ان قضاء الوقت فى السجن الفيدرالى يكون من اصعب الاوقات بشكل لايصدق ، اما فى حالة اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها والاعتراف بجريمة لم يتركبها فإن الوقت يكون صعب بشكل لايعقل ، ولكن إذا أضاف اختبار الحمض النووى لنا شئ ففى هذه الحالة قد لايكون الاعتراف شيئا موثوقا به كما يفترض ، وفى هذا الموضوع نقدم لكم قصة حقيقية عن اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها وظهور الحقيقة بعد قضاء العديد من السنوات فى السجن .
- قصة حقيقية عن اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها مثل المتهم انطونى كارافيلا :
عندما ألقى القبض على أنطونى كارافيلا فى اواخر ديسمبر 1983 ، كان يعلن انه فى ورطة بعد فشل المثول امام محكمة الاحداث فى فلوريدا بسبب اتهامات موجهة له بسرقة دراجة ، لكنه لم يكن يتوقع انه سيتم استجوابه حول قضية اغتصاب وقتل ( ادا يانكوفسكي ) .
كارافيلا البالغ من العمر 15 عاما كان يتراوح معدل ذكاءه حول نسبة 67 ، وقدم فى نهاية المطاف اربعة اعترافات مختلفة والتى تتعارض مع بعضها البعض وعلى سبيل المثال ، اعترف فى البداية بقتل يانوفسكى عن طريق ضرب الرأس بزجاجة لكنها فى الواقع 29 طعنة ، وغيرها من الاعترافات الكاذبة ويزعم محاموه الآن أن ضباط الشرطة ضغطوا على كارافيلا حتى الاعتراف ثم تدريجيا قاموا بتغذية تفاصيل الجريمة حتى اصبحت تصريحاته معقولة برغم عدم وجود أدلة مادية ، وقد حكم على الشاب بالسجن مدى الحياه فى عام 1984 .
وفى عام 2001 وافق اعضاء النيابة العامة لاختبار الحمض النووى للأدلة المادية من الجريمة ، ولكن النتائج كانت غير حاسمة وبعد سنوات لاحقة فى 2009 تم إرسال الأدلة الى كاليفورنيا حيث خبير الحمض النووى إدوارد بليك ، كان قادرا على التوصل للحقيقة ، وبعدها صدر على كارافيلا حكم مؤقت بالسجن فى عام 2009 بعد ان امضى 26 عاما ، واسفرت مزيد من الاختبارات فى تبرئة رسمية له فى عام 2010 ، وقد تم تعويض كارافيلا بدفع 7000000 دولار ، وأكدت محكمة الاستئناف الفيدرالية الحكم فى عام 2015 .
- قصة حقيقية عن اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها مثل المتهمان هنرى لى ماكولوم وليون براون :
فى عام 1933 تم العثور على فتاة مغتصبة ومقتولة تبلغ من العمر 11 عاما فى بلدة صغيرة فى شمال كارولينا ، وقد اقترح الشباب المحليين ان الجناة ربما يكون احد الأخوة هنرى ماكولوم وليون براون ، فقد قام الأخوان المراهقين المعوقين ذهنيا بالانتقال مؤخرا الى ينابيع نيوجيرسى مع والدتهما .
بعد 5 ساعات من الاستجواب ، وقع ماكولوم اعتراف ليضمن الرجوع الى بلاده بعد ذلك ، ثم تم اقناع الاخ الثانى بنفس الاعتراف فإعترف لتجنب عقوبة الإعدام ، وقد فعل ذلك .
وسرعان ما تخلى ماكولوم وبراون عن اعترافاتهم ، لكنهم مازالوا مدانين وقد حكم عليهم بالإعدام وقد خفضت العقوبة فى وقت لاحق الى السجن مدى الحياة ورفضت المحكمة العليا فى الولايات المتحدة إعادة النظر فى القضية .
وبعد ثلاثة عقود من القتل اكتشفت ادلة جديدة تدين شخص آخر يدعى روسكو ارتيس الذى عاش فى مكان قريب من مسرح الجريمة وقد حكم عليه فى نهاية المطاف بالسجن مدى الحياة ، وقد افرج عن ماكولوم وبراون فى عام 2014 وعفا رسميا عنهم فى 2015 ، وقد تم تعويض كل منهم بمبلغ 750.000 دولار .
- قصة حقيقية عن اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها مثل المتهم بارى لوجمان :
عندما كان بارى لوجمان صبى صغير اصيب فى إصبع الخنصر ، فى ذلك الوقت كانت لا تبدو هذه الاصابة مهددة للحياة ولكن فى الواقع تحولت هذه الاصابة فى نهاية المطاف الى شئ خطير جدا فى الواقع .
فى عام 1987 عندما كان بارى لوجمان فى الـ ـ24 من العمر ، تم العثور على احد الجيران الإناث مقتولة ، وقامت الشرطة بالتركيز على لوجمان بعد ان لاحظوا انه لا يستطيع ثنى إصبعه الصغير ، وتم العثور على الضحية مع ثلاث كدمات صغيرة على ذراعها .
كان لوجمان ذا معدل ذكاء حوالى نسبة 70 ، وكان عقليا ما يعادل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات ، وقال انه وافق على الاعتراف بعد ما قال له جندى من قوات الشرطة يدعى جون هولتز ان له بصمة عثر عليها فى مسرح الجريمة كان لها نمط دوار مثل اصابع لوجمان واستمرت التحقيقات والبحث عن الادلة حتى بدأ التحقيق مرة اخرى فى 2003 وقد اثبت تحليل الحمض النووى DNA براءة لوجمان .
- قصة حقيقية عن اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها مثل المحاكمات الثلاث لـ خوان ريفيرا :
فى عام 1992 عثرت شرطة إلينوي على جريمة اغتصاب مروعة وقتل هولى ستيكر البالغ من العمر 11 عاما ، وبعد اكثر من شهرين من عملية القتل اقترح مخبر السجن بأن سجين جديد اسمه خوان ريفيرا قد تورط فى القضية .
وكان قد تم حبسه بتهمة السطو وكان عمره 19 سنة ، وكان له تاريخ من المشاكل النفسية ولم يكن هناك دليل يربط بينه وبين قتل هولى ستيكر وفى الواقع كان قيد الاقامة الجبرية فى ليلة القتل .
ومع عدم وجود دلائل اخرى قررت المباحث لاسباب غير مفهومة جعل ريفيرا المشتبه الرئيسى وقاموا بإستجوابه بقوة لمدة اربعة أيام ، وخضع ايضا لإختبارات كشف الكذب وقال المحققون انه فشل ، وفى الساعة الثالثة صباحا فى اليوم الرابع من الاستجواب وافق ريفيرا على الاعتراف ، و لكن الاعترافات الاولى لم تتطابق مع تفاصيل الجريمة ، لذلك واصلت المباحث التحقيق معه حتى اعترف بصيغة اكثر قبولا .
وبعد العديد من التحقيقات والاحكام حكم على ريفيرا بالسجن مدى الحياة ، وفى عام 2005 اثبتت اختبارات الـ DNA براءة ريفيرا من تهمة الاغتصاب ، ونتيجة لذلك قام نفس القاضى الذى حكم على ريفيرا بالسجن مرتين مدى الحياة بإخلاء سبيله .
واخيرا فى عام 2012 تم الغاء الحكم على ريفيرا من قبل محكمة الاستئناف ، وفى عام 2015 وافقت السلطات على دفع مبلغ 20 مليون دولار كتعويض له .