فوائد القرنبيط أكثر بكثير من ابن عمه البروكلي، وهذا العضو من عائلة الخضروات الصليبية مليء بإمدادات غنية من المواد الغذائية ويحظى أخيرا بالإهتمام الذي يستحقه لأنه يحتوي على عناصر غذائية قوية، ويمتلك القرنبيط مذاق طازج ولذيذ قليلا، وأصبح القرنبيط واحدا من أكثر الخضروات العصرية على مدار الأعوام القليلة الماضية، حيث يشق طريقه إلى قوائم المطاعم وطاولات العشاء بعدة طرق، وخاصة الطرق القديمة.
على الرغم من أن الفواكه والخضراوات ذات الألوان الزاهية تميل إلى أن تكون أكثر الخيارات صحة، إلا أن هيذر مانجيري أخصائية التغذية المسجلة في بيتسبيرغ، والمؤلفة الصحية، والمتحدثة بإسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، تقول إن القرنبيط يعد استثناء ملحوظا، وقالت مانجيري على الرغم من لونه الأبيض، إلا أن القرنبيط عبارة عن خضروات متعددة الإستخدامات وغني بالفيتامينات، ويعتبر القرنبيط مصدر كبير لفيتامين C والفولات ومصدر جيد للألياف وفيتامين K، كما أنه غني بالمواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة، وهما مركبان طبيعيان يعتقد أنهما يلعبان دورا في الوقاية من الأمراض المزمنة.
في الواقع، يصنف القرنبيط بين أفضل 25 فاكهة وخضراوات في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية، والزهيرات البيضاء هي الجزء الرئيسي من الخضروات الصالحة للأكل، والتي توجد في رأس مكتظة بإحكام، في حين أن أوراقها وساقها الخضراء لا تؤكل عادة، ويمكن طهي القرنبيط وتناوله نيئا وإضافته إلى الحساء أو السلطة أو البطاطا المقلية.
أشارت مانجيري إلى أن القرنبيط مثله مثل العديد من الخضروات الصليبية، يمكن أن ينبعث منه رائحة قوية أثناء الطهي، ويحدث هذا بسبب المستويات العالية من المركبات المحتوية على الكبريت والتي تسمى الجلوكوزينات، ويمكن أن تقلل أوقات الطهي القصيرة من الرائحة النفاذة، وتوصي الإرشادات الغذائية الأمريكية للأميركيين بأن البالغين يستهلكون ما بين 1.5 إلى 2.5 كوب مكافئ من الخضروات الخضراء الداكنة (التي تشمل الخضروات الصليبية مثل القرنبيط) في الأسبوع.
تاريخ القرنبيط :
إسم القرنبيط يأتي من الإسم اللاتيني بمعنى زهرة الملفوف، وفقا لجامعة أريزونا، والقرنبيط عبارة عن خضروات صليبية، وهي عائلة نباتية تشمل الجرجير، وبوك تشوي، والبروكلي، وبراعم بروكسل، والكرنب، واللفت، والفجل، ويحتوي على كمية غنية من المواد الغذائية المماثلة لأقاربها ذوي اللون الأخضر في العائلة الصليبية.
نشأ القرنبيط في آسيا الصغرى (تركيا الحديثة) من الملفوف البري، وكان النبات يشبه الخضروات الخضراء أو الكرنب أكثر من الخضروات البيضاء المعروفة اليوم، وفقا لموقع الويب الخاص بمؤسسة جورج ماتيليان العالمية للصحة، وقد اكتسبت القرنبيط شعبية في فرنسا في عام 1500، وتم زراعته في وقت لاحق في شمال أوروبا وبريطانيا، واليوم، يزرع معظم القرنبيط في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والهند والصين.
عندما ينمو، يبدأ القرنبيط يشبه البروكلي، وفقا لجامعة أريزونا، ومع ذلك، على الرغم من أن البروكلي يفتح للخارج لينبت الزهيرات الخضراء، إلا أن القرنبيط يشكل رأسا مضغوطة، يتعرف بإسم الخثارة، وتتكون من براعم الزهور التي لم تتطور بالكامل، وبراعم الزهور محمية من أشعة الشمس بأوراق خضراء داكنة تحيط بالرأس، وهذا يمنع الكلوروفيل من التطور، لذلك تبقى الرأس بيضاء اللون بدلا من اللون الأخضر.
القرنبيط متعدد الألوان :
على الرغم من أن اللون الأبيض هو اللون الأكثر شيوعا للكرنبيت، إلا أن هناك العديد من أنواع القرنبيط الملون، بما في ذلك اللون البرتقالي والأرجواني والأخضر.
*القرنبيط البرتقالي: ذو مذاق مشابه للأصناف البيضاء، ويحتوي القرنبيط البرتقالي على فيتامين (أ) أكثر من القرنبيط الأبيض بمقدار 25 مرة في زهوره، وفقا لجامعة مقاطعة كولومبيا.
* القرنبيط الأرجواني: يأتي اللون الأرجواني النباتي من الأنثوسيانين، وهي أصباغ نباتية غنية بمضادات الأكسدة توجد أيضا في الملفوف الأحمر، وعندما ينضج، يتغير لون الأزهار من الأرجواني إلى الأخضر.
* القرنبيط الأخضر: هو هجين بين القرنبيط الأبيض والبروكلي وله طعم أكثر حلاوة من القرنبيط الأبيض.
فوائد القرنبيط الصحية :
القرنبيط ليس من الخضراوات التي تم دراستها بشكل خاص، وفقا لأفضل الأطعمة الصحية في العالم، ومن المرجح أن يدرس الباحثون الفوائد الصحية للوجبات الغذائية التي تحتوي على القرنبيط والخضروات الصليبية الأخرى.
