طائر الدودو من الطيور التي لا تطير التي انقرضت بالفعل للأسف، وكان يعيش طائر الدودو على جزيرة موريشيوس، وبالرغم من أنه لا يطير إلا أن لديه أجنحة قصيرة تساعده على التوازن أثناء الركض، ومن الغريب أن طائر الدودو كان يضع بيضة واحدة فقط وذلك بسبب عدم وجود أي حيوانات مفترسة تواجهه على الجزيرة، وهناك أسرار غير كثيرة عن هذا الطائر الغامض، فهل طائر الدودو من الطيور المهاجرة؟ هل هو من الحيوانات آكلة اللحوم أم النباتات؟ وما هي أهم التهديدات التي واجهت طائر الدودو على الجزيرة؟ ابقى معنا حتى يمكنك جمع المعلومات والحقائق المثيرة عن هذا الطائر الغامض.
تم اكتشاف طائر الدودو الكبير الذي لا يطير لأول مرة في عام 1598 من قبل البحارة الأوروبيين، ولكن على الرغم من سمعته أنه طائر أحمق، فقد تكيف طائر الدودو على مدى ملايين السنين من التطور في البيئة القاسية لجزيرة موريشيوس، وإذا كان أي شيء قد قضى على طائر الدودو فقد كان ضحية مؤسفة للظروف، وبعد سنوات من الصيد بلا رحمة من البشر والأنواع التي تم إدخالها، انقرض طائر الدودو حوالي عام 1688، ويأتي معظم ما نعرفه عن طائر الدودو من الحسابات والدراسات الحديثة لتشريحه، وأعيد عدد قليل من العينات إلى أوروبا، مما ساعد عن غير قصد في الحفاظ على العظام والأنسجة الرخوة من أجل الدراسة.
موطن و موئل طائر الدودو:
عندما كان طائر الدودو لا يزال على قيد الحياة، كان يعيش حياة انفرادية في موطن جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي على بعد حوالي 500 ميل شرق مدغشقر مباشرة، وفي ذلك الوقت، كانت موريشيوس مغطاة بكثافة بالغابات، لذا فمن المحتمل جدا أن طائر الدودو قد تكيف مع الحياة حول أوراق الشجر الكثيفة، وكانت الجزيرة غير مأهولة بالسكان تماما بحلول الوقت الذي وصل فيه البحارة الأوروبيون، لذلك من المحتمل أنهم كانوا أول من شاهدوا طائر الدودو على الإطلاق، وبناء على الروايات المعاصرة، بنى طائر الدودو عشه على الأرض وأحاطه بالعشب، وهذا جعله أيضا عرضة للثدييات الوحشية التي تم إدخالها إلى الجزيرة.
وصف طائر الدودو:
طائر الدودو له جسم ممتلئ وكبير مثل الديك الرومي أو الدجاج، كما أن له أرجل طويلة وذيل مجعد أيضا، وأقدام صفراء عارية من الريش، ومخالب قوية، ورأس بلا ريش، ومن الواضح أن الأجنحة القصيرة غير المطورة كانت صغيرة جدا لدعم الجسم أثناء الطيران، ولكن ربما تم استخدامها للحفاظ على التوازن عند السرعات القصوى أثناء الركض، وقد يكون المنقار الخطافي الكبير الذي كان رماديا بالقرب من الوجه وأصفر أو أخضر باتجاه الطرف المستدير قد لعب دورا مهما في صيد الفريسة أو حل النزاعات مع طيور الدودو الأخرى.
قدم البحارة حقائق متضاربة حول لون طائر الدودو، وفي أوقات مختلفة، ذكروا أنه كان أسود أو رمادي اللون، ولكن ربما لم يكن هذا تناقضا على الإطلاق، حيث كشفت دراسة حديثة أن طائر الدودو على الأرجح كان لديه ريش بني مائل إلى الرمادي، والذي يصبح أسود أثناء سقوط الريش وتغييره، وربما كان هذا الطائر يبلغ ارتفاع حوالي 3 أقدام ووزنه حتى 50 رطلا، وكان المنقار وحده يبلغ طوله 9 بوصات.
