البفن الأطلسي من الطيور البحرية الصغيرة في عائلة الأوك، وهناك ثلاث أنواع من طائر البفن الأطلسي وهي البفن الأطلسي المعنقد و البفن الأطلسي المقرن و البفن الأطلسي الشائع، وهذا الطائر العجيب يمكنه فعل كل شيء، حيث يحلق آلاف الأميال فوق المحيط المفتوح لشهور في المرة الواحدة، ويستطيع السباحة تحت الماء بسرعة كافية لصيد الأسماك الصغيرة، و يحفر الجحور، ويمكن التعرف على طائر البفن الأطلسي بسهولة من خلال منقاره العريض الغريب الملون باللون الأحمر والأسود، ولقب هذا الطائر المدهش بمهرج المحيط، أو الببغاء البحري، وإليكم الآن الكثير من المعلومات والأسرار المذهلة عن طائر البفن الأطلسي، تابعونا.
خصائص طائر البفن الأطلسي
البفن الأطلسي هو طائر بحري ملون وهو البفن الأصلي الوحيد في المحيط الأطلسي، وله تاج وظهر أسودان وبقع خد رمادية شاحبة وأجزاء سفلية بيضاء، ويتناقض منقاره العريض باللونين الأحمر والأسود والأرجل البرتقالية مع ريشه، ويتساقط ريشه أثناء وجوده في البحر في الشتاء وتضيع بعض سمات الوجه ذات الألوان الزاهية مع عودة اللون مرة أخرى خلال فصل الربيع، و طائر البفن الأطلسي اليافع له ريش مشابه، لكن بقع خده رمادية داكنة، وليس لديه زخرفة رأس ملونة زاهية، ومنقاره أنحف ورمادي داكن مع طرف بني مائل للصفرة، وساقيه وأقدامه داكنة أيضا، وعادة ما يكون البفن الأطلسي من التجمعات الشمالية أكبر منها في الجنوب وتعتبر هذه المجموعات عموما نوعا فرعيا مختلفا.
طائر البفن الأطلسي يصل طوله إلى حوالي 28-34 سنتيمتر في الطول، وطول جناحيه 50-60 سنتيمتر، وذكور طائر البفن الأطلسي أكبر قليلا من الإناث، و طائر البفن الأطلسي لونه أسود من الجزء العلوي، وأبيض من البطن، مع اللون الرمادي على الخدين، ولون الساقين أحمر، وبرتقالي، ومنقار طائر البفن يكون لونه برتقالي مشرق بارز قبل موسم التكاثر.
موطن البفن الأطلسي
البفن الأطلسي من الطيور التي تعيش في المياه الباردة في شمال المحيط الأطلسي، ويتكاثر على سواحل شمال غرب أوروبا، وأطراف القطب الشمالي، وشرق أمريكا الشمالية، وأثناء وجوده في البحر ينتشر البفن الأطلسي على نطاق واسع عبر شمال المحيط الأطلسي بما في ذلك بحر الشمال، وقد يدخل الدائرة القطبية الشمالية، وفي الصيف، يمتد حده الجنوبي من شمال فرنسا إلى مين وفي الشتاء قد يتراوح مدى الطيور جنوبا مثل البحر الأبيض المتوسط ونورث كارولينا، ويقضي البفن الأطلسي الخريف والشتاء في المحيط المفتوح ويتكاثر على المنحدرات الساحلية العشبية والمنحدرات الصخرية.
أقرأ أيضا - 17 من أجمل الطيور البرية الرائعة
غذاء طائر البفن الأطلسي
يتغذى طائر البفن الاطلسي فى الغالب على الأسماك الصغيرة مثل الرنجة وخاصة الرملية التي تعد من أهم مصادر الغذاء للعديد من الطيور البحرية في العالم، طائر البفن الأطلسي يكون قادر على الذهاب إلى رحلات صيد طويلة، ويستخدم طائر البفن الأطلسي منقاره فى صيد الأسماك.
يتغذى طائر البفن الأطلسي أيضا على القشريات والرخويات، و طائر البفن الأطلسي يمكن أن يحمل في بعض الأحيان عشرات أو أكثر من الأسماك في منقاره في وقت واحد، و طائر البفن الأطلسي يقبض على فريسته عن طريق الغطس في الماء لمدة 20-40 ثانية في وقت واحد، وذلك بإستخدام أجنحته للسباحة، ويقبض على فريسته عن طريق دفعها بقوة للأسفل ووضع قدميه عليها.
