الدلافين لن تتوقف عن مفاجئتنا، ودهشتنا، وبينما يتعمق الباحثون في دراستهم حول العالم تحت الماء لهذه الثدييات الرائعة، فإننا نتعلم كم هي مليئة بالمفاجآت من خلال حياتها الإجتماعية المعقدة إلى ذكائها، وهنا سبع حقائق فقط لم تعرفها من قبل عن الدلافين رائعة جسديا وعقليا .
1- تطورت الدلافين من الحيوانات البرية :
لم تكن الدلافين تعيش دائما في الماء، وهي ما تسمى بالعائدين، ومنذ ملايين السنين، تجولت أسلاف الدلافين عبر الأرض، وتتطورت الدلافين التي نعرفها اليوم من الحيوانات ذوات الحوافر والأصابع، والتي كانت تحتوي على حوافر في نهاية كل قدم، ولكن منذ حوالي 50 مليون سنة، قررت هذه الحيوانات من الأجداد أن المحيط مكانا أفضل، وعادوا في نهاية المطاف إلى الماء وتطورت إلى الدلافين التي نعرفها اليوم، ولا يزال من الممكن رؤية الدلائل على هذا التاريخ التطوري في الدلافين اليوم، وتحتوي الدلافين البالغة على عظام بقايا الأصابع في زعانفها، وكذلك آثار لعظام الساق .
2- تبقى الدلافين مستيقظة لأسابيع متواصلة :
أظهرت الأبحاث الحديثة القدرات المدهشة لدى الدلافين للبقاء مستيقظة لأيام أو أسابيع أو ربما إلى أجل غير معلوم، ومن ناحية، فإن هذه القدرة تخلق لديها حاسة جيدة، وتحتاج الدلافين إلى الذهاب إلى سطح المحيط للتنفس، بحيث لا يمكنها التنفس ببساطة مثلما يفعل البشر، ويجب عليها البقاء مستيقظة بإستمرار لإلتقاط الأنفاس وتجنب الغرق، وكيف يفعلون هذا ؟ من خلال إستراحة نصف المخ فقط في وقت واحد، وعالم الأحياء البحرية في مؤسسة الثدييات البحرية الوطنية بريان برانستتر وزملاؤه من الباحثين أجروا اختبارا مع إثنين من الدلافين، وشاهدوا كم من الوقت يمكنها البقاء في حالة إستيقاظ، ووفقا للعلوم الحية .
وجد العلماء أن هذه الدلافين يمكنها بنجاح استخدام تحديد الموقع بالصدى الدقيق بدقة تامة وبدون أي دلالة على تدهور الأداء لمدة تصل إلى 15 يوما، ولم يختبر الباحثون كم من الوقت استطاعت الدلافين أن تستمر، ويمكن أن تستمر الدلافين في السباحة والتأمل لأيام دون راحة أو نوم، وربما إلى أجل غير معلوم، كما أخبر برانستتر، وتشير هذه النتائج إلى أن الدلافين تطورت لتنام بنصف مخها، وليس فقط للحفاظ عليها من الغرق ولكن أيضا أن تظل متيقظة .
التنفس وعدم تناول الطعام هما سببان ممتازان للحفاظ على نصف نشاط المخ على الأقل في جميع الأوقات، ولكن ماذا عن الدلافين الصغيرة ؟ تبين أنهم لا ينامون على الإطلاق طوال شهر بعد الولادة، ولا تصطاد عجول الدلافين في هذه الفترة، ويعتقد الباحثون أن هذه ميزة عامة، حيث تساعد العجل على التخلص من الحيوانات المفترسة بشكل أفضل، والحفاظ على ارتفاع درجات حرارة الجسم أثناء تراكم الجسم للدهون، وحتى لتشجيع نمو المخ .
3- لا يمكن للدلافين أن تمضغ :
إذا كنت قد شاهدت الدلافين وهي تتناول الطعام، فقد لاحظت أنها تسقط طعامها، وهذا لأن الدلافين لا تستطيع مضغها، وبدلا من ذلك، يتم استخدام أسنانها للقبض على الفريسة، وفي بعض الأحيان، سوف تحكها أو تفركها على قاع المحيط لتمزيقها إلى قطع أكثر قابلية لتناولها، وإحدى النظريات عن سبب تطورها للتخلص من المضغ هي أنها تحتاج إلى تناول الأسماك بسرعة قبل أن تتمكن من السباحة، وإن تخطي عملية المضغ يضمن عدم هروب وجبتها .
