ما هي هرمونات التوتر؟ الجزء الثاني

سوف نستكمل في هذه المقالة باقي هرمونات التوتر وهي الأدرينالين ونورايبنفرين والدوبامين، والتي تعمل على زيادة استجابة التوتر من أي نوع ولأي درجة، وهرمونات التوتر تحافظ على وظائف الجسم طبيعية، ولكنها يمكن أن تشكل تهديدا حقيقيا والتي يمكنها أن تسبب لك الأمراض.

 

2- الأدرينالين :

 

الأدرينالين ويسمى أيضا ابينيفرين وهو هرمون التوتر الذي يعمل على الاستجابة الفورية، فهرمون الأدرينالين يؤهلك للقتال والمعارك والجري حيث يحتفظ بك في حالة تأهب، ويعمل على زيادة الطاقة وإمداد الأوكسجين إلى العضلات في حين أنه يساعد في الحفاظ على الأنظمة الحيوية في الجسم.

 

 

* الإنتاج :

الأدرينالين يزداد بشكل رئيسي في النخاع (الجزء الأوسط) من الغدد الكظرية، ويزداد بكميات صغيرة في الجهاز العصبي السمبثاوي والمخ.

 

* التوتر وتفاعلات الأدرينالين :

أنت على علم بأن استجابة الأدرينالين السريعة تحدث عندما يبدأ القلب في الخفقان السريع مثلا عندما تكون على استعداد لسباق، فأنت عند ذلك تتنفس بشكل أسرع، وأنت تشعر بالقلق وتكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع التوتر الحاد، ومع التوتر يمكن لمستويات الأدرينالين أن يسبب ما يأتي :

 

1- زيادة معدل ضربات القلب وقوة انقباض القلب الأمر الذي يزيد من ضغط الدم.

2- استرخاء العضلات في الرئتين، ويجعل التنفس أسرع لتوفير المزيد من الأوكسجين إلى الأنسجة الخاصة بك.

3- تمدد بعض الأوعية الدموية لتحويل الدم إلى الأنظمة الحيوية، مثل العضلات والمخ والقلب، اللآزم للتعامل مع الإجهاد.

4- رفع نسبة السكر في الدم عن طريق تحويل الجليكوجين في الكبد إلى جلوكوز للحصول على الطاقة لخلايا المخ والعضلات.

5- تحويل الدم بعيدا عن الجلد، وهذا قد يشعرك بأنه بارد ورطب.

6- يجعل شعرك يقف على نهايته.

7- انخفاض الاستجابة من الألم.

8- بطء وظيفة الأمعاء، وهي ليست ضرورية أثناء الإجهاد.

 

ارتفاع مستويات الأدرينالين تنطلق أثناء التوتر، ويزيد التأثيرات على الجسم، وحتى على المدى القصير، يمكن أن يؤدي الأدرينالين الى نتائج غير مرغوب فيها في الشخص العرضة لعدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، وبعد انتهاء التوتر، فإن الأدرينالين يعود إلى وضعه الطبيعي ولكن يمكن ان يبقى إذا ما استمر التوتر أو تكرر ويؤثر عند ذلك على الجسم والمخ.

 

* الآثار السلبية للأدرينالين :

المستويات العالية من الأدرينالين أثناء الإجهاد الحاد، أو التعرض المستمر للتوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى ما يلي :

 

1- أمراض القلب مثل تضخم القلب، وفشل القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.

2- ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والعين.

3- اضطرابات الأمعاء مثل متلازمات القولون العصبي.

4- اضطرابات الأكل من وظيفة الأمعاء المضطربة أو من الاضطراب النفسية.

5- يضعف النظام المناعي مما يؤدي إلى التعرض للعدوى أو أمراض المناعة الذاتية.

6- الأمراض الجلدية مثل الصدفية والطفح الجلدي.

7- الصداع، التهيج، والقلق، والرعشة.

8- تفاقم القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.

9- سبب اضطراب النوم.

10- ضعف الذاكرة والادراك وتسارع الشيخوخة.

 

3- النورادرينالين :

النورادرينالين يسمى أيضا نوريبينيفرين وهو مرتبط بالأدرينالين، فأثناء التوتر فإن الهرمونان لديهم تفاعلات مماثلة، بالإضافة إلى تفاعلات الهرمون نفسه، وهو بمثابة رسول لنقل الإشارات في الجهاز العصبي السمبثاوي الخاص بك، والمخ، والأعضاء الأخرى (أي ناقل عصبي)، وهو يساعد بطريق غير مباشر في كيف أن المنطقة تحت المهاد وأجزاء أخرى من المخ تستجيب للتوتر.

 

* الانتاج :

عند الاستجابة لإشارات التوتر من المخ والجهاز العصبي السمبثاوي، فإن النورادرينالين يزداد في المقام الأول في النهايات العصبية للجهاز العصبي السمبثاوي، وكذلك في المخ، ونخاع الكظرية.

