النمل تلك الحشرات الصغيرة التي يوجد منها الملايين المنتشرة في جميع أنحاء العالم لاشك أن لها دور كبير في النظام البيئي على كوكب الأرض، ولكن هناك سؤال تم طرحه مؤخراً، هل النمل قادر على التأثير في مشكلة تغير المناخ التي يمر بها العالم ؟ وهل يمكن أن يكون للنمل دور إيجابي في إنقاذ العالم من تغير المناخ ؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه اليوم من خلال هذا المقال ... تابعوا معنا
عندما يصنع النمل الحجر الجيري، سينتهي به المطاف إلى إلتقاط كميات صغيرة من الكربون داخل الحجر الجيري، وهذا يقلل من كمية الكربون في الغلاف الجوي، فقد يكون النمل بعض أقوى سماسرة المناخ البيولوجي في الأرض، طبقا لبعض الدراسات الجديدة المثيرة .
كيف يغير النمل المناخ ؟
يموت النمل في أقل من عام، ولكن التجربة طويلة المدى التي تتبع آثار هذه الحشرات على التربة تشير إلى أنها تبرد مناخ الأرض مع نمو أعدادها، وقال كبير مؤلفي الدراسة رونالد دورن وهو عالم جيولوجي في جامعة ولاية أريزونا في تمب إن النمل يغير البيئة، فقد اكتشف رونالد دورن أن بعض أنواع النمل مثل نمل الطقس يفرز كربونات الكالسيوم المعروف باسم الحجر الجيري، وعندما يصنع النمل الحجر الجيري، تقوم العملية بحبس وإزالة جزء صغير من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي .
هذا المصنع من الحجر الجيري الخاص بالنمل هو نسخة صغيرة الحجم من عملية التبريد الكوكبية الضخمة التي تحدث في المحيطات، والمعروفة باسم احتجاز الكربون، ويحتوي الحجر الجيري المترسب في المحيط على كمية من الكربون أكبر مما هو موجود في الغلاف الجوي اليوم.
واكتشف رونالد دورن أن النمل كان عامل جوي قوي من خلال تتبع إنهيار رمل البازلت، ففي بداية حياته المهنية، منذ قبل 25 عاما، قام دورن بحفر الصحراء في ستة مواقع في جبال كاتالينا في ولاية اريزونا وبالو دورو كانيون في ولاية تكساس، وكل خمس سنوات كان يحفر قطعة صغيرة من الصحراء من المواقع ويقيس كمية المعادن من الزبرجد الزيتوني والبلاجيوجلاز التي تدهورت من التعرض للماء ونشاط الحشرات والمواد الكيميائية من جذور الأشجارلا.
كشفت تجربة دورن أن النمل يبدو أنه يعمل على إنهيار المعادن ما بين 50 إلى 300 مرة أسرع من الرمال التي تركت دون عائق على أرض عارية، وفي الوقت نفسه، كان النمل يقوم تدريجيا ببناء الحجر جيري داخل أعشاشه، ويعتقد دورن أن النمل قد يقوم بالبحث عن الكالسيوم والمغنيسيوم من المعادن واستخدام هذه العناصر لصنع الحجر الجيري، وفي هذه العملية، إحتجز النمل ثاني أكسيد الكربون "وهو غاز من الغازات الدفيئة" في الصخر، ويمكن أن يحدث التحول عندما يلعق النمل حبيبات الرمل ويلصقها على جدران أعشاشه، ولكن دورن قال إن هذه العملية هي لغز علمي .
نحن لا نعرف إن كان النمل يلعق الرمل، أو إذا كانت البكتيريا في أمعاء النمل أو الفطريات تنمو في المستعمرات وتكَون الحجر الجيري، ولا تكشف النتائج عن مقدار فقد الكربون في الغلاف الجوي بفضل النمل هذا ما قاله دورن وقال نحن في مرحلة مبكرة جدا من الدراسة .
وفي حين أندورن كان يتأمل فقط في هذه المرحلة، قال دورن إنه يعتقد أن الكتلة البيولوجية الهائلة لدى النمل التي تعمل في تناغم يمكن أن تزيل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي منذ أن توسعت الحشرات أعدادها منذ 65 مليون سنة، ومن المعروف أن هناك ثمانية أنواع من النمل تفرز كربونات الكالسيوم في شكل ما، وخبير النمل وقدر إي كيو ويلسون الأستاذ بجامعة هارفارد ذات مرة، أن الكتلة الحيوية الكاملة لدى النمل على الأرض مساوية للإنسان .
وقال ديفيد شوارتزمان، عالم الجيوكيمياء في جامعة هوارد في واشنطن العاصمة، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه يجد الفكرة معقولة، وقال شوارتزمان في مجلة العلوم الحيوية من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات حول دور النمل والحيوانات الأخرى التي تسكن التربة لتوسيع فهمنا لأهميتها في تعزيز الحيوية العالمية الجوية .