يزن قلب الإنسان البالغ حوالي 300 جرام، وهو مسؤول عن تزويد أنسجة وأعضاء الجسم بالأكسجين والمواد المغذية وكذلك إزالة ثاني أكسيد الكربون وغيرها من النفايات، وللقيام بذلك بكفاءة، يوجد في قلبك أربع غرف ستتعجب وكأنها هندسة تطورية، وتتعامل الغرفتين الموجودتان على الجانب الأيمن من القلب مع الدم غير المؤكسد، وتستقبل الغرفة العلوية (الأذين الأيمن)، بينما تضخها الغرفة السفلية (البطين الأيمن) إلى الرئتين للحصول على مزيد من الأكسجين، ويتلقى الجانب الأيسر من القلب الدم المؤكسد من الرئتين (في الأذين الأيسر) ثم يضخه (عبر البطين الأيسر) إلى الجسم.
ودم الإنسان أحمر بسبب وجود هيموغلوبين البروتين، ويحتوي الهيموغلوبين على الحديد الذي يجذب جزيئات الأكسجين، والروابط بين الحديد والأكسجين تعكس الضوء الأحمر، وعلى الرغم من أن الأوردة تحت جلدك تبدو زرقاء، إلا أن الدم بداخلها أحمر، وأثناء الراحة، يدق قلب الإنسان من 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، والرياضيين النخبة عمومًا لديهم معدل ضربات قلب أقل راحة من البشر الآخرين، والحد الأقصى لمعدل ضربات القلب حوالي 220، ولكن ليس كل القلوب مثل قلوب البشر، فهناك بعض أعضاء مملكة الحيوان الذين يتداولون بطرق منحنية للعقل، وهو ما سنتعرف عليه خلال السطور التالية.
10- الأخطبوط :
الأخطبوط، مثله مثل رفاقه الآخرين في عالم رأسيات الأرجل، لديه ثلاثة قلوب، ويتم تخصيص قلبين لضخ الدم إلى الخياشيم، بينما يعتني الآخر ببقية الجسم، وعلى عكس البشر، الأخطبوطات لها دم أزرق وتفتقر دمائهم إلى الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يعطي دم الإنسان لونه الأحمر، وبدلاً من ذلك، يعتمدون على هيموسيانين البروتين الغني بالنحاس لأداء مهام نقل الأكسجين، حيث إنه أكثر كفاءة في البيئات منخفضة الحرارة ومنخفضة الأكسجين، وربما تساءلت يوما لماذا الأخطبوطات يقومون بقضاء المزيد من الوقت في الزحف أكثر من السباحة، والجواب هو التعب لأن القلب الذي يغذي الجسم يتوقف عن الخفقان عندما يسبح الأخطبوط، فإنه يتعب بسرعة أكبر.
9- الضفادع :
الضفادع لديها قلب مكون من ثلاث غرف ومثلها مثل البشر، تمتلك الضفادع الأذينتين، لكن لديهم واحد فقط من البطينين، ويعني النظام البشري المكون من أربع غرف أن الدم المؤكسج والمزيل للأكسجين يبقى منفصلاً، لكن في الضفادع، يختلط الدم عندما تكون الأذينان اليمنى واليسرى فارغة في البطين المفرد، ولا تحتاج الضفادع إلى أن تكون فعالة مثل الحيوانات الكبيرة، ولكنها ستتعرض الى مشكلة ما لم يحتفظ بالقدرة على التنفس من خلال جلدها، وتمتص الضفادع الأكسجين في دمائها عبر جلدها وكذلك من رئتيها، ومكمل إمدادات الأوكسجين الخاصة بهم بهذه الطريقة يتيح لهم التغلب على عدم كفاءة نظام البطين الواحد.
8- ضفدع الخشب :
عندما نفكر في مخلوقات القطب الشمالي، لا نفكر بشكل عام في الضفادع، وذلك لأن القطب الشمالي بارد حقًا، فقد تظن أنهم تجمدوا، ولكن الجواب على هذا السؤال هو نعم ماعدا نوع واحد من الضفادع وهو ضفدع الخشب، رنا سيلفاتيكا، ففي فصل الشتاء، عندما تنخفض درجات الحرارة، يتجمد الضفدع الخشبي ويتوقف قلبه عن النبض أحيانًا لعدة أيام أو حتى أسابيع، في وقت واحد وبمجرد أن ترتفع درجة الحرارة، تستيقظ الضفادع وتعيد قلوبهم، وهذا ليس مذهلاً فحسب، بل قد يكون مفيدًا أيضًا للبشر.
