الطبيعه ممتلئه بالعجائب والغرائب التى تجعلنا نقف متأملين قدرة الله وبديع خلقه ، والتى تجعل الباحثين متطلعين دائما الى البحث والدراسه وفهم وتحليل الظواهر الطبيعيه التى تتجلى فيها عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، واذا نظرنا الى عالم النباتات سوف نكتشف العجائب والغرائب التى تجذبنا الى التطلع لمعرفة المزيد عن طبيعة النباتات المفترسة الموجوده حولنا ، فالدراسات تؤكد انه يمكن لجميع النباتات التحرك للحصول على الغذاء وعلى سبيل المثال زهرة عباد الشمس تتحرك نحو اشعة الشمس ، فعادة لا يعتقد الجميع ان النباتات المفترسة تتحرك لانهم لا يشعرون بحركتها فهى تتحرك ببطئ شديد ولكن يمكن رؤيتها عن طريق مراقبة ومتابعة هذه النباتات المفترسة بالكاميرات .
وايضا نحن نعرف ان النباتات تتغذى عن طريق الماء والضوء ( عملية البناء الضوئى ) والعناصر الغذائيه الموجوده فى التربه ، ولكن النباتات المفترسة تحتاج الى عناصر مساعده لتغذيتها فى المناطق التى تفتقر فيها التربه الى المواد العضويه اللازمه فتلجأ الى حيلة افتراس الحشرات والكائنات الحيه الصغيره عن طريق ايقاع الفريسه فى فخ لا تستطيع الخروج منه ابدا.
يوجد نوع من هذه النباتات المفترسة تقوم باستخدام المطر لاسقاط الفريسه وايضا بواسطه التحرك بطريقه سريعه للغايه حتى تتمكن من الايقاع بالفريسه .
وتوجد دراسه قامت بها Ulrike Bauer (وهى باحثه فى علم الاحياء فى جامعة بريستول فى انجلترا )، تقول ان النباتات المفترسة تتواجد فى اشكال متنوعه ومختلفه من حيث التكوين ووسيله الحصول على الغذاء و يوجد نوع منها على شكل وعاء او جره مكون بواسطة الاوراق ، وعليها اهداب شمعيه وتحتوى على سوائل هضميه لزجه تفوح منها عطور مغريه للحشرات تمثل الفخ الذى تغرق فيه الفريسه .
وتقول هذه الدراسه انه يوجد نوع من هذه النباتات المفترسة التى تتخذ شكل الجره فى المناطق الاستوائيه جنوب شرق اسيا تقوم بتحويل الفريسه الى غذاء كى تبقى على قيد الحياه حيث المواد الغذائيه شحيحه .
وفى الجزء العلوى من نبات الجره الصياد يوجد غطاء مفصلى مرن الذى يمثل الهيكل الواقى للنبات حيث يحمى النبات من التلف فى موسم الامطار الغزيره كما انه يساعد فى الايقاع بالفريسه .
وان هذه النباتات الموجوده فى هذه المنطقه تحتوى على كميه غير اعتياديه من الرحيق فى السطح السفلى من الغطاء مقارنة بالنباتات الاخرى ، وتستطيع الحشرات المشى على هذا السطح السفلى لرشف الرحيق وعن طريق قطرات المطر الساقطه تنجرف الفريسه نحو اسفل الوعاء او الجره ولا تستطيع الخروج مره اخرى .
الان وباستخدام كاميرات عالية الدقه واجهزه ليزر حساسه لرصد اهتزازات النبات اكتشف العلماء ان الغطاء الموجود فى النبات الصياد فى هذه المنطقه يقوم بالعمل صعودا وهبوطا عند سقوط المطر عليه او فى حالة الايقاع بالفريسه فى المقابل فى النباتات الصياده الاخرى غالبا ما تنحنى الاغطيه عند سقوط قطرات المطر عليها ولا تكاد تهتز صعودا او هبوطا ، وهذا الغطاء يعمل فى غاية السرعه فيمكنه التحرك بسرعه 5 اقدام ( اى متر ونصف ) فى الثانيه وحوالى 10 مرات اسرع من نبات فينوس صائد الحشرات من حيث سرعة الالتقاط .
اجريت تجربه على هذه النباتات المفترسة الاستوائيه فوجدوا ان 14 نمله من اصل 37 ( اى 38 فى المائه ) سقطت فى الجانب السفلى للوعاء بمساعدة قطرات المطر فى المقابل مع النباتات المفترسة الاخرى نجد ان نمله واحده من اصل 20 نمله سقطت فى الوعاء ، فالعوامل الطبيعيه المتقلبه للامطار فى المناطق الاستوائيه تجعل مثل هذه الاخطار لا يمكن التنبؤ بها للغايه من قبل الحشرات .
هذه النباتات المفترسة تستغرق وقتا طويلا لاعادة فتح الغطاء وتحتاج الى ادخار طاقه كبيره جدا للقيام بذلك ، وهذه الطاقه لا تتطلب اى جهد وانما يحصلوا عليها مجانا من خلال استغلال الامطار كمصدر للطاقه الخارجى .
فلكل نبات الظروف البيئيه والتكوين الداخلى والخارجى الطبيعى الذى يجعله يتكيف مع البيئه التى يعيش فيها ، فالنباتات التى تعيش فى المناطق الاستوائيه تختلف عن نظيرتها التى تعيش فى المناطق الصحراويه اوالتى تعيش فى البيئه المائيه ، ولكل منها الطريقه المناسبه التى تساعدها فى الحصول على الغذاء وهكذا تتجلى قدرة الخالق الذى يهيئ الظروف والاسباب التى تناسب كل الكائنات الحيه الموجوده على الارض .