يعد سد هوفر هو المستحيل الذي تحقق بالمثابرة والتخطيط السليم بعد أن اعترض على إنشاءه معظم الخبراء الذين رأوا أنه لن يصمد في هذه البيئة القاسية، ولا عجب، فقد بني سد هوفر بين جبلين باستخدام 3.3 مليون متر مكعب من الأسمنت.. وسد هوفر هو سد كبير يقع على الحدود بين ولايتي نيفادا وأريزونا في الولايات المتحدة على نهر كولورادو في الوادي الأسود.
وقد تم بناؤه فيما بين 1931 و 1936 ، واليوم يوفر الطاقة لمختلف الأماكن في نيفادا وأريزونا وكاليفورنيا، كما يساعد سد هوفر في الحماية من الفيضانات التي تحدث في المناطق الموجودة في اتجاه مجرى النهر ، ويعد من المعالم السياحية الرئيسية هناك وهو قريب من لاس فيغاس، وفيما يلي نظرة على تاريخ بناء سد هوفر ...
تاريخ سد هوفر :
كان الجنوب الغربي الأمريكي ينمو ويتوسع بسرعة هائلة في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، بعد أن كانت منطقة قاحلة ، وكانت المستوطنات الجديدة تحتاج إلى المياه، لذا تعددت المحاولات للسيطرة على نهر كولورادو لاستخدامه كمصدر للمياه العذبة للاستخدامات المحلية والري، ومع تحسن نقل الطاقة الكهربائية ، تم النظر إلى نهر كولورادو أيضًا كموقع محتمل للطاقة الكهرومائية.
وأخيرًا ، وضع مكتب الاستصلاح في عام 1922 تقريرًا لبناء سد على نهر كولورادو السفلي لمنع الفيضانات التي تأتي من اتجاه مجرى النهر وتوفير الكهرباء للمدن المتنامية القريبة، وذكر التقرير أن هناك مخاوف فيدرالية لبناء أي شيء على النهر لأنه يمر عبر عدة ولايات ، حتى يصل في النهاية إلى المكسيك، وللتقليل من هذه المخاوف ، قامت الولايات السبع الموجودين في حوض النهر بعمل ما سمي ب "اتفاق نهر كولورادو" لإدارة المياه.
بولدر كانيون كان موقع الدراسة الأولي للسد، ولكنه اعتبر غير مناسب بسبب وجود خطأ ما، وقيل إن المواقع الأخرى المدرجة في التقرير ضيقة للغاية بالنسبة للمخيمات في قاعدة السد ، ثم قام مكتب الاستصلاح بدراسة بلاك كانيون ووجد أنه مثالي نظرًا لحجمه ، بالإضافة إلى موقعه بالقرب من لاس فيجاس والسكك الحديدية. وعلى الرغم عدم بناء السد في بولدر كانيون، إلا أن المشروع النهائي المعتمد كان يسمى مشروع بولدر كانيون.
بمجرد الموافقة على مشروع بولدر كانيون ، قرر المسؤولون أن يكون هذا السد هو السد الوحيد الذى لديه سدود تعتمد على الجاذبية ، ويبلغ عرضه 200 متر من الخرسانة في الأسفل و 14 مترًا في الأعلى. كما تم التخطيط أيضًا على أن يكون في القمة طريق سريع يربط نيفادا وأريزونا. بمجرد تحديد نوع السد وأبعاده ، تم طرح عطاءات البناء أمام الجمهور ، وكانت شركة Six Companies Inc هي الشركة التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ هذا المشروع الضخم.
بناء سد هوفر :
جاء آلاف العمال إلى جنوب ولاية نيفادا للعمل في سد هوفر بمجرد أن بدأت مرحلة البناء، ونمت لاس فيغاس بشكل كبير ، وقد تم نحت أربعة أنفاق في جدران الوادي على جانبي أريزونا ونيفادا بداية من عام 1931 لتحويل نهر كولورادو من بلاك كانيون.. وبعد نحتها كانت الأنفاق مبطنة بالخرسانة. وفي نوفمبر 1932 تم تحويل النهر إلى أنفاق أريزونا مع الاحتفاظ بأنفاق نيفادا في حالة حدوث الفيضان.
وما أن تم تحويل نهر كولورادو ، حتى تم بناء سدادتين للوقاية من الفيضانات في المنطقة التي سيتم فيها بناء السد. وبعد الانتهاء من هذه البنية التحتية ، بدأت أعمال الحفر من أجل تأسيس سد هوفر وتركيب أعمدة هيكل قوس السد، ثم تم صب الخرسانة الأولى لسد هوفر في 6 يونيو 1933 في سلسلة من الأقسام حتى يتم السماح لها بالجفاف والمعالجة بشكل صحيح (إذ لو تم صبها دفعة واحدة ، فإن التسخين والتبريد خلال النهار والليل كانا سيجعلان الخرسانة غير متساوية وكانت ستستغرق 125 عامًا لتبرد تمامًا)، وقد استمرت هذه العملية حتى 29 مايو 1935 ، حتى تم استكمال 2.48 مليون متر مكعب من الخرسانة.
تسمية السد :
تمت تسمية السد رسميًا "سد بولدر" وذلك في 30 سبتمبر 1935، وكان الرئيس فرانكلين دي روزفلت حاضرًا أثناء ذلك، وكان معظم العمل في السد (باستثناء المحطة) قد اكتمل في ذلك الوقت. ثم قام الكونغرس بإعادة تسمية السد ليصبح اسمه "سد هوفر دام" بعد تولي الرئيس هربرت هوفر في عام 1947.
سد هوفر اليوم :
يتم استخدام سد هوفر اليوم كوسيلة للتحكم في فيضانات نهر كولورادو السفلى، كما يتم استخدامه في تخزين وتسليم مياه النهر من بحيرة ميد؛ إذ يوفر مياه تستخدم للري في كل من الولايات المتحدة والمكسيك، وكذلك استخدامات المياه المحلية في مناطق مثل لاس فيغاس ولوس أنجلوس وفينيكس.
بالإضافة إلى ذلك ، يوفر سد هوفر طاقة كهرومائية منخفضة التكلفة لنيفادا وأريزونا وكاليفورنيا، ويولد السد أكثر من أربعة مليارات كيلو واط ساعة من الكهرباء سنويًا ، وهو من أكبر مرافق الطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة. وبعتبر العائد الناتج من الطاقة المباعة في سد هوفر هو الذي يسدد كل تكاليف التشغيل والصيانة.
يعد سد هوفر أيضًا وجهة سياحية رئيسية فهو يقع على بعد 30 ميلًا (48 كم) فقط من لاس فيجاس ، وعلى طول الطريق السريع 93 للولايات المتحدة. وجدير بالذكر أنه منذ إنشاءه قد تم أخذ السياحة بعين الاعتبار؛ إذ تم بناء جميع المرافق للزائر بأفضل المواد المتاحة في ذلك الوقت. ولكن بسبب المخاوف الأمنية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية ، تم الانتهاء من مشروع هوفر دام بيس في خريف عام 2010، لسير السيارات عليه ، وأصبح غير مسموح بحركة المرور عبر سد هوفر.
