قد لا يكون الأشخاص المصابون بعدوى كوفيد 19 الخفيفة معديين إلا بعد حوالي 10 أيام من الأعراض، وأظهرت دراسة صغيرة أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد ينقلون كميات كبيرة من الفيروس في وقت مبكر من مرضهم ومن المحتمل أن يصبحوا أقل عدوى مع استمرار المرض.
ولا تزال الأبحاث أولية، لأنها لم تخضع للمراجعة، ولكنها تشير أنه قد يكون العديد من الأشخاص في أشد حالات العدوى عند ظهور أعراض خفيفة تشبه البرد فقط، واشار الباحثون الى ان هذا يتناقض بشكل صارخ مع السارس وهو مرض مرتبط بفيروس كورونا ولكنه مختلف، ففي مرض السارس، بلغ الذرف الفيروسي ذروته حوالي سبعة إلى 10 أيام في المرض، حيث انتشرت العدوى من الجهاز التنفسي العلوي إلى أنسجة الرئة العميقة، أما في فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) تم الوصول إلى ذروة التركيزات قبل اليوم الخامس وكانت أعلى بأكثر من 1000 مرة عن تلك التي شوهدت في مرض السارس.
ظهرت هذه الذروة لاحقًا في مريضين اللذين تقدمت إصاباتهم إلى رئتيهم، مما أثار العلامات الأولى للإلتهاب الرئوي وأشار الباحثون إلى أنه في هذه الحالات الشديدة وصل الذرف الفيروسي إلى أقصى مستوياته حول اليوم العاشر أو الحادي عشر وفي الحالات المعتدلة انخفض سفك الفيروس بشكل مطرد بعد اليوم الخامس، وبحلول اليوم العاشر، لم يعد المرضى معديين.
وبناءًا على النتائج الحالية، يمكن اختيار التفريغ المبكر مع العزلة المنزلية التي تلت ذلك للمرضى الذين تجاوزوا اليوم العاشر من الأعراض، شريطة أن تحتوي عينات المسحة من حلقهم على أقل من 100000 نسخة من المواد الوراثية الفيروسية لكل مليلتر، وهذه الدراسات تعتبر مساهمة مهمة جدًا في فهم التاريخ الطبيعي لمرض كوفيد 19 السريري بالإضافة إلى الآثار الصحية العامة للذرف الفيروسي.
وأجرى الباحثون تحليلا بأخذ مسحات من أنوف المرضى و حناجرهم، وكذلك فحص دمهم وبولهم وبرازهم وبلغمهم وهو مزيج من اللعاب والمخاط الذي يتراكم في الجهاز التنفسي أثناء الإصابة حيث قام الفريق بفحص كل عينة بحثًا عن قطع من المواد الوراثية الفيروسية لتحديد مقدار الفيروس الموجود في مراحل مختلفة من المرض.
وتتبع الباحثون صعود وسقوط الفيروس بمرور الوقت ومع ذلك لا يمكن للحمل الفيروسي الكشف عما إذا كان المرضى مازالوا معديين، لأن الحمض النووي من الفيروس قد يكون موجودًا في الأنسجة البشرية ولكن لا يعمل قام الباحثون بعزل عينات من الفيروس طوال فترة الدراسة وحاولوا زراعتها في المختبر.
ووجد الباحثون أنه يمكن أن ينمو الفيروس من عينات الحلق والأنف والبلغم التي تم جمعها في وقت مبكر من مسار المرض، ولكن بعد اليوم الثامن، لم تسفر العينات المأخوذة من مرضى الحالات الخفيفة عن أي نمو فيروسي فيشير هذا التغيير إلى أن هؤلاء المرضى أصبحوا أقل عدوى، وعلى الرغم من تحسنهم، إلا أنهم اختبروا "إيجابيًا" للفيروس وقد يساعد هذا الإكتشاف في تفسير التقارير الواردة من الصين التي تشير إلى أن الفيروس يمكن أن يستمر في الجسم لمدة أسبوعين على الأقل بعد أن تتضح أعراض فيروس كوفيد 19.
ولم يتمكن الفريق في الدراسة الجديدة من إنتاج فيروس من أي عينات دم أو بول تم جمعها أثناء الدراسة، ولا يمكن أن ينمو فيروسًا من البراز واستند تحليل البراز على 13 عينة تم جمعها بين اليوم 6 واليوم 12 من أربعة مرضى، حيث احتوت هذه على أكبر كميات من الحمض النووي الفيروسي ومكنت الباحثين من عزل العينات وأشار تقرير سابق صادر عن الصين ومنظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن استعادة "فيروس قابل للحياة" من براز الأشخاص المصابين، ولكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الشظايا ساهمت في انتقال المرض.
ولاحظ الباحثون أنه نظرًا لأن الدراسة الجديدة تستند إلى عدد محدد من الحالات الخفيفة نسبيًا، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية مساهمة البراز في انتقال فيروس كوفيد 19، وعلى وجه الخصوص اكتشف الفريق الأجسام المضادة في كل من المرضى بين اليوم 6 واليوم 12، مما يشير إلى أن الجهاز المناعي يبدأ في بناء دفاع ضد العامل الممرض بعد التعرض مباشرة ولا يعرف العلماء بعد ما إذا كانت هذه الإستجابة المناعية السريعة تظهر في معظم المرضى، لاسيما أولئك الذين يعانون من عدوى أكثر حدة.