سلوك طائر الدودو:
يمكن أن توضح معظم الخصائص غير العادية لطائر الدودو إلى عزلته، ومع عدم وجود حيوانات مفترسة معروفة، أصبح طائر الدودو أكبر حجما تدريجيا وفقد قدرته على الطيران، ثم تكيف باقي الجسم للتعويض عن انعدام القدرة على الطيران، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يركض بسرعة إلى حد ما، إلا أن هذه الأنواع لديها عدد قليل من التكيفات الدفاعية الخاصة، سواء كانت جسدية أو سلوكية، وهذا جعل طائر الدودو مكشوفا ومعرضا للخطر عند وصول المستوطنين.
غذاء طائر الدودو:
لم يتم تسجيل الكثير من المعلومات حول النظام الغذائي لهذا الطائر، ويعتمد معظم ما نعرفه على النتائج الحديثة من تشريحه، وعلى الأرجح أكل طائر الدودو الفواكه والمكسرات والبذور والجذور، كما تم اقتراح أنه ربما أكل سرطان البحر وأنواع أخرى من المحار، ولكن لم يتم إثبات أي شيء في هذا الشأن بالتأكيد، وتشير التقارير إلى أن طائر الدودو ربما يكون قد تناول الأحجار والحديد لتسهيل عملية الهضم وطحن الطعام، وهذا السلوك غير العادي شائع في الواقع بين العديد من الحيوانات.
أقرأ أيضا - أشهر طيور لا تطير، معلومات شيقة بالصور والفيديو
مفترسات وتهديدات طائر الدودو:
حتى وصول الناس، كان طائر الدودو بعيدا تماما تقريبا عن ضغوط الإفتراس من أي نوع، وموطنه المعزول في الجزيرة والذي كان بعيدا جدا في البحر كان العامل الرئيسي والحماية من الحيوانات المفترسة، وكان طائر الدودو معروفا أيضا أنه يقدم لدغة مخيفة إلى حد ما لأي شخص يتجول قريبا جدا منه، وهذا لا يعني أنه يجب عليك التقليل من قوة طائر الدودو، وكانت جزيرة موريشيوس حسب معظم الروايات مكانا صعبا للعيش فيه بفضل النشاط البركاني والأعاصير المتكررة.
ما الحيوانات المفترسة التي تواجه طائر الدودو؟
كامن هذه الطيور هدفا سهلا للغاية للمستوطنين، مما أدى إلى قتلها بأعداد كبيرة وحفظ ما لم يأكل على الفور في وقت لاحق، وتشير التقارير إلى أن البحارة كانوا يتجولون للبحث عن الطيور ويضربونها حتى الموت، ولكن ما حسم مصير طائر الدودو على الأرجح هو إدخال الغزلان والخنازير والجرذان والقطط والقرود الذين كانوا يفترسون بلا رحمة البيض المكشوف أو يدوسون الأعشاش.
تكاثر طائر الدودو:
منذ أن انقرض هذا الطائر قبل ظهور الأساليب العلمية الحديثة، لا يعرف سوى القليل جدا عن عادات التكاثر لطائر الدودو، وكتب المراقبون المعاصرون أنه يضع بيضة واحدة فقط في كل مرة، ربما لأنه لم يكن تحت ضغط مفترس معين لإنتاج المزيد من البيض، وتشير إحدى الدراسات العلمية إلى أن الكتاكيت تفقس على الأرجح في أغسطس ثم تنمو بسرعة كبيرة، وربما كان هذا بسبب حاجة الكتاكيت إلى التطور إلى مرحلة البلوغ قبل وصول الأعاصير بين نوفمبر ومارس وضرب الجزيرة، ومن المرجح أن الأعاصير قللت من توافر الفاكهة والنباتات الأخرى، وبناء على تقديرات تقريبية للغاية ربما عاش طائر الدودو لأكثر من 20 عاما في البرية.
