الأسد واحد من أشهر الحيوانات المفترسة الموجودة في العالم، أنه حقا ملك الغابة، ولكن هل تتخيل أن ملك الغابة أصبح من الحيوانات المهددة بالإنقراض !! نعم ما قرأته صحيحا، وبالتأكيد هذا بسبب الكائن الأكثر إفتراسا على كوكب الأرض وهو الإنسان، فقد أظهرت دراسة جديدة أنه مع تقلص غابات السافانا، وتضاؤل أعداد الفريسة وتقليل التنوع الجيني، أصبحت الأسود في المنطقة معرضة لخطر الإنقراض الشديد، وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الأسود في غرب إفريقيا على شفا الإنقراض، وربما هناك أقل من 250 من الأسود البالغين متبقية في غرب أفريقيا .
وتقتصر هذه القطط الكبيرة على أقل من 1 % من نطاقها التاريخي، وتشير بعض الدراسات الجديدة إلى أنه من دون بذل جهود قوية للحفاظ على البيئة، يمكن أن تنقرض ثلاثة من مجموعات الأسود في غرب إفريقيا من أصل أربعة في السنوات الخمس المقبلة، وهناك المزيد من الإنخفاضات في عدد الأسود المتبقية .
الأسود هي القطط الكبيرة المهددة بالإنقراض :
كانت الأسود المهيبة تتجول في جميع أنحاء غرب أفريقيا من نيجيريا إلى السنغال، ولكن عندما حول البشر الأراضي البرية إلى المراعي اصطادوا فرائس الأسود التقليدية والتي تشتمل على الظباء والغزلان والحيوانات البرية والجاموس الوحشي والحمير الوحشية، وأصبح هناك صراعات بين البشر والأسود، وتراجعت أعداد كثيرة من هذه القطط الكبيرة في غرب أفريقيا، وأوضح بعض الباحثين إن حكومات غرب أفريقيا التي تعاني من ضائقة نقدية لم تدخر سوى القليل من المال للحفاظ على الأسود، ويعود ذلك جزئيا إلى أن السياحة في الحياة البرية شبه غائبة في غرب أفريقيا .
كما أهملت المؤسسات البحثية أيضا المنطقة، حيث تتدفق معظم المؤسسات البحثية الدولية ومنظمات المحافظة النشطة في إفريقيا على منتزهات الألعاب الشهيرة في شرق وجنوب إفريقيا، وهذا يعني أن الأسود واجهت نهاية صامتة في غرب إفريقيا على مدى العقود الماضية .
مسح هائل لمنطقة الأسود في غرب أفريقيا :
لعلاج ذلك، أجرى بعض الباحثين مؤخرا مسحا شاملا دام ستة أعوام على الأسود في غرب إفريقيا باستخدام كاميرات عن بعد، ومقابلات مع أشخاص، وعدد مسارات الأسود، ويستند المسح الذي أجري بين شهر أكتوبر 2006 وشهر مايو 2012 إلى دراسة أصغر إنتهت العام الماضي، والتي وجدت أن تقلص غابات السافانا أدت إلى إنخفاض الأسود في المنطقة .
هناك حوالي 400 من الأسود البالغة واليافعة موجودة في المنطقة، وهذه القطط البرية الكبيرة والتي كان يعتقد في الأصل أنها سكنت 21 منطقة منفصلة أصبحت الآن موجودة بالفعل في أربعة مناطق فقط، ويقتصر نطاقها الآن على أجزاء في السنغال ونيجيريا والأراضي الحدودية بين بنين والنيجر وبوركينا فاسو، وهذه الجماعات المعزولة من الأسود هي أيضا مهددة بسبب إنخفاض التنوع الجيني، والأسود محدودة في اختيار رفيقها، وينتهي التكاثر مع الأعضاء التي ترتبط بها إرتباطا وثيقا، هذا التكاثر يقلل من الكفائة الجينية للذرية الجديدة .
الجهود المبذولة للحفاظ هلى الأسود في غرب أفريقيا :
قال بعض الباحثين، من أجل الحفاظ على الأسود من خطر الإنقراض في أفريقيا يتعين على الحكومات ومنظمات المحافظة تعزيز ميزانيات حدائق وموظفي الحفاظ على البيئة لمنع الناس من قتل فرائس الأسود أو القطط الكبيرة نفسها، ويسرد الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في الوقت الراهن الأسود على أنها ضعيفة في أفريقيا، وقال الباحثون إن الأسود في غرب إفريقيا لا تعتبر نوعا مختلفا، ولذا فقد تم تصنيفها على أنها في خطر على المستوى الإقليمي .
ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأسود في غرب أفريقيا تتميز جينيا عن إخوانها في مناطق أخرى من القارة وترتبط إرتباطا وثيقا بالأسود البربرية في شمال أفريقيا والأسود الآسيوية القليلة المتبقية في الهند، وقال الباحثون إن النتائج الوراثية، مقترنة بنتائج المسح القاسية تشير إلى أن الأسود في غرب إفريقيا يجب أن تدرج على هيئة سلالات فرعية مهددة بالإنقراض، أو على الأقل كحيوان معرض للخطر على المستوى الإقليمي .