تعاني من نقص فيتامين د عندما يصبح نسبة تركيز 25- هيدروكسي فيتامين د في مصل الدم حوالي 12 نانو جرام/ ملليلتر أو أقل، وهذه يعتبر من نصف الى ربع الكمية الموجودة بشكل طبيعي، وعندما يستمر نقص فيتامين د لعدة شهور في الأطفال يؤدي هذا الى حدوث الكساح.
- الوصف
فيتامين د هو قابل للذوبان في الدهون، وعلى الرغم من أن بعض فيتامين د يتوافر في النظام الغذائي، إلا أنه مصنوع في الجسم، وفيتامين د والكوليسترول تنتشر على نطاق واسع في الأنسجة الحيوانية وصفار البيض والعديد من الزيوت والدهون وهي من المواد الغذائية الضرورية، فالكوليسترول يدخل الجسم ويحدث تغيير طفيف في جزيء الكوليسترول، مع حدوث تغيير في الجلد، وهذا التغيير يتطلب الأشعة فوق البنفسجية وهو مكون من أشعة الشمس، ونقص فيتامين د والكساح يحدث غالبا في الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من أشعة الشمس، والذين لا يتناولون الأطعمة الغنية بفيتامين د.
فيتامين د المستهلك أو المصنع داخل الجسم يتغير لإنتاج مادة تسمى 1،25- dihydroxy فيتامين د، ويحدث ذلك التغيير في الكلية والكبد، وهذه المادة لها دور مهم في الجسم حيث أنها تحافظ على تركيز الكالسيوم في مستوى ثابت في مجرى الدم، والحفاظ على مستوى الكالسيوم ثابت هو مطلوب للغاية لحياة الإنسان، حيث أن تحليل الكالسيوم متطلب لعمل الأعصاب والعضلات.
تسلسل الأحداث التي يمكن أن تؤدي الى نقص فيتامين د وفيما بعد الى أمراض العظام كما يلي: إن نقص فيتامين د في الجسم يخلق عدم القدرة على تصنيع 1،25- diOH- D، وهذا يؤدي الى نقص امتصاص الكالسيوم الغذائي وزيادة فقدان الكالسيوم في البراز، وعندما يحدث ذلك تتأثر العظام، ونقص فيتامين د ينتج عنه نقص تشبع العظام بالمواد المعدنية أو نقص في التكلس.
- الخصائص السكانية
نقص فيتامين د ليس شائعا في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية، وذلك بسبب التوافر الواسع من فيتامين د في الأطعمة الغذائية واللبن للأطفال الرضع، وهو أكثر شيوعا الى حد ما في المناطق الشمالية وذلك بسبب عدم توافر أشعة الشمس في خلال أوقات كثيرة من السنة، وأكثر شيوعا قليلا في المناطق الداخلية بسبب بعض العوامل البيئية مثل الضباب الدخاني الذي يمنع أشعة الشمس الفوق بنفسجية، والأطفال الذين لديهم بشرة داكنة لديهم نقص في فيتامين د أكثر من الأطفال ذو البشرة الفاتحة، والأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية من دون مكملات فيتامين د وخاصة إن لم يكونوا يتعرضون لأشعة الشمس هم اكثر عرضة لـ نقص فيتامين د .
- أسباب وأعراض نقص فيتامين د
يمكن أن يكون سبب نقص فيتامين د هى الظروف التي تؤدي الى التعرض القليل لأشعة الشمس، وتشتمل هذه الظروف على، الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الشمالية ولديهم بشرة داكنة لديهم فرصة قليلة للذهاب خارج النطاق، والأطفال الذين لديهم أجسام وأوجه مغطاة في الخارج معرضون أيضا لنقص فيتامين د حتى في الوقت الذين يعيشون فيه في جو مشمس، والخطأ الوراثي أو الطبيعي في عملية التمثيل الغذائي يمكن أن يسبب نقص فيتامين د والكساح، وهؤلاء الأطفال ليس لديهم تحويل فيتامين د الغير نشط الى فيتامين د النشط ويعانو من نفس الأعراض لدى الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية.
معظم الأطعمة تحتوي على القليل أو لا تحتوي على فيتامين د ونتيجة لذلك، فإن أشعة الشمس غالبا ما تكون العامل الفاصل في حدوث نقص فيتامين د ، على الرغم من أن الحليب المدعم وأغذية الأطفال الرضع تحتوي على مستويات عالية من فيتامين د، ولكن حليب الأم منخفض نوعا ما بفيتامين د.
النسبة الدولية الموصي بها لفيتامين د بالنسبة للأطفال والبالغين هي 200 وحدة دولية في اليوم الواحد، وأسماك المياه المالحة مثل السلمون والرنجة، والسردين غنية بشكل طبيعي بفيتامين د، والحليب المدعم يحتوى على 400 وحدة دولية في كل لتر، لذا نصف لتر من الحليب يوفر هذه النسبة، بينما يحتوي حليب الأم فقط على (4- 60) وحدة دولية.
لا يوجد أي ضرر نتيجة لـ نقص فيتامين د في أيام قليلة من السنة، ولكن اذا كان نقص فيتامين د يصل الى عدة أشهر أو سنوات فإن الكساح سوف يتطور، وأعراض الكساح تشتمل على، انحناء الساقين وانحناء الذراعين، ويرجع ذلك الى لين العظام، وتقوسها اذا كانت العظام الحاملة للوزن، فنمو العظام يحدث عند تكون غضروف جديد وهي مادة لينة في نهاية العظام، وعندما يترسب فوسفات الكالسيوم المعدني على هذه الغضاريف يتكون هيكل صلب، وعند نقص فيتامين د فلا يوجد مادة الكالسيوم التي تجعل العظام أكثر صلابة والنتيجة هي لين العظام، وهناك أعراض أخرى للكساح تشتمل على ظهور نتوء عظمي في الضلوع
ويسمى سبحة الرخد، ويمكن أيضا أن تحدث النوبات أحيانا في الأطفال مع الكساح، بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم المذاب في مجرى الدم.