 

* التوتر وتفاعلات النورادرينالين :

أثناء الإجهاد الحاد، فإن النورادرينالين يساعد في الحفاظ على ضغط الدم والتأكد من الطاقة الكافية للعضلات والمخ وغيرها من الأعضاء الضرورية، ويعمل النورادرينالين كنوع من نظام الدعم الاحتياطي لبعض تفاعلات الأدرينالين ووظائف النورادرينالين ما يلي :

1- يساعد على إبقاء المخ في حالة تركيز واليقظة للعمل.

2- يزيد معدل ضربات القلب وقوة انقباض القلب.

3- يساعد في الحفاظ على ضغط الدم عن طريق تضييق بعض الأوعية الدموية.

4- يساعد على زيادة تدفق الدم الى العضلات الخاصة بك لتوفير المزيد من الأوكسجين والوقود.

5- يزيد من نسبة السكر في الدم للحصول على الوقود عن طريق انهيار الجليكوجين إلى جلوكوز.

6- انهيار الدهون الى الأحماض الدهنية، والتي يمكن أن يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة.

7- يساعد في تحويل تدفق الدم من الجلد والأمعاء إلى المخ والعضلات.

 

* الآثار السلبية للنورادرينالين :

آثار الإجهاد المزمن من النورادرينالين تشتمل على ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وخطر الاصابة بمرض السكري.

 

4- الدوبامين :

الدوبامين هو الهرمون والناقل العصبي الذي ينقل الرسائل من خلية عصبية إلى أخرى، ويوجد في لب الغدة الكظرية، وفي عدة مناطق من المخ والخلايا العصبية في أجزاء أخرى من الجسم، ودور الدوبامين معقد في الوظيفة العادية وأثناء الإجهاد، وهو في الغالب نشط في مناطق المخ التي تتحكم في :

1- الثواب والمتعة

2- شهية والرغبات

3- العواطف والسلوك الاجتماعي

4- الدافع والتركيز

 

5- التعلم والحركة

 

* التوتر وتفاعلات الدوبامين :

1- يساعدك على إدراك ومعالجة التهديد واعطاء الأولويات للتهديدات المضاعفة.

2- يساعدك على معرفة كيفية البقاء على قيد الحياة من التهديد وبذل كل ما يلزم للتعامل معه.

3- يعطيك الدافع لتجنب وضع سيء.

4- يساعدك على التعلم والتذكر.

5- يمنحك أدوات الدفع للابتعاد عن الخطر.

6- يؤثر في التفكير، والذاكرة على المدى القصير، والتفكير العقلاني، والتعلم والفهم.

7- يسيطر على السلوك العاطفي تجاه التوتر.

8- يساعد على إعادة توجيه تدفق الدم عن طريق توسيع الأوعية الدموية في أنسجة معينة عن طريق تثبيط إطلاق النورادرينالين في تلك الأنسجة.

 

* الآثار السلبية للدوبامين :

1- ضعف الذاكرة والتعلم وحل المشكلات والتركيز والانتباه والحركة والدافع وهذا ما يسمى بضباب المخ.

2- استهتار في السلوكيات مثل تعاطي المخدرات والكحوليات.

3- سلوكيات المخاطرة مثل الباحثين عن الاثارة.

4- الاكتئاب.

5- بداية انفصام في الشخصية، واضطراب عقلي.

 

- الهرمونات الأخرى :

هناك هرمونات أخرى تزداد عند الاستجابة للتوتر والتي تنشأ في المخ، على الرغم من أنها غير فعالة بشكل رئيسي إلا أنها مهمة وتوضح مدى تعقيد نظام الاستجابة للتوتر في الجسم، وعلى سبيل المثال، فاسوبريسين ينطلق من منطقة ما تحت المهاد وله دور في استجابة الغدة النخامية لهرمون CRH لإنتاج ACTH، وكذلك تنظيم الاملاح والسوائل أثناء التوتر الكبير، والهرمونات الأخرى أيضا بمثابة احتياطي للمساعدة في تنظيم أو تعديل استجابة المخ للتوتر بحيث تتم المحافظة على الكورتيزول، والأدرينالين وغيرها أثناء التوتر الحاد أو المستمر، وتشتمل على هرمون النمو، وهرمون البرولاكتين، والسيروتونين، والأستيل كولين، والببتيدات.

 

- استجابة الهرمونات المختلفة :

كل هرمون من هرمونات التوتر يزداد مقدارها في الجسم اعتمادا على عدة عوامل في الفرد :

* نوع ودرجة ومدة التوتر.

* كيفية ادراك اتوتر.

* خبراتك مع التوتر.

* عمرك وجنسك.

*البيئة المحيطة بالتوتر.

* عدد المرات حدوث التوتر.

* أسباب التوتر.

* قابلية التعرض والاصابة للتوتر من خلال اضطراب جيني أو بيئي.

* كيفية ادراك الجسم في التكيف فسيولوجيا مع التوتر.

* الرضاعة ورعاية الطفولة المبكرة.

* كيفية التعامل النفسي مع التوتر.

مواضيع مميزة