جميع الحيوانات تمتلك مميزات جسدية ضرورية لها لتتمكن من البقاء على قيد الحياة في بيئتها، والبصر الجيد هو المصطلح الذي سوف نأخذه بعين الإعتبار في مقالتنا وخاصة عند الفئران، فبالرغم من أن الفئران لا تمتلك بالتأكيد الرؤية الحادة للطيور الجارحة، إلا أن الرؤية لدى الفئران أكثر من كافية للمهام اليومية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة .
هل تستطيع الفئران أن ترى الألوان ؟
الفئران لديها القدرة على رؤية الألوان، حيث أن الفئران لديها نوعان من الخلايا المخروطية للألوان في شبكية العين، النوع الأول من الخلايا المخروطية تعمل على الكشف عن ضوء الأشعة فوق البنفسجية الزرقاء، والنوع الآخر من الخلايا المخروطية تكشف عن ظلال من اللون الأخضر، ويشبه إكتشافهم للألوان تلك التي لدى البشر، ولكن الفئران لديها عمى ألوان للون الأحمر المخضر، بمعنى أنها تدرك معظم ظلال اللون الأحمر المخضر كظل مظلم عام .
الرؤية الضبابية والتفاوت واللمعان لدى الفئران :
إن حجم وعدد المخاريط التي تكشف الضوء في عيون الفئران تعني بالرغم من أنها تستطيع تمييز ألوان مختلفة إلا أنها ترى الكثير من العالم كضباب، وإن قدرتها على إكتشاف التباين بين الألوان ضعيفة، ولكن بما أن الفئران من الحيوانات الليلية في المقام الأول، إلا أن هذا ليس تكيفا مهما لها على أي حال، ولكن عيون الفئران لديها إستجابة ممتازة لرؤية السطوع واللمعان، وفي الواقع، الفئران عادة ما تكون نافرة للضوء .
هل تستطيع الفئران رؤية الأشعة فوق البنفسجية ؟
شيء واحد يمكن أن تفعله الفئران ولا يستطيع البشر فعله في موضوع الرؤية، فالفئران تستطيع إكتشاف الأشعة فوق البنفسجية، وهذا أمر مهم بالنسبة للفئران التي تقضي معظم وقتها مستيقظة في الظلام، فالكشف عن الأشعة فوق البنفسجية تمكن الفئران من رؤية علامات البول الخاصة بالفئران الأخرى، وهذه القدرة تمكنهم من رؤية أفضل خلال ساعات الشفق .
مجال الرؤية والإدراك العميق لدى الفئران :
بإستثناء أن الفئران لديها عيون كبيرة للغاية مثل الطيور الجارحة، أو العيون المتعددة، إلا أن الفئران عادة ما تضطر إلى التضحية إما بمجال رؤيتها أو إدراكها الحسي العميق، فالفئران مع عيونها التي توجد على جانبي الرأس لديها نطاق من الرؤية جيد حوالي 180 درجة تقريبا، ولكن الإدراك الحسي لديها ضعيف، والكائنات مع العيون التي توجد على الجبهة مثل البشر لديها رؤية مجهرية جيدة، وبالتالي الإدراك الحسي العميق لدى البشر قوي، ولكن نطاق الرؤية أقل من الفئران، ومع ذلك، فإن الفئران تعوض ضعف إدراكها الحسي باستخدام تقنية تدعى "حركة إختلاف المنظر"، ومن خلال هز رؤوسها صعودا ونزولا، تستطيع الفئران إلتقاط صور عقلية متعددة لمجال الرؤية أمامها، ثم يقوم المخ بحساب العمق تقريبا .
إستقلال العيون عند الفئران :
الفئران قادرة على تحريك كل عين من عيونها بشكل مستقل، وعيون الفئران توجد على جانبي الرأس، مما يتيح لها أن تستوعب الرؤية من البيئة المحيطة، والفئران مثل البشر، حيث أن الفئران لديها البقعة العمياء في مركز مجال رؤيتها، وكل من مخ البشر ومخ الفئران تعوض عن ذلك من خلال تجميع المعلومات من كل عين وملء الفراغات، ومع ذلك، تستطيع الفئران توسيع مجال رؤيتها بطريقة لا يمكن للإنسان فعلها عن طريق تحريك كل عين في اتجاه مختلف، كما تستطيع الفئران أيضا إبقاء عين واحدة فقط إلى أعلى، وهذا على الأرجح هو تكيف تطوري يتيح للفئران أن تكون متيقظة للتهديدات الجوية من الطيور الجارحة المفترسة .