- متى تستدعي الطبيب؟
ينبغي استدعاء الطبيب إذا كان الوالدان يلاحظان أن الطفل لديه علامات نقص فيتامين د أو الكساح، وتشتمل هذه العلامات على ألم في الهيكل العظمي، وأطرافه المقوسة،والنمو الضعيف، وإذا كانت هناك عوامل في نمط الحياة التي تجعل الطفل عرضة لخطر نقص فيتامين د، مثل الحليب القليل أو قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، فينبغي استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام مكملات فيتامين د.
- التشخيص
يتم تشخيص نقص فيتامين د عن طريق قياس مستوى 25 هيدروكسي فيتامين د في مصل الدم، ويتراوح التركيز الطبيعي لهذا المكون من فيتامين د من (25- 50) نانوجرام / مل، ويحدث نقص فيتامين د عندما ينخفض هذا المستوى إلى نحو 12 نانوجرام / مل أو أقل.
يتم تشخيص الكساح عن طريق الفحص بالأشعة السينية لعظام الساق، حيث يظهر نماذج واضحة غير طبيعية في الأشعة والتي يمكن رؤيتها بوضوح، كما يجب الحصول على بعض تحليلات الدم مثل تحليل الكالسيوم في الدم ، وتحليل الغدة الدرقية وتحليل نسبة 25 هيدروكسي فيتامين د لتشخيص هذا المرض، هرمون الغدة الدرقية 1,25- diOH- D يعملان معا في الجسم لتنظيم مستويات الكالسيوم في الدم.
- العلاج
يعالج الكساح فورا بجرعات كبيرة من فيتامين D عن طريق الفم كل يوم لمدة شهر تقريبا، وخلال هذا العلاج يجب على الطبيب مراقبة مستويات 25- OH- D في البلازما للتأكد من أنها ارتفعت إلى المستوى الطبيعي، وتشوهات العظام المرئية من قبل الأشعة السينية تختفي عادة تدريجيا على مدى فترة من (3- 9) أشهر، ويجب على الآباء اصطحاب أطفالهن في الهواء الطلق لحوالي 20 دقيقة يوميا مع كشف وجوههم، ويجب تشجيع الأطفال على اللعب في الخارج وتناول الأطعمة التي تحتوي على مصادر جيدة من فيتامين د وتشمل هذه الأطعمة على زيت كبد سمك القد وصفار البيض والزبدة والأسماك الزيتية وكذلك الأطعمة التي تشتمل على الحليب وحبوب الإفطار الغنية بفيتامين د الصناعي.
يجب توخي الحذر في علاج نقص فيتامين د، حيث الجرعات العالية من فيتامين د تعتبر سامة، ويمكن أن يؤدي إلى ترسيب دائم من المعادن في القلب والرئتين والكلى، وأعراض التسمم هي الغثيان والتقيؤ وآلام في المفاصل، وعدم الاهتمام بتناول الطعام، وفي البالغين يحدث التسمم بفيتامين د مع تناول 50.000 وحدة دولية أو أكثر في اليوم الواحد، وعند الرضع يحدث التسمم مع تناول 1000 وحدة دولية يوميا، والتناول المستمر للجرعات السامة تؤدي إلى الموت.
يعالج الكساح عادة مع المكملات الغذائية عن طريق الفم بفيتامين د، مع توصيات للحصول على التعرض اليومي لأشعة الشمس المباشرة، والبديل لأشعة الشمس هو استخدام مصباح الأشعة فوق البنفسجية، وعندما يستخدم الناس مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، فإنها تحتاج إلى تغطية عيونهم لحمايتهم من الضرر، وأنواع كثيرة من النظارات الشمسية تسمح لضوء الأشعة فوق البنفسجية بالمرور، وتلك التي هي تعزل الأشعة فوق البنفسجية ينبغي استخدامها، وفشلت المحاولات للحصول على أشعة الشمس من خلال النوافذ الزجاجية لمساعدة الجسم على صناعة فيتامين د ،حيث أن ضوء الأشعة فوق البنفسجية لا يمر من خلال زجاج النافذة.
قد يحدث الكساح أيضا مع نقص الكالسيوم، حتى عندما يتعرض الطفل بانتظام لأشعة الشمس، ومع ذلك، يتم علاج الكساح مع نقص الكالسيوم عن طريق زيادة كمية الكالسيوم في النظام الغذائي، ومن المستحسن أن يتم إعطاء الكالسيوم جنبا إلى جنب مع فيتامين د كمكملات.
- انذار
علاج نقص فيتامين د ينتج في عودة تشبع العظام بالمواد المعدنية الضرورية الى المعدل الطبيعي، وتصحيح انخفاض مستويات الكالسيوم في البلازما، والوقاية من النوبات، والشفاء من آلام العظام.
- الوقاية
تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين (د) أو الأطعمة التي تم دعمها بالفيتامينات المضافة، مع الحصول على كميات معتدلة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة عادة ما تكون كافية لمنع نقص فيتامين د .
التعرض لأشعة الشمس وسيلة لمنع نقص فيتامين د، ولكن التعرض المبكر لأشعة الشمس المباشرة قد تكون مرتبطة إلى ارتفاع عدد حالات سرطان الجلد في وقت لاحق من الحياة، لذلك ينصح الخبراء أن الأطفال الرضع لا يتعرضون لأشعة الشمس المباشرة دون أغطية حماية واقية من الشمس حتى ستة أشهر على الأقل من العمر.