سلوك طائر البفن الأطلسي
يقضي البفن الأطلسي معظم العام بعيدا عن اليابسة في المحيط المفتوح ويزور المناطق الساحلية فقط للتكاثر، وهو من الطيور الاجتماعية وعادة ما يتكاثر في مستعمرات كبيرة، ومع ذلك، عندما يكون في البحر، فإنه يفضل البقاء منفردا والتأرجح مثل الفلين، ويدفع نفسه عبر الماء بدفعات قوية من أقدامه، وعند الصيد، يسبح البفن الأطلسي تحت الماء مستخدم أجنحته كمجاديف في الماء وأقدامه كدفة، ويسبح البفن الأطلسي بسرعة ويمكن أن يصل إلى أعماق كبيرة ويبقى مغمور لمدة تصل إلى دقيقة.
ويصطاد عن طريق الرؤية ويمكنه ابتلاع الأسماك الصغيرة أثناء غمره بالمياه، ولكن يتم إحضار عينات أكبر إلى السطح، وفي الربيع، يعود طائر البفن الأطلسي الناضج إلى الأرض، وعادة إلى المستعمرة حيث تم فقسه، وتنقسم كل مستعمرة من طيور البفن الأطلسي الكبيرة إلى مستعمرات فرعية بواسطة حدود مادية مثل نباتات السرخس أو نباتات الجولق.
طائر البفن الأطلسي على الأرض، يقضي الكثير من الوقت في التحضير، ونشر الزيت من غدته، ووضع كل ريشة في موضعها الصحيح بالمنقار أو المخلب، كما يقضي بعض الوقت في الوقوف بجانب مداخل الجحور والتفاعل مع الطيور المارة، وتكون المستعمرة أكثر نشاطا في المساء، حيث يقف البفن الأطلسي خارج جحوره، أو يستريح على العشب، أو يتجول، وبعد ذلك، يذهب إلى المنحدرات ليلا حيث يطير البفن إلى البحر ليجثم.
وغالبا ما يختار القيام بذلك في مناطق الصيد الجاهزة للصيد في الصباح الباكر، و طائر البفن الأطلسي يعيش في جحور على المنحدرات العشبية، و طائر البفن الأطلسي أيضا يصنع عشه بين الصخور والحصى، وذكور البفن تقوم بتطهير منطقة العش، وتصنع العش من العشب والريش والأعشاب البحرية، و طائر البفن الأطلسي عادة ما يكون صامتا في البحر، ويستخدم طائر البفن الأطلسي منقاره في التودد ( بين الذكور والإناث ).
تكاثر طائر البفن الأطلسي
البفن الأطلسي أحادي الزواج ويتزاوج مدى الحياة، ويقضي الذكر وقتا أطول في حراسة العش والحفاظ عليه، بينما تشارك الأنثى أكثر في الحضانة وإطعام الصغار، وعند عودته إلى مناطق التكاثر سرعان ما يبدأ البفن الأطلسي في حفر الجحور على المنحدرات العشبية أو قد يعيد استخدام الثقوب الموجودة، وفي بعض الأحيان قد يعشش في الشقوق وبين الصخور والحصى، وفي كثير من الأحيان، يقف أحدهم خارج المدخل بينما يقوم الآخر بالحفر، ويطرد كميات من التربة والحصى، وبصرف النظر عن بناء العش، فإن الطريقة الأخرى التي تستعيد بها الطيور روابطها هي المنقار، ويقترب الزوجان من بعضهما البعض وكل منهما يهز رأسه من جانب إلى آخر، ثم يهز منقارهما معا.
يبدأ وضع البيض في أبريل في المستعمرات الجنوبية ولكن نادرا ما يحدث قبل يونيو في جرينلاند، وتضع أنثى البفن الأطلسي بيضة بيضاء واحدة ويحتضنها كلا الوالدين حوالي 39-45 يوما، وأول دليل على حدوث الفقس هو وصول طائر بالغ يحمل منقارا من الأسماك، والفرخ مغطى باللون الأسود الناعم وعيناه مفتوحتان ويمكنه الوقوف بمجرد أن يفقس، وينام الصغير معظم الوقت ويتحرك أيضا حول الجحر لإعادة ترتيب مواد التعشيش، ويلتقط الحجارة الصغيرة ويسقطها، ويرفرف بجناحيه غير الناضجين، ويسحب نهايات الجذور البارزة.