القرنبيط يحتوي على مضادات الأكسدة القوية :
الفيتامينات C و K والمنجنيز من مضادات الأكسدة التي يمكنها تثبيط ذرات الأكسجين الحرة قبل أن تتسبب في تلف الخلايا السليمة والمساهمة في المرض، مثل أمراض القلب والسرطان، وقال مانجيري إن مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات K و C قد تساعد في منع حالات مثل السرطان وأمراض القلب والتهاب المفاصل، وكوب واحد من القرنبيط المطبوخ يوفر 73 إلى 77 % من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين C ، و 19 % من كمية فيتامين K اليومية و 8 % من كمية المنجنيز اليومية، وفقا لأفضل الأغذية في العالم.
القرنبيط يساعد في الوقاية من السرطان :
الخضروات الصليبية، مثل القرنبيط، غنية بالمركبات النباتية، مثل السولفورافان والإندول، والتي يعتقد العلماء أنها قد تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وأظهرت الدراسات التي أجريت على مركبات الوقاية من السرطان في الحيوانات آثارا واعدة في الوقاية من السرطان، ولكن الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الخضروات الصليبية أظهرت نتائج مختلطة لآثارها الوقائية من السرطان، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.
قالت مانجيري، تشير بعض الأبحاث إلى أن الجلوكوزينات الموجودة في الخضروات الصليبية قد تساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا، وعندما تنهار الجلوكوزينات في الخضروات الصليبية، من خلال تقطيعها أو مضغها، فإنها تنتج مركبات قد تشجع على التخلص من المواد المسرطنة من الجسم، وهناك الكثير من الدراسات توضح العلاقة بين استهلاك الخضروات الصليبية ومخاطر السرطان، حيث أن هناك علاقة عكسية بين استهلاك واحد أو أكثر من خضروات الكرنب وخطر الإصابة بالسرطان في مواقع مختلفة.
الإرتباط بين الإستهلاك العالي من الخضروات الصليبية مثل القرنبيط وتقليل خطر الإصابة بالسرطان هو الأكثر اتساقا في سرطان الرئة والمعدة والقولون والمستقيم، وفقا لمؤلفي الدراسة، ولكنهم يشيرون أيضا إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا الإرتباط يرجع إلى تناول المزيد من الخضروات الصليبية على وجه التحديد، أو تناول المزيد من الخضروات بشكل عام.
صحة القلب :
وجدت بعض الدراسات أن إستهلاك كميات أكبر من الخضروات الصليبية يرتبط بإنخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بتناول كمية أقل، ولكن النتائج كانت غير متسقة إلى حد كبير، وفقا لمعهد لينوس بولينج بجامعة ولاية أوريغون، ويرتبط السلفورافان بأوعية دموية قوية ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد وجدت مراجعة نشرت عام 2015 في الطب المؤكسد وطول العمر الخلوي أن القدرات المضادة للإلتهاب في السلفورافان قد تساعد في الحماية من إرتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية واحتشاء عضلة القلب.
صحة الجهاز الهضمي :
يحتوي القرنبيط على نسبة عالية من الألياف، ويحتوي فنجان واحد منه على حوالي 10 % من الكمية اليومية الموصى بها من الألياف، ويمكن أن تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف على منع الإمساك، وتشجيع عملية التبرز الأكثر ليونة والأكثر سهولة والتي تمر عبر الجهاز الهضمي، وهذه الآثار المفيدة لا تجعل الحياة أكثر راحة فحسب، بل تساعد أيضا في الحفاظ على صحة القولون والمستقيم.
المخاطر الصحية مع تناول القرنبيط :
المخاطر الناجمة عن تناول القرنبيط هي الحد الأدنى عموما، مثل الخضروات الصليبية الأخرى، يمكن أن يجعل القرنبيط أن يشعر بعض الناس بالغازات أو الإنتفاخ، وطبقا لمركز ويكسنار الطبي بجامعة ولاية أوهايو، يجب على الأشخاص الذين يتناولون الوارفارين، وهو دواء يمنع تجلط الدم، مراقبة تناولهم للخضروات الورقية الخضراء بما في ذلك القرنبيط، لأن محتوى فيتامين K في الخضروات قد يتعارض مع فعالية الدواء، ويوصى الخبراء بتضمين هذه الخضروات المغذية في نظامك الغذائي، لكن يجب المحافظة على تناولك للأطعمة الغنية بفيتامين K وجعلها ثابتة من أسبوع لآخر، كما يوصي الخبراء.
تمتع بالقرنبيط :
قد يكون التبخير والشوي من أكثر الطرق شيوعا لطهي القرنبيط، ولكنهما يمكنهما ترك الخضار طري، ولهذا السبب تقترح مانجيري تحميصه وتناوله نيئا للحفاظ على المزيد من النكهة، وشكل الزهور الصغيرة وطعمها المعتدل يجعلها مثالية للغطس في التوابل والصلصات، وفيما يلي اقتراحات لإدراج القرنبيط متعدد الإستخدامات في نظامك الغذائي :
* قم بتقطيعه وأكله نيئا أو مع حمص أو صلصة قليلة الدسم.
* القرنبيط المشوي مع كمية صغيرة من زيت الزيتون، أو يمكن قليه في مقلاة.
* هرس القرنبيط كبديل للبطاطا المهروسة.
* ضرب القرنبيط في الخلاط حتى يتم تشكيل قطع بحجم الأرز، والإستمتاع به بدلا من الأرز الأبيض.
* استعملي القرنبيط المخلوط بدلا من الدقيق كعنصر أساسي في قشرة البيتزا محلية الصنع.
* ضعيه مع فتات الخبز وخبزه في الفرن للحصول على طبق جانبي لذيذ وصحي.