ويحرص العلماء العاملون في مجال زراعة الأعضاء على فتح سر حماية البرودة في الضفدع الخشبي (العمليات التي تساعدهم على البقاء على قيد الحياة عند التجمد) وإن القدرة على تجميد ذوبان القلوب البشرية ومن ثم ذوبان الجليد من شأنها أن تحدث ثورة في عملية الزرع، وبالنسبة لأولئك الذين ينتظرون القلب لم يعد عليهم أن يكونوا في المكان المناسب في الوقت المناسب فيمكن تجميد قلوب الجهات المانحة ونقلها إلى المستلمين، أينما كانوا، مما قد ينقذ أرواحًا أخرى كثيرة.
7- الزرافة :
إن ضخ الدم إلى دماغ الزرافة يتطلب الكثير من القوة، ولن يكون القلب البشري على عاتقه لحسن الحظ، والزرافة لديها الأجهزة لدفع الدم طوال الطريق حول جسمها المفرط، ويبلغ طول قلب الزرافة 60 سم (24 بوصة) ويبلغ وزنه 11 كيلوجراماً، ولا يحتاج الدم فقط إلى تحدي الجاذبية لمسافة 1.8 متر (6 أقدام) للوصول إلى رأس المخلوق، ولكنه يسافر أيضًا بنفس المسافة للوصول إلى أقدام الزرافة، والجاذبية تساعدها على الهبوط، صحيح، ولكن بمجرد وصول الدم إلى القاع، يجب أن يكون هناك ضغط كافٍ خلفه للرجوع مرة أخرى، لذلك نجد أن الزرافات لديها كاحلين سمينات حقًا، والزرافات لديها الوريد الوداجي الغير عادي وهذا هو الوريد الذي يحمل الدم إلى القلب من الرأس، وفي معظم الحيوانات، لا يحتوي على عضلات، وهذا الوريد العضلي القوي، إلى جانب جلده السميك ومؤشره القوى، يزيد من ضغط دم الحيوان إلى حوالي ضعف ضغط الإنسان.
6- الحوت الأزرق :
ليس من المستغرب أن أكبر حيوان على وجه الأرض لديه أكبر قلب، ولكن هل قلب الحوت الأزرق حقا بحجم سيارة صغيرة، في الواقع في ظل عدم وجود عينات حقيقية من الحيتان الزرقاء، لا يمكن للعلماء أن يعرفوا إلا حجم قلب الثدييات العملاقة، وفي عام 2014، شرع علماء من متحف أونتاريو الملكي في مهمة جريئة وهي الحفاظ على بقايا حوت أزرق مات في الجليد قبالة نيوفاوندلاند، فكما هو متعارف عليه أنه تغرق معظم جثث الحوت الأزرق في قاع المحيط.
لذلك وفر هذا الحدث فرصة فريدة من نوعها وفتح العلماء تجويف الصدر قبل المغامرة داخل الذبيحة لإسترداد القلب ووجدوا خصر عميق في الدم والرئتين، وحرر العلماء القلب من الأنسجة المحيطة واستغرق الأمر أربعة منهم لإخراجه خلال الفتحة التي قاموا بها، فيزن القلب 180 كيلوجرام، وكان قادرًا على ضخ 150 لترًا (40 جالون) من الدم لكل نبضة، ويبلغ قطره 1.2 متر (4 أقدام).
5- الصراصير :
تحتوي قلوب هذه الحشرات على 12 أو 13 غرفة، ولكن بدلاً من الدم، يحرك قلب الصرصور مادة بيضاء / صفراء تسمى الدم لمف عبر أجسامهم، ويغذي الدم لمف الغني بالعناصر المغذية الأعضاء، ولكنه لا يحمل الأكسجين، حيث أن الأكسجين يتأكسد من خلال فتحات في سطح الجسم حتى مع أقوى سماعة طبيب لن تكتشف دقات قلب صرصور، فقلوبهم لا تدق، وتنقبض العضلات في تجويف الجسم وتسترخي لتحريك الدموي الدماغي عبر القلب.