ويستغرق الكتكوت من 34 إلى 50 يوما حتى يظهر الريش، وعادة ما يترك العش لأول مرة في الليل عندما يكون خطر الافتراس في أدنى مستوياته، وعندما تحين اللحظة، يخرج من الجحر و يمشي ويركض في طريقه إلى البحر، وعندما يصل إلى الماء، يجدف في البحر وقد يكون على بعد 3 كيلومترات (2 ميل) من الشاطئ بحلول الفجر، ولا يتجمع مع طيور البفن الأطلسي الأخرى ولا يعود إلى الأرض لمدة 2-3 سنوات، وفي سن 4-5 سنوات، سوف ينضج جنسيا وسيكون قادر على التكاثر.
مفترسات طائر البفن الأطلسي
تشمل مفترسات طائر البفن الأطلسي النمور، والتي يمكن أن تقبض على طائر البفن الأطلسي أثناء رحلته مع مجموعة، أو تختار طائر منعزل عن المجموعة، وأصغر أنواع المفترسات نورس الرنجة، الذي لا يستطيع اسقاط طائر البفن الأطلسي البالغ، ولكنه يقوم بأخذ بيض طائر البفن.
هل طائر البفن الأطلسي مهدد بخطر الانقراض؟
انخفضت أعداد طائر البفن الأطلسي إلى حد كبير في القرن التاسع عشر، وذلك لأنه كان يتم صيده من أجل اللحوم والبيض، ولا يزال طائر البفن الأطلسي يصطاد ويؤكل بأعداد كبيرة، ولكن في الوقت الحاضر هذا لا يؤثر عموما على أعداده، على الأقل بالمقارنة مع التهديدات الأخرى، وفي جزر فارو يمكن صيد طيور البفن الأطلسي من أجل التغذية بعد الإنتهاء من تربيته.
قد يكون سبب الانخفاضات الأخيرة في أعداد طائر البفن الأطلسي في المحيط الأطلسي زيادة افتراسه من طيور النورس، وإدخال الفئران والقطط والكلاب والثعالب على بعض الجزر المستخدمة في التعشيش، وأيضا التلوث بالمخلفات السامة والغرق في شباك الصيد وانخفاض إمدادات الأغذية، وتغير المناخ تؤدي إلى انخفاض أعداد طائر البفن الأطلسي، ولكن زادت أعداد طائر البفن الأطلسي زيادة كبيرة في أواخر القرن العشرين في بحر الشمال، بما في ذلك في جزيرة مايو وجزر فارن، وقد تزايدت الأرقام بنحو 10٪ سنويا في السنوات الأخيرة، وفي موسم التكاثر في عام 2006، وتم إحصاء حوالي 68،000 زوجا ولذلك فهو غير مهدد بالإنقراض.
أقرأ أيضا - 18 من أجمل الطيور في العالم
حقائق مثيرة للإهتمام حول البفن الأطلسي
1- من المعروف أن البفن الأطلسي يستخدم الأدوات
لوحظ أن طائر البفن الأطلسي في ويلز وأيسلندا يستخدم العصا لخدش نفسه، وهذا النوع من السلوك الذي يطلق عليه اسم استخدام الأدوات المتعلقة بالعناية بالجسم، تم تسجيله سابقا فقط في الرئيسيات والأفيال، ويشير إلى مستويات عالية من الذكاء.
2- الحفر هو طبيعة ثانية لطائر البفن الأطلسي
يستخدم البفن الأطلسي منقاره القوي للتخلص من التربة، ثم ينفضها خلفه بأقدامه مثل الكلاب الصغيرة ذات الريش، وتميل جحوره إلى أن تكون بطول متر تقريبا، وتنحدر بلطف صعودا لمنع فيضان الماء.
3- البفن الأطلسي هم شركاء مخلصون
يشكل البفن الأطلسي روابط طويلة الأجل وتبقى أزواج التزاوج معا طوال حياتهم، وفي كل عام، خلال موسم التكاثر، تجتمع الأزواج التي تفصل بينها آلاف الأميال لشهور متتالية بطريقة ما في نفس الجحر.
4- منقار البفن الأطلسي يبهت في الشتاء
يعتبر المنقار الأحمر الملتهب لطائر البفن الأطلسي أحد أكثر سماته تميزا، لكن اللون المبهرج هذا مفيد فقط خلال موسم التكاثر وهو في الواقع عائق أمام الطيور، مما يجعله أكثر وضوحا لكل من مفترساته وفرائسه، وبمجرد عودة البفن الأطلسي إلى المحيط المفتوح بعد التكاثر، تسقط الطبقة الخارجية الملونة من المنقار مما يجعله بني باهت وأصغر بكثير.
