قرد الليمور هو سليف القردة الكبيرة وينتمي الى عائلة الليموريات ، ومثله مثل جميع قرود الليمور الاخرى، لا يوجد قرد الليمور الا في جزيرة مدغشقر وجزر القمر قبالة الساحل الشرقي لافريقيا ، وعلى الرغم من ان قرد الليمور دائري الذيل يهدده تدمير اماكن معيشته، الا ان قرد الليمور دائري الذيل هو موجود باعداد جيدة في حدائق الحيوان في جميع انحاء العالم، حيث يتكاثر بسهولة في الاسر .
خصائص قرد الليمور البدنية :
قرد الليمور هو في الغالب لونه رمادي مع الاجزاء السفلية البيضاء ، وقرد الليمور لديه اطار نحيل، ووجه ضيق الذي يكون ابيض مع بقع سوداء حول العينين ويمكن التعرف على قرد الليمور بسهولة من خلال ذيله الطويل الذي يكون عليه ست وعشرين حلقة سوداء وبيضاء ، وذيل قرد الليمور اطول من جسمه فيصل حتى 56 سم (22 بوصة) في الطول .
ذيل قرد الليمور اطول من جسمه
وقرد الليمور لديه اطراف خلفية اطول وجلد مبطن ولين ، واصابعه نحيلة وشبه حاذقة اي انه ماهر مع وجود اظافر مسطحة مثل الانسان ، وقرد الليمور لديه مخلب واحد، والمعروف باسم "مخلب المرحاض" والذي يشبه المشبك ، واصبع القدم الثاني من كل طرف عادة ما يكون متخصص لاغراض العناية الشخصية .
وعيون قرد الليمور هي ذات لون اصفر او برتقالي مشرق، ويبقى على نفس اللون من وقت ولادته، وقد يصل البالغون الى طول جسم يبلغ 46 سنتيمترا (18 بوصة) ووزن يبلغ 5.5 كيلوجراما (12 رطلا) .
تواصل قرد الليمور :
يستخدم قرد الليمور شعوره بالرائحة للتواصل مع الافراد الاخرين ، وقرد الليمور له غدد رائحة على اقدامه والتي تترك الروائح على الاسطح التي تواجهه ، وعندما يمر قرد ليمور اخر فانه يشم تلك الروائح ويعرف انه كان هناك قرد ليمور اخر هناك ، ولدى قرد الليمور ذيول كثيفة يستخدمها كشكل من اشكال الاتصال، وهذه الذيول الكبيرة تساعد ايضا قرد الليمور في التوازن عندما يقفز من شجرة الى شجرة .
حمية قرد الليمور :
قرد الليمور يأكل الفواكه
قرد الليمور يأكل في المقام الاول الفواكه والاوراق، ويأكل كثيرا من "شجرة التمر الهندي" عندما يكون متوفرا، فيمكن للتمر الهندي ان يشكل ما يصل الى 50٪ من حمية قرد الليمور سنويا، ومن المعروف ايضا ان قرد الليمور يمكن ان يأكل الزهور والاعشاب، وبالاضافة الى ذلك، قد لوحظ تناول قرد الليمور للحشرات والفقاريات الصغيرة .
اماكن معيشة قرد الليمور :
يعيش قرد الليمور في عدة اماكن مختلفة في مدغشقر بين الغابات المطيرة والمناطق الجافة في الجزيرة ، ويسكن قرد الليمور في الغابات المتساقطة مع ارضيات عشبية او غابات على طول ضفاف الانهار ،كما يسكن بعضهم في اماكن رطبة مغلقة حيث تنمو اشجار قليلة، ويعتقد ان قرد الليمور يتطلب الغابات الاولية (الغابات التي بقيت دون عائق من النشاط البشري) من اجل البقاء على قيد الحياة، ويجري الان ازالة هذه الغابات بمعدل ينذر بالخطر .
سلوك قرد الليمور :
قرد الليمور يفضل الجلوس فوق الاشجار
قرد الليمور هو حيوان نهاري (حيوان نشط خلال النهار وينام خلال الليل) ، ويعيش قرد الليمور على كل من الارض والاشجار ويشكل مجموعات تسمى " قوات " تصل الى 25 فرد ، ولاناث قرد الليمور تسلسل هرمي متميز وهيمنة اجتماعية على الذكور في جميع الظروف، بما في ذلك اولوية التغذية .
ويميل ذكور قرد الليمور الى ان يقتصروا على نشاط جماعي ويتناوب ذكر قرد الليمور بين القوات كل 3 سنوات تقريبا ، ويمكن لقرد الليمور تغطية ما يصل الى 5.6 كيلومتر (3.5 ميل) من هذه الاراضي في يوم واحد بحثا عن الطعام .
وقرد الليمور من الحيوانات الصاخبة جدا، ويقوم باستخدام حوالي خمسة عشر من الاصوات المختلفة للحفاظ على تآلف المجموعة اثناء البحث عن الطعام او عندما تكون اعضاء المجموعة في حالة تأهب لوجود مفترس او اي تهديد ، ويمتلك قرد الليمور غدد رائحة على معصميه وعلى سطح اكتافه .
وفي عرض التزاوج ، سوف تشارك ذكور قرد الليمور في سلوك العرض الاجتماعي الذي ينطوي على تغطية ذيوله برائحة الغدد والتلويح بذيله المعطر في اتجاه منافسيه الذكور ، او يوجه ذكر قرد الليمور احيانا ذيله المعطر تجاه الاناث كشكل من اشكال التودد ، وفي الصباح، عادة ما يقوم قرد الليمور بالاستلقاء لتدفئة نفسه ، ويواجه الشمس .
تكاثر قرد الليمور :
صغير قرد الليمور فوق ظهر امه
يمتد موسم تزاوج قرد الليمور من ابريل الى يونيو، وتصاب اناث القردة بفترة حرارة لمدة من 24 - 48 ساعة تقريبا، والحمل يستمر لمدة 146 يوما (2 - 5 اشهر)، وتقوم الانثى بولادة اما واحد او اثنين من الصغار ، ويبدأ صغير قرد الليمور في تناول الطعام الصلب بعد شهرين، ويصل ذكور قرد الليمور الى مرحلة النضج الجنسي في عمر سنتين ونصف والاناث تصل الى مرحلة النضج الجنسي في عمر تسعة عشر شهرا ونصف ، ويعيش معظم قردة الليمور لمدة تصل الى ثمانية عشر عاما .
قرد الليمور وخطر الانقراض :
قرد الليمور من انواع الحيوانات المهددة بالانقراض وانقرضت العديد من انواع قرد الليمور في القرون الاخيرة، ويرجع ذلك اساسا الى تدمير وازالة الغابات وصيدها ، ويلعب قرد الليمور دورا هاما في بيئة مدغشقر وجزر القمر، لانها تفرق بذور الفاكهة التي يأكلونها، ويمكن لهذه البذور ان تنمو بعد ذلك لتصبح بذور جديدة، وهذا امر مهم لان غابات مدغشقر يجري تدميرها بمعدل مرتفع جدا .
وانخفض عدد قرد الليمور في غابات مدغشقر لاستخدام الخشب، وزراعة المحاصيل الزراعية في مكانها ، وفي الواقع، تم تدمير 80% من الموائل الاصلية لقرد الليمور في مدغشقر ، واصبح لا يمكنه مواكبة قطع الغابات او زراعة المحاصيل في اماكن معيشته ، وعلى الرغم من ان جهود الحفظ جارية، الا ان الخيارات محدودة بسبب نطاق قرد الليمور المحدود وبسبب الحالة الاقتصادية لمدغشقر .
