إذا كانت الحيوانات من الأبطال الخارقة، فقد يكون الأخطبوط هو الأكثر قوة في معظم الحيوانات، وتحتوي هذه المخلوقات الرائعة التي تمتلك ثمانية أذرع بارعة، ويمكنها تغيير شكلها، وتغيير لونها على الفور، والتواصل باستخدام العروض الضوئية المتولدة على بشرتها، ويتذوق الأخطبوط الأشياء عن طريق لمسها بالأذرع، ويبخ الحبر للدفاع عن نفسه، كا أن الأذرع تستخدم في إستعمال الأدوات، والأخطبوط بعض من اللافقاريات الأكثر ذكاء في العالم، ويمكنه السباحة باستخدام الدفع النفاث.
وكل هذه السمات لم تجعل الأخطبوط مدهشا بما فيه الكفاية، فقد اكتشف العلماء الآن قوة عظمى أخرى لا تصدق في تكوينه، فمن الواضح أن الأخطبوط يمكن أن يرى أيضا من خلال جلده، وفقًا لتقارير الجارديان، أثبت بحث جديد أجراه علماء من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا ما كان يعتقد منذ فترة طويلة، وتم إكتشاف أن جلد الأخطبوط يحتوي على نفس البروتينات الحساسة للضوء (opsins) الموجودة في العين، وأن الجلد يستجيب للضوء المستقل من خلال الجهاز العصبي المركزي للأخطبوط.
قال رئيس فريق البحث ديزموند راميريز في بيان صحفي إن جلد الأخطبوط لا يستشعر الضوء بنفس الكمية من التفاصيل مثلما يفعل الحيوان عندما يستخدم عينيه ومخه، ولكنه لا يمكن أن يشعر بزيادة أو أي تغيير في الضوء، وجلده لا يكشف عن التباين، ولكن بدلا من ذلك يحدد السطوع فقط.
بالنسبة للدراسة، قام الباحثون بإزالة بقع من الجلد من 11 عضو من أخطبوطات بايو ماك البالغة وحديثة الفقس، وتم وضعها على أطباق بتر في المعمل، واستخدمت الصمامات الثنائية الباعثة للضوء لتسليط الضوء لأطوال موجية مختلفة على العينات المحضرة، ومن المؤكد أن الخلايا الكروماتورية (الخلايا العاكسة للضوء) استجابت للضوء، وتغيرت الاستجابة اعتمادا على طول موجة الضوء، وكانت معظم الخلايا حساسة للضوء الأزرق.
ثم نظر الباحثون أعمق ما في هذه الآلية، ووجدوا أن الخلايا العصبية الحسية في جلد الأخطبوط تخلق نسخة واحدة من بروتين الأوبسين، وهو جزيء حساس للضوء موجود في العين، وإن الأخطبوط ليس هو المخلوق الوحيد القادر على الرؤية من خلال جلده، وفي الواقع، حتى البشر قد ثبت أن لديهم هذه القدرة، وإن كانت بطريقة محدودة أكثر، وقد أظهرت الأبحاث أن خلايا الجلد البشرية يمكن في الواقع رؤية الضوء فوق البنفسجي، وأن هذه هي الآلية التي تسبب الصبغة.
