عندما تسافر عبر المراعي في أمريكا الوسطى والغربية فربما سوف ترى أو تسمع عن كلاب البراري التي لا تعد ولا تحصى، فهناك الملايين من هذه القوارض الرائعة التي تختبئ وتخبرنا عن موئلها في السهول، وعلى الرغم من أنها قد تكون مشهدا مألوفا، إلا أنها تمتلك العديد من الخصائص الفريدة، وهنا سوف نتعرف على بعض الحقائق الرائعة حول كلاب البراري .
1- كانت كلاب البراري واحدة من الثدييات الأكثر وفرة في أمريكا الشمالية :
هناك خمسة أنواع من كلاب البراري والتي تسمى أيضا كلاب المروج، وهي كلاب البراري ذات الذيل الأسود، وكلاب البراري ذات الذيل الأبيض، وكلاب البراري غنيسن، وكلاب البراري يوتا، وكلاب البراري المكسيكية، وكلاب البراري ذو الذيل الأسود كانت أعدادها هائلة جدا تصل إلى مئات الملايين، ومع ذلك، فإن الصيد والتسمم وفقدان الموائل أدى إلى انخفاض أعدادها إلى أكثر من 95%، واليوم يبلغ عدد الأنواع جميعها ما بين (10-20) مليون من كلاب البراري .
2- كلاب البراري لديهم منازل منظمة تنظيما جيدا :
تعيش كلاب البراري في الجحور المعقدة تحت الأرض مع مناطق مخصصة لحضانة الصغار والنوم ولعملية الإخراج الخاصة بها، وتم تصميم نظام الأنفاق للسماح بتدفق الهواء من خلالها، وتوفير التهوية والهرب من الحيوانات المفترسة، حيث لكل مخرج وظيفة .
3- كلاب البراري يعيشون في مستعمرات :
كلاب البراري من الحيوانات الإجتماعية، ويعيشون في مجموعات عائلية تسمى الزمرة، والتي تحتوي عادة على ذكر بالغ أو أنثى واحدة أو أكثر من الإناث وصغارها، ومجموعة الزمرات معا تكون ما يسمى بالعنابر، ومجموعة العنابر معا من كلاب البراري يشكلون مدينة أو مستعمرة، وتنتمي أكبر مدينة مسجلة على الإطلاق إلى مجموعة كبيرة من كلاب البراري ذات الذيل الأسود في تكساس وكان طولها حوالي 100 ميل .
4- كلاب البراري تقبل بعضها بعضا :
كلاب البراري في كثير من الأحيان تقبل بعضها بعضا عندما يأتون ويذهبون في المنطقة المحيطة بالجحور الخاصة بهم، وعندما يفعلون ذلك، سوف يلمسون أنوفهم ويقفلون أسنانهم مع بعضهم البعض، مما يسمح لهم بتحديد ما إذا كانوا أعضاء في نفس المجموعة العائلية .
5- كلاب البراري مهمة من الناحية البيئية :
بإعتبار كلاب البراري أحد الأنواع الأساسية في البراري أو المروج، فتعتمد النظم البيئية بأكملها على هذه الثدييات الصغيرة، حيث أن أنفاقهم تعمل على تهوية التربة، كما أن روثه غني جدا بالنيتروجين مما يحسن نوعية التربة، وكلاب البراري هي أيضا مصدر غذاء لكثير من الحيوانات، وتوفر جحورها المهجورة مناطق تعشيش لمجموعة متنوعة من الأنواع الأخرى، بما في ذلك الثعابين والبوم الحفار .
6- كلاب البراري لديهم لغة خاصة بهم :
تتمتع كلاب البراري بوسائل معقدة للتواصل تكون أفضل من حيوانات الشمبانزي والدلافين، فبعد تسجيل وتحليل أصوات كلاب البراري لأكثر من 30 عاما، وجدت كون سلوبودشيكوف من جامعة ولاية اريزونا الشمالية أن الحيوانات لديها بعض الأصوات مثل النباح والسقسقة التي تنقل رسائل عديدة، ويتم إصدار العديد من هذه الرسائل لتنبيه الآخرين في المستعمرة حول وجود حيوان مفترس، وتواصل كلاب البراري معا متقدم جدا بحيث لا يقتصر الأمر على أن لديهم أصوات مختلفة اعتمادا على نوع الحيوان المفترس، ولكنهم أيضا يضعون جملا تصف الحيوان المفترس .
يمكن لكلاب البراري توضيح معلومات حول حجم المفترس ولونه واتجاهه وسرعته في نباح واحد، والمستعمرة التي يمكن أن تشمل مئات الحيوانات من كلاب البراري تستخدم باستمرار نفس النباح لوصف نفس الحيوانات المفترسة، وحتى أن كلاب البراري لديها أصوات محددة تصف الإنسان حاملا مسدس، ومن خلال كلاب البراري الأسيرة، وجدت كون سلوبودشيكوف أيضا أن كلاب البراري يمكنها تطوير أصوات جديدة لتبادل المعلومات حول العناصر التي لم ترها من قبل .
7- كلاب البراري تستطيع التلويح :
تتعرض كلاب البراري للتهديد المستمر من الحيوانات المفترسة مثل الصقور والقيوط، لذا تحمي نفسها من خلال البقاء في تواصل مستمر، وهذا غالبا ما يؤدي إلى السلوك المعدي حيث يتم محاكاة أو تقليد عمل كلب البراري من قبل الآخرين، وواحدة من هذه المحاكاة التي غالبا ما تحاكيها كلاب البراري هي قفزة النباح، حيث يقف حيوان واحد على رجليه الخلفيتين، ويمد ذراعيه، ويرمي رأسه وينبح، وعند سماع صوت النباح، تقوم كلاب البراري الأخرى بنسخ السلوك، وانتشار قفزة النباح في جميع أنحاء المستعمرة .
لماذا كلاب البراري تفعل ذلك ؟ كان الباحثون يدرسون هذا السلوك لعقود، محاولين أن يميزوا لماذا تقفز الحيوانات في مجموعة من الحالات عندما تصل الحيوانات المفترسة، وعندما تغادر، أو عندما يراقبون أو يدافعون عن الأرض، وفي الآونة الأخيرة ، اقترح عالم في جامعة مانيتوبا أن الإستجابة الشبيهة بالتلويح هي مؤشر على أن الجميع في المجموعة يقظون .