تعد أسماك القرش من أقدم المخلوقات على كوكب الأرض، ويعود تاريخها إلى 300 مليون سنة قبل الديناصورات، كما أنها واحدة من أكثر الحيوانات المفترسة والمخيفة في العالم، وتختلف أساليب أسماك القرش لإيجاد وصيد فرائسها بقدر إختلاف أنواع أسماك القرش التي تعيش في محيطاتنا.
الإستشعار لدى أسماك القرش :
تقع عيون أسماك القرش وآذانها وأنفها بالقرب من الفم، ولكن أسماك القرش تكتشف أيضا فرائسها بمستقبلات حسية تعمل على جانبها، وتشكل هذه المستقبلات الخط الجانبي، وهو عضو مشابه لوظيفة الأذن يمكنه أن يشعر بنبضات أو اهتزازات في الماء، وقبل أن تصطاد أسماك القرش فرائسها، فهي تحتاج إلى تحديد موقع فريستها، وتتيح حواس أسماك القرش المتطورة للغاية إكتشاف معظم الإشارات البسيطة التي قد تكون بالقرب من الفريسة.
وشعور القرش بالرائحة حاد لدرجة أنه يستطيع إكتشاف قطرة دم واحدة في حمام سباحة أوليمبي، ويمكنها معرفة أي من فتحات الأنف تلتقط الرائحة أولا، مما يسمح لها بالتحول في اتجاه فريستها المحتملة، والخطوط الجانبية التي تسير في أسفل كل جانب من جسم أسماك القرش تسمح لها بإكتشاف الإهتزازات أو النبضات في الماء، وتتيح المسام الصغيرة في أسماك القرش والتي تسمى أمبولات لورنزيني بإكتشاف النبضات الكهربائية المنبعثة من كائنات أخرى.
مطاردة أسماك القرش فريستها :
بمجرد أن تتعقب أسماك القرش فريستها، تطاردها قبل الذهاب لقتلها، وعادة ما تكون أسماك القرش التي تسكن قاع المحيط تكون ملونة لتختلط مع قاع المحيط، ويقوم الصيادون النشطون من أسماك القرش في بعض الأحيان بالدوران على مسافة بعيدة عن فرائسها لتخمين الموقف قبل الإنتقال للقتل، وتصطاد معظم أسماك القرش في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء عندما يخترق الماء القليل من الضوء مما يسمح لها بالاندماج في الظل.
إصطياد أسماك القرش فريستها :
أسماك القرش لديها مجموعة متنوعة من طرق إصطياد الفريسة، فأسماك القرش الأبيض الكبير يشن هجوم سريع، في محاولة لإضعاف فريستها مع عضة واحدة، وقد تخترق الماء وهي تمسك فريستها، وأسماك القرش أبو مطرقة لديها أصغر فم من أي نوع من أسماك القرش الأخرى، وهذا النوع من أسماك القرش في المقام الأول تتغذى في قاع المحيط، هي تستخدم رأسها العريض لتثبيت أسماك الراي اللاسعة في قاع المحيط قبل أن تتغذى عليها، وجميع أسماك القرش لديها فكوك قابلة للإنفصال يمكن دفعها إلى الأمام للقبض على فرائسها، على الرغم من أن مقدار حركة أو تنقل الفك يختلف بين الأنواع.
أسماك القرش صائد غير تقليدي :
عادة ما تكون أسماك القرش تصطاد منفردة، ولكنها في بعض الأحيان تشكل مجموعات للصيد، وأحد الأمثلة على ذلك هو سمكة القرش ذات الخياشيم السبع، وهي تصطاد الفقمة ذات الفراء، والتي عادة ما تكون كبيرة جدا بحيث يتعذر على سمكة قرش واحدة التغلب عليها، وأسماك القرش أبو مطرقة أيضا في بعض الأحيان يصطاد في مجموعات، ورأس أسماك القرش أبو مطرقة العريض يفصل بين العينين وأعضاء الأنف، مما يمنحها مجال رؤية أوسع بكثير وتأخير وقت أكبر بين الخياشيم عند شم رائحة الفريسة المحتملة.
وتزيد هذه التعديلات من قدرة رأس أسماك القرش أبو مطرقة على استشعار موقع الفريسة، وقد تم تصوير مقاطع فيديو تستخدم أسماك القرش رأسها الضخمة مع إنحراف الذيل لصدم مدارس السردين لقتلها والتغذية عليها، وأكبر أسماك القرش في العالم هو قرش الحوت، ومع ذلك أيضا هو أكثر وداعة، ويتغذى على العوالق، وجمع المخلوقات الصغيرة عن طريق السباحة فقط مع فتح فمه.