الاميرال الانجليزي السير فرانسيس دريك عاش في الفترة من 1540-1596، وساعد في هزيمة ارمادا الاسبانية عام 1588 وكان اكثر بحار شهرة في العصر الاليزابيثي .
من هو فرانسيس دريك ؟
فرانسيس دريك، ولد في حوالي بين عامي 1540-1544 في ديفونشاير، انجلترا، وشارك في القرصنة وتجارة الرقيق الغير مشروعة قبل ان يتم اختياره في عام 1577 كزعيم لبعثة استهدفت المرور في جميع انحاء امريكا الجنوبية، من خلال مضيق ماجيلان، واستكشاف الساحل الذي يكمن وراءه ، ونجح فرانسيس دريك في اكمال الرحلة، وحصل على لقب الملكة اليزابيث الاولى بعد عودته منتصر ، وفي عام 1588 استطاع ان يهزم ارمادا الاسبانية، و توفى فرانسيس دريك في 1596 من الزحار بعد القيام بمهمة فاشلة .
سنوات فرانسيس دريك المبكرة :
مثل العديد من معاصريه، لا توجد سجلات ميلاد للسير فرانسيس دريك ، ولكن استنادا الى تواريخ الاحداث في وقت لاحق ، نجد ان فرانسيس دريك كان الاكبر من بين 12 من الابناء ولدوا لماري ميلواي وادموند دريك، وكان والده ادموند مزارع ، ونشأ فرانسيس دريك في نهاية المطاف ليكون تاجر يبحر بالبضائع التجارية عبر المياه الساحلية بين انجلترا وفرنسا ، وادى بشكل جيد في اطلملاحة ، وسرعان ما تم تجنيده من قبل اقاربه .
حياة فرانسيس دريك كتاجر رقيق :
بحلول عام 1560 ، تم اعطاء فرانسيس دريك قيادة سفينته الخاصة التي سميت ب "جوديث" ، ومع اسطول صغير، استطاع فرانسيس دريك وابن عمه، جون هوكينز ، ان يبحروا الى افريقيا ويعملوا بشكل غير قانوني لتجارة الرقيق ، ثم ابحروا الى اسبانيا الجديدة لبيع الرقيق للمستوطنين، وهو اجراء ضد القانون الاسباني .
وفي 1568، اصبح فرانسيس دريك وهاوكينز محاصرين في ميناء سان خوان دي اولوا المكسيكي في مواجهة مع قوات نائب الملك الاسباني التي انشئت حديثا ، وهرب الاثنان على سفينتهما بينما قتل البعض من رجالهم ، وهذا الحادث غرس في داخل فرانسيس دريك كراهية عميقة للتاج الاسباني .
وفي عام 1572، حصل فرانسيس دريك على لجنة خاصة من الملكة اليزابيث الاولى، والتي كانت في الاساس رخصة لنهب ممتلكات ملك فيليب الثاني من اسبانيا ، وفي تلك السنة، بدأ فرانسيس دريك في اول رحلة مستقلة له الى بنما من بليموث، انجلترا، وكان يخطط فيها مهاجمة بلدة نومبر دي ديوس، وهي نقطة انزال للسفن الاسبانية التي جلبت الفضة والذهب من بيرو .
وباستخدام سفينتين وطاقم مكون من 73 رجلا، استولى فرانسيس دريك على المدينة ، ومع ذلك، اصيب بجروح خطيرة خلال الغارة، لذلك انسحب هو ورجاله دون الكثير من الغنائم وبقوا في المنطقة لفترة، وبعد ان التئمت جروح فرانسيس دريك، داهموا العديد من المستوطنات الاسبانية، واستولوا الكثير من الذهب والفضة ، وعادوا الى بليموث في 1573 .
الملاحة الدورانية حول العالم :
مع نجاح حملة بنما، ارسلت الملكة اليزابيث دريك مرة اخرى ضد اسبانيا على طول ساحل المحيط الهادئ لامريكا الجنوبية في اواخر 1577 ، كما اسندت اليه سرا مهما وهو استكشاف الساحل الشمالي الغربي لامريكا الشمالية، والسعي الى مرور الشمال الغربي ، اخذ فرانسيس دريك خمس سفن للبعثة، وكان من بين رجاله جون وينتر، قائد احدى السفن، والضابط توماس دوتي .
واندلعت الكثير من التوترات بين فرانسيس دريك ودوتي خلال الرحلة، فقد كانت شبه مؤامرة سياسية ، ولدى وصوله الى ساحل الارجنتين، اعتقل فرانسيس دريك دوتي بتهمة التمرد ، وبعد محاكمة قصيرة وربما غير قانونية، ادين دوتي وقطع رأسه .
ثم قاد فرانسيس دريك الاسطول الى مضيق ماجلان للوصول الى المحيط الهادئ، وسرعان ما تم القبض عليهم في عاصفة، ولكن السفينة استطاعت الذهاب الى انجلترا واستمر فرانسيس دريك في مواجهة طقسه العاصف، وظل قاربه هو القارب الوحيد المتبقي من اسطول السفن ، واتجهت الى سواحل شيلي وبيرو ونهب سفينة تجارية اسبانية غير محمية مليئة بالسبائك ، واصبح لفرانسيس دريك سمعة سعيدة قبالة ساحل كاليفورنيا .