5- البفن الأطلسي لديه تلوين فوق بنفسجي
تم العثور مؤخرا على أن البفن يحتوي على بقع ضوئية على منقاره، وهذا التلوين فوق البنفسجي واضح للطيور ويعتقد أنه علامة على اللياقة التي تساعده على اختيار رفيقه، وهو غير مرئي للبشر دون استخدام الضوء الأسود.
6- يستخدم البفن الأطلسي أجنحته للطيران تحت الماء
يتمتع البفن الأطلسي بأقدام مكففة ويمكنه التجديف على سطح المحيط مثل البط، ولكن عندما يغوص فإنه يرفرف بأجنحته لإنتاج قوة دفع إلى الأمام، وتحت الماء، تعمل أقدامه كدفة تساعده على مطاردة الفريسة الرشيقة والقبض عليها.
7- البفن الأطلسي طائر عالي الجهد
أجنحة البفن الأطلسي القصيرة القوية تجعله سباح ممتاز، لكن العيب في ذلك هو أنه يحتاج إلى الرفرفة حوالي 400 مرة في الدقيقة من أجل الطيران، وتكلفة التمثيل الغذائي لهذا عالية للغاية، جنبا إلى جنب مع بقية عائلة الأوك، ويحرق البفن الأطلسي طاقة أثناء الطيران المباشر أكثر من أي طائر آخر.
8- يعمل منقار طائر البفن مثل المشعات
تولد الرحلة عالية الطاقة قدرا هائلا من الحرارة داخل جسم البفن الأطلسي، ولمواجهة ذلك، يحتوي منقاره على أعداد كبيرة من الأوعية الدموية بالقرب من السطح مما يسمح له بتبديد الحرارة الزائدة بسرعة في الهواء.
9- البفن الأطلسي يمكنه شرب مياه البحر
البفن الأطلسي له غدد خاصة خلف أعينه تعمل على تصفية الملح الزائد من الدم وإفرازه من خلال فتحات الأنف، ويسمح هذا التكيف له بالبقاء إلى أجل غير مسمى في البحر دون الاعتماد على مصادر المياه العذبة.
أقرأ أيضا - 8 من أغرب أنواع الطيور في العالم
10- يؤثر الضوء الاصطناعي على بقاء البفن الأطلسي
تشرع فراخ البفن الأطلسي الصغيرة في أول رحلة لها ليلا لتجنب الحيوانات المفترسة، ويعتقد أنهم يستخدمون القمر لإيجاد طريقهم إلى البحر ولهذا السبب، فإن الأضواء الاصطناعية الساطعة تربكهم وتتسبب في تحطمهم في المدن الساحلية.
11- البفن الأطلسي لديه طريقة فريدة لنقل الغذاء
تم تكييف منقار البفن الأطلسي خصيصا لحمل ما يصل إلى اثني عشر عنصرا من الفرائس في وقت واحد، ملفوفة فوق الفك السفلي في كومة أنيقة، واللسان الخشن يحمل الفريسة على سقف الفم، مما يسمح للمنقار بالفتح والإغلاق لالتقاط المزيد من الفرائس دون إسقاط بقية مجموعته.
12- تنمو أعداد البفن الأطلسي ببطء
يقضي البفن الأطلسي الصغير حوالي خمس سنوات وهو يتجول في المحيطات قبل أن يبلغ من العمر ما يكفي للتكاثر، وعندما ينضج فإنه ينتج بيضة واحدة فقط كل عام، وتضمن هذه الإستراتيجية الإنجابية أن يحظى الصغار بالاهتمام الكامل من كلا الوالدين ويزيد من قدرة الصغار على البقاء على قيد الحياة، ولكن التحذير هو أن مجموعات البفن تستغرق سنوات عديدة لتتعافى إذا تعرضت للأذى.
13- تم إدراج طائر البفن الأطلسي على أنه ضعيف
على الرغم من الأبحاث التي أجريت في عام 2018 والتي تشير إلى وجود ما بين 10-12 مليون طائر، فقد كان هناك انخفاض سريع ومستمر في أعداده في أوروبا، وتم التكهن بأن هذا يرجع إلى زيادة الحيوانات المفترسة في الجزر، فضلا عن الملوثات السامة وتغير المناخ.
14- يتم اصطياد البفن الأطلسي من أجل الغذاء
يتم اصطياد البفن الأطلسي من أجل لحومه، وكذلك بيضه وريشه، ويستمر اصطياده في جزر فارو وأيسلندا على وجه الخصوص حيث يمكن اصطياد ما يصل إلى 200 طائر في اليوم في جزيرة جريمسي الصغيرة.