4- ديدان الأرض :
هل ديدان الأرض لها قلوب حقا، في الواقع أنه لديها نوعا ما، فتحتوي ديدان الأرض على خمسة قلوب مزيفة حول المريء، وتضغط هذه القلوب الكاذبة الأوعية الدموية، بدلاً من ضخها، على الدورة الدموية لذا، مثل الصراصير، لا تعاني ديدان الأرض من دقات القلب، وعلى عكس الصراصير، فإن دم دودة الأرض أحمر لأنه يحتوي على الهيموغلوبين، والغريب أنهم لا يحتاجون في الواقع إلى الهيموغلوبين لتزويد أجسامهم بالأكسجين، فيتم تزويد ديدان الأرض بالأكسجين عن طريق التنفس من خلال بشرتها.
3- الزرد :
تحتوي معظم قلوب الأسماك على غرفتين فقط، والزرد الأصلي لجنوب شرق آسيا ليس استثناءً، فبصرف النظر عن وجود نصف عدد غرف القلب البشري، يقوم قلب الزرد بعمل مماثل ويسلم الدم المؤكسد إلى أعضاء الجسم المختلفة ويتم الحصول على الأكسجين من الخياشيم بدلاً من الرئتين، والتي تعمل بشكل جيد للخلائق المائية، وما يجعل هذه الأسماك الإستوائية شريطية غامضة للغاية هو قدرتها الفريدة على تجديد أنسجة القلب، فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2002 أن الزرد يمكنه تجديد أنسجة القلب خلال شهرين من تعرضه لأضرار لحوالي 20٪ من عضلة القلب، وتزداد شعبية الزرد في مختبرات البحوث الطبية في جميع أنحاء العالم بسبب تشابهها الفسيولوجي مع البشر، فهم من الفقاريات الذين يأتون مع العمود الفقري والدماغ والحبل الشوكي ولديهم أيضا القلب والكبد والبنكرياس والكلى والعظام والغضاريف.
2- الأسماك الثلجية :
لا يزال السمك الجليدي المائي يتحدى التفسير العلمي، وهذه هي الفقاريات الوحيدة التي لا تحتوي على الهيموغلوبين في دمه مما يجعل من الواضح أنه ليس أحمر، وقلب السمكة الجليدية أكبر وأقوى من قلب سمكة متوسطة حوالي خمس مرات، ويعتقد العلماء أن الأمر يتعلق ببيئتهم الجليدية، وتشتهر مياه القطب الجنوبي بأنها غير مضياف ولكنها أكثر ثراءً في الأكسجين من المياه الدافئة ومن الممكن أن تمتص هذه الأسماك غير القابلة للأكسجين الأكسجين من الماء عبر الجلد، وبدلاً من التعلق بالهيموغلوبين، في درجات الحرارة المنخفضة هذه، يمكنها إذابة الأكسجين مباشرة في بلازما الدم.
1- الأقزام شرو :
إذا تحدثنا عن الثدييات ذات معدل ضربات قلب أسرع، فأننا سنتحدث عن الأقزام شرو، وبشكل عام، كلما كان حجم الحيوان أصغر، كان معدل ضربات القلب أسرع، ويزيد معدل ضربات قلب الأقزام عن 1000 نبضة في الدقيقة - أو 16 نبضة في الثانية، ويبلغ طول جسم حيوانات الأقزام شرو حوالي 4 سنتيمترات (1.6 بوصة) باستثناء الذيل، ويتميز بحركات سريعة للغاية وأيض سريع، حيث يأكل حوالي 1.5 إلى 2 أضعاف وزن الجسم الخاص به يوميًا ويتغذى على الفقاريات واللافقاريات الصغيرة المختلفة، معظمها الحشرات، ويمكن أن تصطاد الأفراد من نفس الحجم ويفضل المناخات الدافئة والرطبة.