انقراض طائر الدودو:
ربما انقرض طائر الدودو بعد فترة وجيزة من آخر ظهور له في عام 1688، أي بعد حوالي 90 عاما من اكتشافه لأول مرة، ومن المحتمل أن عدد السكان لم يكن مرتفعا في البداية، لكن هجمة التهديدات الجديدة أدت في النهاية إلى انقراضه، واقترح بعض العلماء إمكانية إحياء طائر الدودو مع أجزاء قليلة من الحمض النووي التي لا تزال متبقية من الأنسجة الرخوة، وتتطلب هذه الخطة استخدام حمامة كأم بديلة، ولكن بعض العلماء يعتبرون هذا غير عملي ومن غير المرجح أن ينجح.
حقائق مثيرة عن طائر الدودو:
1- طائر الدودو عاش في جزيرة موريشيوس:
في وقت ما خلال فترة العصر البليستوسيني هبط قطيع الحمام المفقود بشدة على جزيرة موريشيوس المطلة على المحيط الهندي، وتقع على بعد حوالي 700 ميل شرق مدغشقر، وقد ازدهر الحمام في هذه البيئة الجديدة، وتطور على مدى مئات الآلاف من السنين ليصبح طائر الدودو الذي لا يطير، ويبلغ طوله 3 أقدام (0.9 م) طائر الدودو يبلغ وزنه حوالي 50 رطلا (23 كيلوغرام)، والذي كان من المحتمل أن تم لمحه من قبل البشر لأول مرة عندما هبط الهولنديون المستوطنون في موريشيوس في عام 1598، وبعد أقل من 65 عاما، انقرض طائر الدودو تماما، وآخر رؤية مؤكدة لهذا الطائر التعيس كانت في عام 1662.
2- طائر الدودو ليس لديه حيوانات مفترسة:
حتى العصر الحديث كان طائر الدودو يعيش حياة ساحرة، ولم تكن هناك ثدييات مفترسة، أو زواحف، أو حتى حشرات كبيرة على موطنه في الجزيرة، وبالتالي لا داعي لتطوير أي دفاعات طبيعية، وفي الواقع، كان طائر الدودو على ثقة تامة حتى أنه كان في الواقع يتجول مع المستوطنين الهولنديين المسلحين غير مدرك أن هذه المخلوقات البشرية تهدف إلى قتله وأكله.
3- طائر الدودو طائر لا يطير:
يستهلك الطيران طاقة كبيرة، وهذا هو السبب في أن طائر الدودو فضل هذا التكيف، وكان لا يطير إلا عندما يكون ذلك ضروريا للغاية، فبعد هبوط أسلاف حمام طائر الدودو على أرض الجزيرة، فقدوا تدريجيا قدرتهم على الطيران وفي نفس الوقت تطوروا إلى أحجام تشبه الديك الرومي، ويعد عدم الطيران الثانوي موضوعا مكررا في تطور الطيور وقد لوحظ في طيور البطريق والنعام والدجاج، ناهيك عن الطيور المرعبة التي كانت تتغذى على الثدييات في أمريكا الجنوبية بعد بضعة ملايين من السنين فقط من إنقراض الديناصورات.
4- طائر الدودو يضع بيضة واحدة فقط في كل مرة:
التطور هو عملية متحفظة، ولن ينتج حيوان معين إلا عددا صغيرا من الصغار الضروري جدا لنشر هذا النوع، ولأن طائر الدودو ليس له أعداء طبيعيون فقد تمتعت الإناث برفاهية وضع بيضة واحدة فقط في كل مرة، ومعظم الطيور الأخرى تضع بيضا متعددا من أجل زيادة إحتمالات تفقيس بيضة واحدة على الأقل، والهرب من الحيوانات المفترسة أو الكوارث الطبيعية، والبقاء بالفعل، وكان لسياسة وضع بيضة واحدة لطائر الدودو هذه عواقب وخيمة عندما علمت قرود المكاك التي يمتلكها المستوطنون الهولنديون كيف تداهم أعشاش طائر الدودو، وكانت القطط والجرذان والخنازير التي تفر دائما من السفن تتوحش وتتغذى على الكتاكيت.
