هل يستطيع ثعبان الكوبرا يأكل من بني جنسه؟ فالثعابين في العموم مثلها مثل الشعرية الطويلة واللحوم، فيمكن للثعابين أن تندمج بشكل مريح في الأفواه والحنجرة والقنوات الهضمية لمعظم الحيوانات بسرعة كافية لإمساكها، وإذا تطور جسمك لتجاهل سمومها القوية (لم تتطور الأجسام البشرية، لا تبتلع الثعابين)، فإن تناول الثعابين يمكن أن يوفر مصدرا جيدا للطاقة منخفضة التكلفة نسبيا، والطيور تفعل ذلك، والنمس يفعل ذلك أيضا، حتى الثعابين الأخرى تفعل ذلك وهناك الكثير.
عرف براين ماريتز وهو محاضر كبير في جامعة ويسترن كيب في جنوب إفريقيا، هذا قبل أن يبدأ هو وزملاؤه في دراسة ثعبان الكوبرا في صحراء كالاهاري في إفريقيا، ولكن قد تفاجئو عندما شاهدوا ثعبان الكوبرا طويل أصفر يلتهم كوبرا أخرى من نفس النوع في الربيع الماضي.
كتب ماريتز وزملاؤه في دراسة جديدة نشرت في أكتوبر، شاهدنا ذكران اثنين من ذكور ثعبان الكوبرا وكانا في قتال طقسي كما كان متوقعا في البداية، فكان هناك كوبرا كبيرة من الذكور في عملية إبتلاع ذكر أصغر من نفس النوع، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم الطبيعية، ويبقى السؤال هل يمكن لثعبان الكوبرا يأكل من جنسه بإنتظام ؟
بالرغم من أنه قد تم تسجيل أكل لحوم نفس الجنس من ثعبان الكوبرا عدة مرات في الدراسات السابقة، كتب المؤلفون، فإنه عادة ما يتم رفضه باعتباره سلوكا شاذا بدلا من اعتباره دليلا على وجود اتجاه أوسع، ولإختبار مدى وجود مثل هذا الإتجاه من أكل لحوم نفس الجنس أو النوع من ثعبان الكوبرا، قام ماريتز وزملاؤه بتجميع تاريخ غذائي شامل لستة أنواع مختلفة من ثعبان الكوبرا الأفريقية، وبالإضافة إلى مراقبة الثعابين البرية مثل ثعبان هانيبال الموجود في الدراسة، وقد بحث الفريق في الأدبيات العلمية، والنشرات الإخبارية حول علم الأعشاب، ونشرات المتاحف، ووسائط التواصل الإجتماعي، بحثا عن ما يتناوله الثعابين.
قد إتضح أن تناول لحوم نفس الجنس أو النوع شائع لدى ثعابين الكوبرا، وتم تسمية ثعبان الكوبرا الملك حرفيا لهذا السلوك، وكتب الباحثون في الدراسة وجدنا أن الثعابين تمثل 13 إلى 43 % من جميع أنواع الفرائس المكتشفة في وجبات ثعبان الكوبرا البري.
ما هو أكثر من ذلك، كان هناك قدر كبير من أكل لحوم نفس الجنس لدى ثعبان الكوبرا، ومن خلال دراسة ستة من ثعبان الكوبرا، تم ملاحظة خمسة من ثعبان الكوبرا يتناولون لحوم نفس النوع الخاص به، وأثبت ثعبان الكوبرا كابي الرأس (الكوبرا ذات اللون الأصفر الموجودة في جنوب إفريقيا فقط) أنها أكلة لحوم نفس الجنس الخاص به، وفي حوالي 148 عينة من ثعبان الكوبرا كابي الرأس، اختارت الثعابين تناول ما يقارب من 4 % من وجباتها مفضلين تناول أنواع الكوبرا الأخرى كابية الرأس على جميع أنواع الثعابين الأخرى بإستثناء نوع واحد، وقد إستنتج الباحثون إلى أنه على عكس وجهات النظر الواسعة، يبدو أن الثعابين تقدم مجموعة لا تحظى بالتقدير من سيناريوهات أكل لحوم جنسها.
لماذا قد يكون هذا ؟ يمكن للباحثين التخمين في الوقت الحالي، ولكن ماريتز وزملاؤه يشكون في أنه قد يكون له علاقة بالمنافسة الجنسية، وذلك لأنه قد لاحظوا في كل حدث من أكل ثعبان الكوبرا لحوم نفس الجنس أن كل من متناول العشاء وخاسر العشاء كانا من الذكور، وربما كانت هذه الذكور السامة (في الواقع) ناتجة عن قتال ذهب بعيدا، أو ربما كانت محاولة متعمدة للتخلص من الخصوم عند التزاوج، لذلك ستكون هناك الكثير من الفرص لإكتشاف ذلك.
