منذ عام 1980، عندما أدرج مصطلح مرض التوحد الطفولي لأول مرة في علم تشخيص الأمراض وفي احصائيات الإضطرابات العقلية، وقد ازداد الوعي بـ مرض التوحد، والناس تريد معرفة الطرق التي يمكن أن تساعد الآباء والأمهات في التعامل مع أطفالهم المصابين بـ مرض التوحد، فإذا كنت تعرف عائلة لديها طفل أو أكثر مصابون بمرض اضطراب طيف التوحد، فقد تكون مهتما بمنحهم أي مساعدة يمكنك أن تجعل حياتهم أسهل قليلا.
-كيف تساعد؟
تقديم المساعدة هي مسألة حساسة جدا، فقد تريد أن تتراجع عنها ولكنك لا تريد أن تسيء الى نفسك وينتهي شعورك بالذنب اذا لم تفعل ما يكفي لتقديم المساعدة، فهذا هو الحال عندما يتعلق الأمر بالأطفال، ومع ذلك، هناك طرق لدعم الأصدقاء، والجيران، والأقارب الذين يعانون من مرض التوحد دون تدخل في شئونهم.
1-تعلم الأساسيات
يجب أن تتعلم الأساسيات إلا اذا كنت تعرف أو تعاملت مع الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، ومعرفة ما يعنيه مصطلح التوحد قبل تقديم المساعدة مع المعرفة الخلفية سوف تكون قادر على فهم صديقك عندما يتحدث اليك عن طفله الذي يعاني من مرض التوحد، وبمعرفة بعض الأشياء عن القواعد لن تخطيء في طرح الأسئلة المحرجة، وهذه القواعد توفر المعلومات اللآزمة التي تعطي الصورة الشاملة عن الآباء الذين يتعاملون مع ابنائهم الذين يعانون من مرض التوحد بصورة مستمرة، وتقدم المعلومات من خلال التعرف على أعراض مرض اضطراب طيف التوحد عن طريق تشخيص المرض الى مرحلة العلاج، وأيضا هذه الأساسيات توضح لك مجموعة متنوعة من أنواع ومستويات مرض التوحد، وبمجرد أن تعرف قليلا عن هذا المرض سوف يشعر صديقك بأنه يتحدث الى شخص يفهم.
2-لا تغير موقفك
عندما تعلم أن طفل صديقك يعاني من اضطراب مرض التوحد ، عالج ذلك بالإدراك والمعرفة بدلا من الصدمة، لأن يلقي ضوءا أو أثرا جديدا على مزاج الطفل، والكشف عن لماذا يتصرف الطفل بهذا الأسلوب تمكنك من معرفة كيف تتعامل مع هذا السلوك بطرق أنت لم تكن تعرفها من قبل، وتشخيص حالة الطفل ليس معناها أنه مختلف الآن عن ذي قبل، والمسؤلية تقع عليك في انتقاء كيفية التعامل مع الطفل، والشباب الذين لديهم مرض التوحد لديهم بعض المراوغات أو السلوكيات الغريبة والتى لا تختلف كثيرا عن الأطفال، ولكن بمجرد فهم السبب تستطيع تقديم مزيد من المساعدة.
هناك طريقة بسيطة للقيام بذلك وهي أن تسأل الأباء عن ذلك، وبعد معرفتك للأساسيات عن مرض التوحد يجب أن تسأل بتحفظ الأسئلة الذكية دون وقوع أي ازعاج أو احراج.
1-طرح أسئلة حول معاملة الطفل الذى يعانى من مرض التوحد والعادات الغذائية الخاصة به والتغيرات الى الأحسن التي يمر بها الطفل.
2-يجب أن تعلم ماذا يحب الطفل وماذا يكره أكثر من ذي قبل، ويجب أن تسأل اذا ما كان هناك أشياء يجب تجنبها، ولكن لا تحاول أن تعالجها.
3-ادخال بعض التحسينات الصغيرة المشجعة الى الأباء، كالتحدث عن مرحلة الطفولة المعتادة، مثل تغيير أسنان الطفل.
4-التعليق على بعض الصفات التى يتميز بها الطفل مثل نمو الطفل أو أنه يمتلك عيون جميلة، فهذه الأمور مهمة لوالديه.
5-تذكر أن الطفل وعائلته أشخاص محبوبين.
3-تعلم التفاعل أو الإستجابة
للأباء والأمهات الذين يتعاملون مع طفلهم الذي يعاني من مرض التوحد، فإنه من المفيد أن يتعلمون كيف يتفاعلون مع أبنائهم، فمنظمة التوحد لديها النصائح الخاصة بشأن الصعوبات التي يواجهها الأباء أثناء تعاملهم مع أطفالهم المصابين بـ مرض التوحد، فهناك قائمة من النصائح متعلقة بالشباب الذين لديهم التوحد وتشخيص الحالة حتى تتمكن من فهمها والتعامل معها، والمنظمة تدرك أنك لا تحتاج الى تعلم المهارات المعقدة ولكن البسيطة مثل:
1-كن وجها لوجه عندما تتحدث معه أو تلعب
2-تكلم ببطء واستخدم عدد قليل من الكلمات
3-استخدم الإيماءات والإشارات والدعم البصري
4-تشجيع الطفل الذى يعانى من مرض التوحد أن يسأل عن الأشياء
بمجرد أن الأباء يشاهدونك وأنت تتفاعل مع طفلهم الذي يعاني من مرض التوحد هذا يعفيهم من دور مرهق نفسي لتفسير كل شيء عن طفلهم.
