاءت بداخله نار ، وهنا نفذت اول طلب من طلبات الاب المسن وهو " النار الملفوفة بورقة " ،  ثم جاءت بمروحة ورق واخذت تحركها حتي صدر منها رياح ، ونفذت ثاني طلب من طلبات الاب المسن وهو "الرياح ملفوفة بالورق".

 


شعرت الفتاتان بالفرح الشديد ، وشكروا الفتاة الصغيرة واعتبروها تلميذة نجيبة ، وذهبوا في طريقهم عائدين الي المنزل فرحين بما لديهم بعد زيارة ممتعة إلى منازلهم القديمة، وأخذوا معهم الفانوس والمروحة، وعادوا إلى حماهم المسن ، وبالرغم من انه غاضب منهم كثيرا الا انهم روا عليه قصتهم اثناء رحلتهم والطفلة التي ساعدتهم ، وتساءل الاب المسن عما إذا كانت الطفلة متزوجة بالفعل ام لا ، ووجد أنها لم تكن متزوجة ، وعلي الفور طلب من الزوجتين ان يكونون وسيط لكي يستطيع ان يزوجها الي ابنه الاصغر.

 


وبعد أن نجح في اتمام زواج كل من هذه الفتاة وابنه الاصغر ، حضرت الفتاة الي منزلهم لكي تعيش معهم ، واظهرت هذه الفتاة حكمة لم يروها اهل البيت من قبل ، فهي من ينبغي ان تكون ربة الاسرة وعن جدارة ، بما انه لا يوجد أم حكيمة في المنزل.

 


وبالفعل بعد حفلة الزواج ، كان علي الابناء الكبار العودة الي وظائفهم المعتادة في المزرعة، ولكن، وفقا لما قاله والدهم، فجاءوا إلى العروس الشابة للحصول منها على تعليمات، وبالتالي قالت لهم ان لا يذهبوا ابدا الي المزرعة خاليين الايدي ، فيجب ان يحملون الاسمدة المناسبة وهم ذاهبين الي المزرعة ، وعند عودتهم يجلبون معهم حزمة من العصي للحصول على الوقود.

 


أطاعوها بدون نقاش ، وبالفعل قريبا اصبحت الأرض في حالة جيدة، وذلك بتجميع الكثير من الوقود الذي لا يلزم أن يشتريه احد ، وبدلا من ان يجلبوا العصي والجذور، أو الأعشاب قالت لهم ان يجلبوا الحجارة بدلا من ذلك ، وسرعان ما تراكمت كومة هائلة من الحجارة التي اخذت تنهال في الساحة بالقرب من منزلهم.

 


وفي يوم ما جاء رجل خبير في اكتشاف الأحجار الكريمة ورأى كومة عبارة عن كتلة من اليشم ذات قيمة كبيرة، ولكنه لم يخبرهم بمدي قيمة هذه الاحجار لكي يحصل عليها بتكلفة قليلة ، وتعهد بشراء هذه الكومة، وتظاهر بأنه يرغب في استخدامها في البناء ، ولكن الفتاة طلبت منه مبلغا باهظا ، قائلة له ان يأتي بعد يومين لكي يدفع الاموال ويأخذ الحجارة.

 


وفي تلك الليلة اخذت الفتاة تفكر كثيرا في سبب لهفة المشتري علي هذه الكومة واستعداده لدفع مبلغا باهظا في بعض الحجارة ، وبدأت تستوعب ان هذه الكومة ليست مجرد احجار ولكنها عبارة عن احجار كريمة ،  وفي صباح اليوم التالي اخبرت حماها المسن ان يدعو المشتري الي العشاء واوصت رجال عائلتها علي ان يجلبوا افضل الطعام والشراب ، وكل العائلة وثقوا بها كثيرا وقاموا بتشجيعها على معرفة ما هي الطريقة التي يمكن التعرف بها علي ما اذا كانت هذه  الحجارة عادية ام نفيسة.

 


وبالفعل حضر المشتري الي العشاء ، وعند الاتفاق اعطوه حجارة عادية لكي تري الفتاة ماهي ردة فعله عليها ، غضب المشتري حيث ان هذه الحجارة ليست هي التي رأها في المرة السابقة ، وغادر بدون ان يشتري شيئا ، وهنا تأكدوا من ان هذه الحجارة هي احجارة كريمة وسعرها باهظ للغاية ، وذهب الاب المسن للتفاوض مرة أخرى مع البائع، وتمكن من الحصول علي السعر المتفق عليه أصلا على كومة من الحجارة، ومبلغ كبير بالإضافة إلى الاحجار الكريمة.

 


اصبحت الأسرة من الأثرياء وهذا كله بفضل الفتاة الصغيرة ، واصبحت عائلة رائعة لم يسبق لاحد رؤيتها من قبل ، وعاشت العائلة فترة طويلة في الثروة والسمعة الطيبة في ظل رئيسها الذي تم اختياره.

 

مواضيع مميزة