4- عملت الدلافين في السلاح البحري منذ 1960:
قد تبدو فكرة استخدام الدلافين التي يستخدمها الجيش لفحص الموانئ لإكتشاف سباحي العدو أو تحديد موقع مناجم تحت الماء وكأنها مغامرة في فيلم، ولكن هذا صحيح ولمدة تزيد عن 50 عاما، منذ عام 1960، استخدمت البحرية الأمريكية الدلافين مع تدريبهم على اكتشاف الألغام تحت الماء، وبنفس الطريقة التي تعمل من خلالها الكلاب حتى تكتشف القنابل باستخدام الرائحة، تعمل الدلافين عن طريق استخدام تحديد الموقع بالصدى، وتسمح قدرتها الفائقة على مسح منطقة لأجسام معينة بالتخلص من الألغام وإسقاط الأهداف على الفور، ويمكن للبحرية الدخول ونزع سلاح الألغام، وتفوق إمكانيات الدلافين في تحديد الموقع بالصدى أي شيء يمكن أن يستخدمه البشر .
كما تستخدم الدلافين لتنبيه البحرية إلى أي أعداء في المرافئ، ويقوم البرنامج البحري الخاص بالبحرية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا بتدريب 85 من الدلافين، و50 من أسود البحر، وكان هناك بالطبع الكثير من التكهنات حول الاستخدامات التي يضعها الجيش للدلافين، بما في ذلك ادعاءات بتدريبهم على قتل الناس أو زرع متفجرات على متن السفن، ولم يتم تأكيد أي من هذا من قبل الجيش، ومع ذلك، عارض نشطاء الحيوانات منذ فترة طويلة استخدام الدلافين لأغراض عسكرية .
5- تعلم الدلافين صغارها كيفية استخدام الأدوات :
كشفت دراسة عام 2005 أجراها باحثون أن مجموعة من الدلافين التي تعيش في خليج القرش بأستراليا تستخدم أدوات، وأنها تنقل هذه المعارف من الأم إلى الصغار، وأفراد هذه المجموعة الصغيرة من الدلافين سوف تبحث لعدة دقائق للعثور على إسفنج بحري مخروطي الشكل يناسب المهمة، وتمزق الدلافين هذه الاسفنجة البحرية في قاع المحيط، ثم تحملها على مناقيرها إلى أرض الصيد حيث تستخدمها لفحص الرمال من أجل السمك المختبيء، ويعتقد الباحثون أن هذا يساعد على حماية سلوكهم الحساس أثناء الصيد، ويطلق على هذا السلوك اسم الإسفنج، ووجد الباحثون أنه ليس فقط أول استخدام للأدوات لدى الدلافين، ولكنه أيضا دليل على وجود ثقافة لغير البشر .
6- الدلافين يمكن أن تحصل على نسبة من سموم الأسماك :
نحن نعلم أن السمكة المنتفخة لديها سموم قوية، ومن الواضح أن الدلافين تعرف هذا أيضا، وتستخدم هذه السمكة من أجل التسلية، وعادة، سم السمكة المنتفخة مميت، ومع ذلك، في جرعات صغيرة السم يعمل مثل المخدر، وقد صورت ال بي بي سي الدلافين وهي تلعب بلطف مع السمكة المنتفخة، وتمررها بين أعضاء المجموعة لمدة 20 إلى 30 دقيقة، ثم علقت الدلافين بعدها على السطح على ما يبدو أنها مخدرة .
7- الدلافين تتصل بعضها البعض بالإسم :
الدلافين لها أسماء وتستجيب عند التواصل مع بعضها البعض، وتمتلك الدلافين داخل المجموعة أو الجراب صافرة التوقيع الخاصة بها، تماما مثل الإسم، وتستطيع الدلافين الأخرى إستخدام تلك الصافرة الخاصة لجذب إنتباه زملائها، وبالنظر إلى الدلافي، تعتبر الدلافين من الحيوانات الإجتماعية للغاية مع ضرورة بقائها على اتصال عبر المسافات والتناغم معا، ومن المنطقي أن تكون قد تطورت لاستخدام الأسماء كثيرا بالطريقة نفسها التي يستخدمها الناس، وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الباحثين تابعوا مجموعة من الدلافين قارورية الأنف، وسجلوا صفارات التوقيع الخاصة بهم، ثم استخدموا هذه الصيحات كنداءات للدلافين .
ووجد الباحثون أن أفراد الدلافين إستجابوا فقط لإستدعائهم الخاص، عن طريق سماع صافرة التوقيع، ويعتقد الفريق أن الدلافين تتصرف مثل البشر عندما تسمع أسمائهم يجيبون، والأكثر من ذلك، أنها لا تستجيب عندما يتم تشغيل صافرات التوقيع من الدلافين من مجموعات غريبة، ويفتح البحث أسئلة جديدة كاملة حول مدى مفردات الدلافين، وتطور مهاراتها اللغوية .