وهناك بعض الجدل حول رحلات فرانسيس دريك، فبعض المؤرخين يؤكدون ان فرانسيس دريك سجل عمدا معلومات جغرافية مضللة لتغطية النطاق الحقيقي لرحلاته من الاسبانية، وكان هناك تخمين ان فرانسيس دريك في الواقع وصل الى ساحل ولاية اوريغون او حتى الى اقصى الشمال مثل كولومبيا البريطانية والاسكا .
وبعد اصلاح السفينة وتجديد الامدادات الغذائية، ابحر فرانسيس دريك ثانية عبر المحيط الهادئ، من خلال المحيط الهندي وحول رأس الرجاء الصالح وعاد الى انجلترا، وهبط في بليموث في 1580 ، وهكذا اصبح فرانسيس دريك اول رجل انجليزي يتجول حول العالم، والكنز الذي استولى عليه جعله رجلا ثريا، والملكة اعطت له لقب فارس في 1581 ، وفي ذلك العام تم تعيينه كعمدة بليموث واصبح عضوا في مجلس العموم .
المعركة مع ارمادا الاسبانية :
بين عام 1585 و 1586، ازدادت العلاقات بين انجلترا واسبانيا سوءا، والملكة اليزابيث اطلقت فرانسيس دريك في سلسلة من الغارات التي استولى خلالها على عدة مدن في امريكا الشمالية والجنوبية، واستطاع ان يجمع كنزا كبيرا ويقوم بإلحاق الضرر بالروح المعنوية الاسبانية، وكانت هذه الاعمال جزءا مما دفع ملك اسبانيا فيليب الثاني ان يقوم بغزو انجلترا ، لذا امر فرانسيس دريك ببناء اسطول ضخم من السفن الحربية، مجهزة تجهيزا كاملا ، وفى ضربة وقائية، شن فرانسيس دريك غارة على مدينة قادس الاسبانية، مما ادى الى تدمير اكثر من 30 سفينة و الاف الاطنان من الامدادات .
وفي 1588، تم تعيين فرانسيس دريك نائب الادميرال للبحرية الانجليزية، تحت اللورد تشارلز هوارد، وفي 21 يوليو، دخلت 130 سفينة من ارمادا الاسبانية القناة الانجليزية في تشكيل الهلال ، وابحر الاسطول الانجليزي للقاءهم، وقام فرانسيس دريك وقتها بالاعتماد على مدفع النار بعيد المدى لاحداث ضرر كبير في الاسطول خلال الايام التي تلت ذلك .
وفي 27 يوليو قام القائد الاسباني ألونسو بيريز دي غوزمان، دوق مدينة سيدونيا، بترسيخ المدفعية قبالة ساحل كاليه، فرنسا، آملا في الاجتماع مع الجنود الاسبان الذين سينضمون الى الغزو، وفي المساء التالي، نظم اللورد هوارد والسير فرانسيس دريك سفن النار للابحار مباشرة في الاسطول الاسباني ، ولكن لم يفعلوا اضرارا طفيفة، وحملت الرياح القوية العديد من السفن نحو بحر الشمال .
وفي معركة غرافيلينس، بدأ الانجليز الحصول على نقاط افضل من الاسبان ، فمع تشكيل الاسطول المكسور، كان التشكيل الاسباني هدفا سهلا للسفن الانجليزية، وفي وقت متأخر انسحبت القوة الانجليزية ، بسبب الطقس ووجود قوات العدو، وايضا اضطرت ارمادا الى الذهاب شمالا حول اسكتلندا وقامت بالعودة الى اسبانيا .
وعندما ابحر الاسطول الاسباني بعيدا عن الساحل الاسكتلندي، دفعت عاصفة قوية العديد من السفن على الصخور الايرلندية ، وغرق الآلاف من الاسبان، وحتى اولئك الذين وصلوا الى الاراضي اعدموا في وقت لاحق من قبل السلطات الانجليزية، فعاد اقل من نصف الاسطول الاصلي الى اسبانيا، مما ادى الى اصابات ضخمة .
البعثات النهائية وموته :
وفي عام 1589، امرت الملكة اليزابيث فرانسيس دريك بالبحث عن وتدمير اي سفن متبقية من الاسطول ومساعدة المتمردين البرتغاليين في لشبونة ضد المحتلين الاسبان ، ولكن بدلا من ذلك، تكبدت البعثة خسائر كبيرة من حيث الارواح والموارد ، وعاد فرانسيس دريك الى ديارهم، وعلى مدى السنوات القليلة التالية شغل نفسه بمهامه كرئيس بلدية بليموث .
وفي عام 1595، دعت الملكة مرة اخرى فرانسيس دريك ، وكان هذه المرة هو وابن عمه هوكينز يستحوذان على امدادات الكنز الاسباني فى بنما على امل خفض العائدات وانهاء الحرب ، وبعد الهزيمة في نومبر دي ديوس، انتقل اسطول فرانسيس دريك غربا ورسي قبالة ساحل بورتوبيلو، بنما ، وهناك، اصيب فرانسيس دريك بالزحار وفي 28 يناير 1596، توفى بسبب الحمى، و دفن في نعش في البحر بالقرب من بورتوبيلو، ويواصل الغواصون البحث عن التابوت .