4-فهم التوتر
اذا كان الأباء الذين لديهم طفل يعاني من مرض التوحد يبدون منعزلين أو يبدون شاردين عندما تتحدث اليه، فيجب أن تأخذ بعين الإعتبار أنهم قد يعانون من التوتر، فالجميع يعانون من التوتر من وقت لآخر، ولكن الآباء الذين لديهم طفل يعاني من مرض التوحد يعانو من اضطراب في النوم، ومخاوف حول القضايا التى تخص التعامل مع طفلهم، والنكسات التي قد تعيق تقدمهم، والقلق على مستقبلهم.
في أبريل 2009 نشر تقرير عن مواجهة وتزايد مرض التوحد والذي تحدث فيه الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من مرض التوحد عن عوامل التوتر التي يعانون منها، وينقسم التقرير الى ثلاث أقسام:
1-السلوكيات مثل عادات النوم الغير منتظمة
2-المالية والمهن
3-الزواج
ويبين التقرير مدى معاناة الأباء الذين لديهم أطفال يعانون من مرض التوحد ومدى اصابتهم بالتوتر.
يجب إظهار التعاطف والتفاهم مع الأباء بسبب التوتر والضغوط الذي يقع تحت عاتقهم، ودعهم يطرحون الأسئلة حتى لو لم يكن لديك الحلول، ولا تنزعج اذا كنت قد تبدو مشغولا، والإستماع والأذن الصاغية لجعل الأباء يدركون أنهم ليسو وحدهم مع مشاكلهم
5-وقت الراحة
الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من التوحد يستفيدون من الأوقات التي ينفصلون فيها عن أطفالهم للإسترخاء حتى يجدون أنفسهم، فيجب أن تفكر طول الوقت كأب له طفل يعانى من مرض التوحد سوف تجد نفسك بحاجة الى الهروب فقط لبضع ساعات فهي الطريقة التي يمكن أن تساعد بها نفسك، فيمكن عند ذلك أن تقدم لهم دعوة للخروج لمشاهدة فيلم أو تناول العشاء خارج البيت وغيرها.
6-المساعدة بتقديم وقت جيد مع الأطفال الطبيعيين
الآباء الذين لديهم طفل يعانى من مرض التوحد ولديه أطفال طبيعيين غالبا ما يشعرون بالذنب لعدم تقسيم الوقت على جميع الأطفال، فيجب منحهم فرصة قضاء الوقت والتمتع مع أطفالهم الطبيعيين، وذلك عن طريق أخذ أولادهم الى الخارج بينما أنت تهتم بطفلهم الذي يعانى من مرض التوحد، فأنت تقدم لهم خدمة كبيرة.
7-تقديم المساعدة المالية
الطفل الذي يعاني من مرض اضطراب طيف التوحد يضع على الأسرة مطالب مالية كبيرة، فالأطفال النامية تحتاج الى:
1-العلاجات
2-ألعاب
3-اسعافات
4-الأدوية
5-لقاءات مع الأطباء
6-التعليم
7-الاحتياجات الغذائية الخاصة.
اذا كان الأبوان يعملان فقد يحتاجان الى مربية للبقاء في المنزل لرعاية أبنائها، فيجب أن تدرك أن الأسرة تكافح من أجل الحفاظ على مستوى المعيشة الذي لا تستطيع أن تحققه كما فعلت في الماضي.
عرض المساعدة المالية قضية حساسة جدا، ومع ذلك فهناك طرق أخرى يمكنك بها تخفيف حدة التوتر، فالهدايا موقع تقدير يمكن تقديمها في المناسبات الخاصة وأعياد الميلاد وغيرها، فيمكن تقديم:
1-جلسات العلاج الإضافية
2-أشرطة الفيديو التعليمية
3-الألعاب المناسبة
8-دعوة من المتجر
الأباء الذين لديهم طفل مصاب بـ مرض التوحد يجدون صعوبة في التوقف ودخول المتجر لشراء احتياجاتهم الخاصة، فعند طلبه عبر الهاتف لتقدم له أي مساعدة من شراء احتياجاته فسوف يشعر بالحرج، ولكن اذا كنت هناك بالفعل وذكرت لهم ذلك، فربما يجدون ما يطلبونه منك.
-جاهز استعد ابدأ
هذه ليست سوى بعض الطرق التي يمكن بها أن تساعد الأباء الذين لديهم طفل مصاب بـ مرض التوحد، استخدمها كنقطة انطلاق لتعطيك أفكارا أخرى، وان كانت المساعدة صغيرة فإن الدعم كبير، والحقيقة أن مجرد محاولة في مساعدتهم سوف تشكل فرقا كبيرا.