5- طائر الدودو ليس لذيذ مثل الدجاج:
بالنظر إلى الطريقة العشوائية التي ضرب بها من قبل المستوطنين الهولنديين، لم يكن طائر الدودو لذيذ، وكان خيارات تناول الطعام محدودة إلى حد ما في القرن السابع عشر، إلا أن البحارة الذين هبطوا في موريشيوس حققوا أفضل ما لديهم، حيث تناولوا أكبر قدر ممكن من جثث طائر الدودو قدر استطاعتهم ثم الحفاظ على بقايا الطعام مع الملح، وليس هناك سبب محدد أن لحم الدودو غير مكروه للبشر، وبعد كل هذا، فقد عاش هذا الطائر على الفواكه اللذيذة والمكسرات والجذور الأصلية لموريشيوس وربما المحار.
6- حمام نيكوبار أقرب أقرباء طائر الدودو:
أكد التحليل الوراثي للعينات المحفوظة أن أقرب قريب حي لطائر الدودو هو حمام نيكوبار، وهي طيور أصغر حجما ينتشر مداها عبر جنوب المحيط الهادئ، وهناك قريب آخر انقرض الآن كان سوليتير رودريغيز، الذي احتل محيط جزيرة رودريغز الهندية وعانى نفس مصير ابن عمه الأكثر شهرة، مثل طائر الدودو كان يضع سوليتير رودريغز بيضة واحدة فقط في كل مرة، ولم يكن مستعدا تماما للمستوطنين الذين سقطوا على جزيرته في القرن السابع عشر.
7- كان يطلق على طائر الدودو اسم الطائر الجائر:
لم يكن هناك سوى فاصل زمني قصير بين التسمية الرسمية لطائر الدودو واختفائه ولكن نشأ الكثير من الإلتباس خلال تلك السنوات الـ 64، وبعد اكتشافه بفترة قصيرة، أطلق قبطان هولندي اسم الدودو على الطائر الذي كان يسمى الطائر الجائر، وقد أشار إليه بعض البحارة البرتغاليين باسم البطريق (الذي ربما كان لديه أجنحة صغيرة)، وليس علماء الفلك الحديثون على يقين من اشتقاق أسماء لطائر الدودو، فمن المحتمل أن يشمل المرشحون الكلمة الهولندية دودو والتي تعني الكسلان، أو الكلمة البرتغالية دودو والتي تعني مجنون.
8- هناك عدد قليل من عينات طائر الدودو:
عندما لم يكونوا منشغلين بصيد طائر الدودو وشويه، تمكن المستوطنون الهولنديون والبرتغاليون في موريشيوس من شحن بعض العينات الحية إلى أوروبا، ومع ذلك، فإن معظم طيور الدودو المؤسفة لم تنجو من الرحلة التي استمرت عدة أشهر، واليوم لا يتم تمثيل هذه الطيور ذات الكثافة السكانية سوى حفنة من البقايا، من رأس جافة وقدم واحدة في متحف أكسفورد للتاريخ الطبيعي وشظايا من عظام الجمجمة والساق في متحف علم الحيوان بجامعة كوبنهاجن والمتحف الوطني في براغ.
9- قد يكون من الممكن عودة طائر الدودو مرة أخرى:
التخلص من الإنقراض هو برنامج علمي يمكننا بواسطته إعادة إدخال الأنواع المنقرضة في الحياة البرية، وهناك (بالكاد) بقايا من طائر الدودو المحفوظة كافية لاستعادة بعض أنسجته الرخوة وبالتالي بقايا من طائر الدودو تتقاسم ما يكفي من الجينوم مع أقرباء حديثين مثل حمام نيكوبار لجعل الأبوة بديلة، حتى مع ذلك، فإن طائر الدودو هو قصة طويلة لانقراض ناجح مثل الماموث الصوفي.