ما هى قصة حياة المحرر الفنزويلي سيمون بوليفار ؟

كان سيمون بوليفار (1783-1830) قائدا عسكريا وسياسيا فنزويليا وكان له دور فعال في مساعدة دول أمريكا اللاتينية على تحقيق الاستقلال عن الإمبراطورية الإسبانية ، وخلال حياته ساعد سيمون بوليفار بلدان مثل فنزويلا وكولومبيا والإكوادور وبيرو وبوليفيا على تحقيق الاستقلال .

 

كما ساعد سيمون بوليفار على إرساء أسس الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ، حيث شغل منصب الرئيس من 1819 إلى 1830 فى جمهورية أمريكا اللاتينية التي تعرف باسم جران كولومبيا (كولومبيا الكبرى) .

 

ولد بوليفارسيمون بوليفار يوليو 1783 ، في كراكاس عاصمة فنزويلا وهو ينتمى الى عائلة ارستقراطية ثرية في فنزويلا ، توفى والداه عندما كان صغيرا ، واهتمت به ممرضته وأصدقاء العائلة وعدد من المدربين ، وكان من اهم معلميه دون سيمون رودريغيز ، الذي علم بوليفارسيمون المثل العليا للحرية والتنوير ، وأصبح بوليفار متأثرا بالثورات الأمريكية والفرنسية التي حدثت خلال حياته ، وفي وقت لاحق كرئيس لكولومبيا الكبرى ، سعى إلى تقليد بعض من هذه المثل الديمقراطية وانشأ اتحاد من دول أمريكا اللاتينية ، في عام 1804 كان بوليفار في باريس وشهد تتويج نابليون ، وكان بوليفارسيمون معجبا به ، وكان يرى ان أمريكا اللاتينية في حاجة إلى زعيم قوي مثله .

 

سيمون بوليفار القائد العسكري الفنزويلي

 

وعندما كان بوليفارسيمون يبلغ من العمر 14 عاما ، اضطر معلمه رودريغيز إلى الفرار من البلاد لأنه كان يشتبه به في التآمر ضد الحكام الأسبان ، دخل بوليفار الأكاديمية العسكرية ميليسياس دي فيراغواس ، وتعلم فيها الاستراتيجية العسكرية .

 

في 1802 ، عندما كان سيمون بوليفار في مدريد يواصل تعليمه تزوج ماريا رودريجيز ، لكن بعد فترة وجيزة من عودة كلا منهما إلى فنزويلا ، توفيت بسبب الحمى الصفراء ، و تزوج بوليفارسيمون مرة أخرى بعد قصة حب من مانويلا ساينز .

 

في عام 1813 ، تم اعطائه أول قيادة عسكرية له في تونجا فى كولومبيا حيث بدأ حملة عسكرية ناجحة في محاولة لتحرير فنزويلا من القوات الاسبانية واستعادة الجمهورية الفنزويلية ، وفي عام 1815 اضطر إلى الفرار إلى جامايكا .

 

سيمون بوليفار في عام 1816 ، بمساعدة قوات من هايتي ، كان قادرا على الهبوط في فنزويلا وبدأ حملة طويلة "الحملة الرائعة" لاستعادة فنزويلا من الإسبان ، وكانت استراتيجيته هي الكفاح أولا من أجل الاستقلال في غرناطة الجديدة ، وبعد ان نجح فى ذلك كان قادرا على إطلاق حملات من هذه القاعدة حتى تحصل فنزويلا والإكوادور على استقلالهم الكامل ، وقد اطلق على سيمون بوليفار اسم "إل ليبيرتادور" وتعنى المحرر .

 

وفي عام 1821 ، مكنته حملاته العسكرية الناجحة من أن يصبح رئيسا لكولومبيا الكبرى (وهي دولة تغطي العديد من بلدان أمريكا اللاتينية ، وتحررت مؤخرا من الإسبانية) .

 

ثم بدأ سيمون بوليفار في تحرير بيرو من الإسبان ، وهزم الإسبان بشكل حاسم في عام 1824 ، في عام 1825 ، تم تسمية كونغرس بيرو العليا باسم جمهورية بوليفيا .

 

غير أن رؤية سيمون بوليفار الكبرى لاتحاد جمهوريات أمريكا اللاتينية (مثل الولايات المتحدة) كانت صعبة فى التنفيذ بسبب صعوبة التعايش معا ، وكان هناك استياء متكرر فى مناطق مختلفة واضطر بوليفار إلى اتخاذ سلطات ديكتاتورية لتوحيد البلاد معا ، وزاد هذا من عزلة خصومه السياسيين ، في عام 1828 ، نجا سيمون بوليفار من محاولة اغتيال (ساعدته فى ذلك حبيبته مانويلا سينز) .

 

عند كتابة الدستور فضل سيمون بوليفار الرئاسة مدى الحياة ، وكان بوليفار ضد الرق ، على الرغم من أن الرق كان جزء هام من الاقتصاد الفنزويلي ، ولكن فكرة الرئاسة مدى الحياة لم تحظى بشعبية داخل كولومبيا الكبرى .

 

في عام 1830 ، استقال سيمون بوليفار من الرئاسة ، ورفض العروض التى عرضت عليه ليصبح رئيسا دائما ، وفضل أن يبقى مواطنا عاديا ، وفي نهاية ذلك العام ، توفى بسبب مرض السل ، وفي بيانه الختامي لشعبه ، أعرب عن أمله في زيادة الوحدة .

مواضيع مميزة