لماذا الحيتان ضخمة جدا ؟

الحيتان بكل أنواعها من الكائنات الضخمة جدا، وحتى أصغرها مثل الحوت القزم يمكن أن يصل إلى 20 قدما، في حين أن الحوت الأزرق وهو يعتبر أكبر حيتان البالين يمكن أن يصل طوله إلى حوالي 105 قدما، وبعض الحيتان يمكن أن تكون أكبر قليلا من ذلك، ولكن لماذا حصلت هذه الحيتان الضخمة على هذا الحجم؟

 

هل كانت لدرء الحيوانات المفترسة، مثل الميجالودون الضخم أو القرش الأبيض العملاق، أم أن ضخامة الحيتان نتجت عن التنافس بين أنواع الحيتان على الغذاء؟، قد اتضح أننا ربما كنا نطرح السؤال الخاطئ، ربما لا يكون السؤال بلماذا الذي لا يعطي نفس أهمية السؤال بمتى، متى أصبحت الحيتان ضخمة جدا؟

 

هذا هو المقياس الذي قام به ثلاثة من الباحثين في دراسة نشرت في دورية أعمال الجمعية الملكية بي بشأن حيتان البالين وأحجامها، وبدلا من البحث عن سبب ضخامة الحيتان، تحول الباحثون إلى البحث عن أحافير الأنواع المنقرضة وعينات من المتاحف للأنواع الموجودة لتتبع تطور نمو الحيتان عبر المجموعات.

 

 

ما وجده الباحثون يوحي بإقتراح حديث عن نشأة الحيتان، فعندما أتت حيتان البالين لأول مرة إلى المشهد، كان ذلك قبل حوالي 35 مليون سنة، والتي كانت كبيرة بالفعل، لكنهم لم تكن كبيرة حتى قبل 4.5 مليون سنة، والتي من الناحية التطورية رائعة، وتمر ملايين السنين الأخرى، ويدخل كوكب الأرض في دورة جديدة من أنماط الطقس المختلفة خلال حقبة البليوسين المتأخرة مع توسع الأنهار الجليدية وتراجعها، وفجأة أصبح لدينا طقسا متغيرا على مدار السنة، وهذا يعني الفصول، وهذا ما يؤكده الباحثون في تغيير كل شيء للحيتان.

 

 

حجم الحيتان الضخم يعود إلى الطعام :

هل حجم الحيتان متعلق بالطعام؟ حسنا، مع تراجع الأنهار الجليدية، تم إطلاق العناصر الغذائية في المحيطات على طول السواحل، وعلى نفس المنوال، أدت التغيرات في درجات الحرارة إلى تيارات جديدة أدت إلى زيادة العناصر الغذائية من أعماق المحيطات، وأصبحت المحيطات تعادل بوفيه كامل رائع حقا من الطعام بالنسبة للحيتان، ولكن هذا البوفيه كان محلي جدا، وهذا يعني أن هناك كانت توجد فترات طويلة في المحيطات لا توجد أي بوفيهات من الطعام على الإطلاق، واعتمادا على مكان وجود الحيتان يمكن أن يوفر المحيط بيئة غنية بالأطعمة أو بيئة مجاعة.

 

كانت النتيجة أن فرائس الحيتان من الأسماك الصغيرة والقشريات كانت مركزة بشكل أكبر من ذي قبل، مما تطورت الطريقة التي تتغذى بها الحيتان وذلك بفتح أفواهها على نطاق واسع وامتصاص الطعام بكميات كبيرة من المياه ثم تصفية الطعام الفعلي الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ومع ذلك، فقد كان يعني أيضا أنها بحاجة إلى المزيد من الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة بتلك الامتدادات من الفرائس المحدودة، ولذلك تحتاج الحيتان إلى جسم أكبر لتقليل معدلات الأيض وخفض كمية الطاقة في السباحة لمسافات طويلة مع القدرة على تناول كميات كبيرة من الطعام.

 

 

التحولات التي حدثت خلال عصر البليوسين ربما ساهمت جميعها في زيادة حجم الحيتان، كما أن ذلك يعني أن الحيتان الأصغر كانت تكافح من أجل البقاء في هذا العالم الجديد للمحيطات، ومع كمية الطاقة التي تستخدمها الحيتان في التنقل تلتهم الحيتان كل ما يقابلها في طريقها، ويعترف الباحثون بأن هناك عوامل أخرى ربما لعبت دورا في حجم الحيتان، وأن دراستهم هي دراسة فرضية وليست إجابة نهائية لأن سجل الحفريات من ذلك الوقت لم يكتمل كما يشاء.

مواضيع مميزة