ما هى قصة حياة الرسام والنحات الشهير ادغار ديغا؟

كان الرسام والنحات ادغار ديغا ذات درجة عالية من المجد في القرن التاسع عشر وهذا ساعد بالطبع في تشكيل مشهد الفنون الجميلة لسنوات قادمة، تابعوا معنا فصة حياة الرسام ادغار ديغا.


ملخص عن الرسام والنحات ادغار ديغا :
ولد ادغار ديغا في 19 يوليو 1834، في باريس، فرنسا، وذهب ادغار ديغا للدراسة في مدرسة قصر الفنون الجميلة (سابقا اكاديميه الفنون الجميلة) في باريس، وأصبح مشهور ببورتريهاته الممتازة، والصمامات الانطباعية ذات الأساليب التقليدية ، وأثرت أعماله علي العديد من الفنانين المعاصرين الكبار، بما في ذلك بابلو بيكاسو ، وتوفي ديغا في باريس في عام 1917.

 


حياة ادغار ديغا السابقة :
ولد ادغار ديغا هيلير جرمان ادغار دي غاز يوم 19 يوليو، عام 1834، في باريس، فرنسا، وكان والده، أوغست، رجل مصرفي، وأمه، سلستين، كانت أميركية الاصل من نيو أورليانز ، وكانت عائلاتهم من أفراد الطبقة الوسطى مع طموحات أسمى .

 


وجاء ديغا من أسرة موسيقية جدا ، وكانت والدته مغنية أوبرا هاوية ، وكان والده يرتب من حين لآخر لتقديم حفلات في منزلهم ويحضر الكثير من الموسيقين ،وذهب ادغار ديغا الي الليسيه لوي لو جراند، وهي مدرسة ثانوية للبنين مرموقة واكثر صرامة، حيث تلقى هناك التعليم التقليدي.

 


كما عرض ادغار ديغا مهارة رائعة للرسم والتصوير عندما كان طفلا، ونما هذه الموهبة بتشجيع من والده، الذي كان من محبي فن المعرفة، و في عام 1853، عن عمر يناهز ال 18 عاما، حصل على إذن لمتحف اللوفر في باريس ، وخلال القرن ال19، تم تطوير الفنانون الناشئون في تقنيتهم مما اتاح له الفرصة للعمل مع أكثر الرسامين المعاصرين امثال الفنان إينغرس والفنان ديلاكروا.


وفي عام 1855، اكتسب ادغار ديغا القبول في مدرسة قصر الفنون الجميلة (سابقا اكاديميه الفنون الجميلة) في باريس،  ومع ذلك، بعد عام واحد فقط من الدراسة، غادر ادغار ديغا المدرسة لقضاء ثلاث سنوات من السفر، والرسم والدراسة في إيطاليا، وشارك هناك في رسم نسخ مضنية من أعمال كبير رسامي عصر النهضة الإيطالية مايكل انجلو ودافنشي، ووضع اساسيات الخطي الكلاسيكية التي ظلت السمة المميزة له حتي في معظم اللوحات الحديثة.

 


وعند عودته إلى باريس في عام 1859، قام بتعيين اسم لنفسه كرسام ، وقام باتخاذ النهج التقليدي، وعمل علي رسم لوحات وصور كبيرة لأفراد الأسرة والمشاهد التاريخية الكبرى ، مثل مشاهد من الحرب في العصور الوسطى ، وقدم ادغار ديغا هذه الأعمال بكل قوة.

 


وفي عام 1862، التقى ديغا بزميله الرسام إدوارد مانيه في متحف اللوفر، ونموا الاثنان سريعا بمنافسة ودية ، وبدأ ادغار ديغا ينمي فن يرأسه اعتقاده بأن الفنانين بحاجة إلى اللجوء إلى المزيد من التقنيات الحديثة والموضوعية.


وقبل عام 1868، كان قد اصبح ادغار ديغا عضوا بارزا مع مجموعة من الفنانين الطليعين بما في ذلك مانيه بيير أوغست رينوار وكلود مونيه وألفريد سيسلي، والذين كانوا يتجمعوا في كثير من الأحيان سويا لمناقشة سبل الفنانين التي تنطوي على العالم الحديث، وتزامنت اجتماعاتهم هذه مع الأوقات العصيبة في تاريخ فرنسا ، وفي يوليو 1870، اندلعت الحرب الفرنسية البروسية ، وقام ادغار ديغا بالتطوع للحرس الوطني الفرنسي ، وفي ختام الحرب في عام 1871،تجنب ديغا إلى حد كبير الاضطرابات التي شهدتها البلاد عن طريق اتخاذ رحلة طويلة لزيارة الأقارب في نيو اورليانز.

 


ظهور الانطباعيين في فرنسا :
وبالعودة إلى باريس قرب نهاية عام 1873، كان ادغار ديغا، جنبا إلى جنب مع مونيه، وسيسلي والعديد من الرسامين الآخرين، يشكلون جمعية للفنانين المستقلين في قصر الفنانين ، وهذه الجمعية عبارة عن  مجموعة ملتزمة تضع يدها على المعارض الخالية وعرفوا بأسم الانطباعيين ، وعلى الرغم من ان ادغار ديغا يفضل مصطلح "الواقعية" لوصف عمله، الا انه في 15 أبريل 1874، عقدت أول معرض انطباعي ، وكانت لديغا لوحات معروضة فيه تتمثل في صور حديثة للنساء مع قبعات وايضا لوحات للغسالات وراقصات الباليه الحديث ولكنه رسمها من وجهات نظر متطرفة.

 


وعلى مدى السنوات ال 12 المقبلة، نظمت مجموعة الثماني هذه مثل هذه المعارض الانطباعية، وعرض ديغا في كل منها لوحاته ،  وكانت لوحاته هي الأكثر شهرة خلال هذه السنوات ، وفي حين دعا بعض النقاد انها رائعة، ندد آخرون بأن ادغار ديغا قاسي في رسوماته ،وفي حين ان لوحات ديغا كانت ليسلها سياسية واضحة، إلا أنها تعكس البيئة الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة في فرنسا، فساعدت لوحاته علي نمو البرجوازية، وظهور اقتصاد الخدمات واعطت مدخل واسع النطاق للمرأة في مكان العمل.

 


سنوات لاحقة في حياة ادغار ديغا :
ادغار ديغا عاش في القرن ال20، وعلى الرغم من انه رسم أقل خلال هذه السنوات، الا انه روج لعمله من دون كلل أو ملل، وأصبح من هواة جمع الفن واصبح متعطشا لهذا ، ولم يتزوج أبدا، ولكنه عمل علي اعالة العديد من النساء، بما في ذلك الرسامة الأميركية ماري كاسات، التي كانت من بين أصدقائه الحميمين، وتوفي إدغار ديغا في باريس في 27 سبتمبر 1917، عن عمر يناهز ال 83.

 


ومع مرور السنين، أصبح ادغار ديغا معزولا، ويرجع ذلك إلى اعتقاده بأن الرسام قد يكون ليس له حياة شخصية ، وتوقف ادغار ديغا عن الرسم منذ عام 1912، فقد كان في هذا الوقت أعمى تقريبا  ،وتوفي وهو يتجول في شوارع باريس في عام 1917.

 


وفي حين ان ادغار ديغا كان دائما معترف به باعتبارها واحد من أعظم الرسامين الانطباعيين، الا انه ترك شعورا مختلطا في العقود التي تلت وفاته، فظهرت منه إيحاءات كارهة للنساء والتي كانت موجودة في لوحاته كما انه كان ايضا يمثل اليهود المعاديين للسامية.

مواضيع مميزة