إذا كنت قد تعثرت على أحد القطط في الليل وقلت لماذا لم تراني؟ فكما تعلم تستطيع القطط أن ترى في الظلام أفضل بكثير مما يراه الناس، وفي الواقع، الحد الأدنى للكشف عن الضوء لدى القطط هو أقل بسبع مرات تقريبا من الحد الأدنى لدى البشر، ومع ذلك، تتطلب كل من عيون القطط والإنسان الضوء لتكوين الصور، ولا تستطيع القطط الرؤية في الظلام على الأقل ليس بعيونها، ولكن أيضا، هناك جانب سلبي لرؤية أفضل في الليل.
كيف ترى القطط في الضوء الخافت ؟
بنيت عين القط لجمع الضوء، ويساعد الشكل المستدير للقرنية في التقاط الضوء والتركيز عليه، ويسمح وضع العين على الوجه بمجال رؤية يبلغ 200 درجة، ولا يتعين على القطط أن تطرف لتليين أعينها، ومع ذلك، فإن العاملان اللذان يمنحان القطط ميزة في الليل هما البساط الشفاف، وتكوين مستقبلات الضوء على الشبكية.
تأتي مستقبلات الشبكية في نوعين، قضيبية ومخروطية، وتستجيب الستقبلا القضيبية للتغيرات في مستويات الضوء (الأبيض والأسود)، بينما تتفاعل المخاريط مع اللون، وحوالي 80 % من خلايا مستقبلات الضوء على الشبكية البشرية هي قضيبية، وفي المقابل، حوالي 96 % من مستقبلات الضوء في عيون القطط هي قضيبية، وتسترخي القضبان بسرعة أكبر من المخاريط أيضا، مما يمنح القطط رؤية أسرع.
البساط الشفاف هو طبقة عاكسة تقع خلف شبكية القطط والكلاب ومعظم الثدييات الأخرى، والضوء الذي يمر عبر الشبكية يرتد من الشريط الخلفي مرة أخرى نحو المستقبلات مما يعطي عيون الحيوانات انعكاسا أخضرا أو ذهبيا في الضوء الساطع مقارنة بتأثير العين الحمراء لدى البشر.
تحتوي القطط السيامي وبعض القطط الأخرى ذات العيون الزرقاء على البساط الشفاف، ولكن خلاياه غير طبيعية، حيث تلمع عيون هذه القطط باللون الأحمر وقد تعكس بشكل أضعف من عيون البساط الشفاف العادي، وبالتالي، قد لا ترى القطط السيامية في الظلام وكذلك القطط الأخرى.
رؤية القطط للأشعة فوق البنفسجية :
بمعنى ما، تستطيع القطط أن ترى في الظلام، والأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأسود غير مرئي للبشر، ولذلك إذا كانت الغرفة مضاءة بالكامل بالأشعة فوق البنفسجية فستكون مظلمة تماما بالنسبة لنا، وذلك لأن العدسة في عين الإنسان تحجب الأشعة فوق البنفسجية، وتحتوي معظم الثدييات الأخرى بما في ذلك القطط والكلاب والقرود على عدسات تسمح بإنتقال الأشعة فوق البنفسجية، وقد تكون هذه القوة مفيدة للقطط أو الحيوانات المفترسة الآخرى من خلال تسهيل تتبع مسارات آثار البول الفلوري أو رؤية فريسة مموهة، والحقيقة الممتعة، يمكن لشبكية العين البشرية إدراك الضوء فوق البنفسجي، إذا تمت إزالة العدسة واستبدالها مثل جراحة إعتام عدسة العين، فيمكن للأشخاص الرؤية بالأشعة فوق البنفسجية.
الضوء المتداول لدى القطط :
جميع قضبان الشبكية في القطط تجعلها حساسة للضوء، ولكن هذا يعني أن هناك مساحة أقل للمخاريط، والمخاريط هي مستقبلات لون العين،وعلى الرغممن إعتقاد بعض العلماء أن القطط مثل البشر لديها ثلاثة أنواع من المخاريط، إلا أن ذروة حساسيتها اللونية تختلف عن حواسنا، وذروة اللون البشري هو اللون الأحمر والأخضر والأزرق، وترى القطط عالما أقل تشبعا، غالبا في ظلال من البنفسجي المائل إلى الأزرق، والأصفر المخضر، والرمادي، كما أنها ضبابية في مسافة (أكبر من 20 قدما)، مثل ما قد يراه شخص لديه قصر نظر، وفي حين يمكن للقطط والكلاب اكتشاف الحركة بشكل أفضل مما يمكنك في الليل، فإن البشر أفضل من 10 إلى 12 مرة في تتبع الحركة في الضوء الساطع، ويساعد وجود البساط الشفاف لدى القطط والكلاب على الرؤية ليلا، ولكن في النهار يقلل بالفعل من حدة البصر مما يغمر الشبكية بالضوء.
طرق أخرى لرؤية القطط في الظلام :
تستخدم القطة حواسا أخرى تساعدها على الرؤية في الظلام مثل تحديد موقع الصوت بالصدى مثل الخففيش، وتفتقر القطط إلى العضلات المستخدمة لتغيير شكل عدسة العين، ولذلك لا تستطيع القطط أن ترى بوضوح مثل ما نرى، وتعتمد على إهتزازات الشوارب التي تكشف عن اهتزازات طفيفة لبناء خريطة ثلاثية الأبعاد لمحيطها، وعندما تكون فريسة القطط أو لعبتها المفضلة ضمن النطاق، فقد تكون قريبة جدا من الرؤية بوضوح، وتسحب شعيرات القطة للأمام، وتشكل نوعا من الشبكة لتتبع الحركة.
تستخدم القطط أيضا السمع لرسم خريطة للأماكن المحيطة، وفي نطاق التردد المنخفض، يمكن مقارنة القطط والسمع البشري، ومع ذلك، يمكن للقطط سماع نغمات أعلى تصل إلى 64 جيجا هرتز، وتلف القطط آذانها لتحديد مصدر الأصوات، وتعتمد القطط أيضا على الرائحة لفهم بيئتها، ويحتوي نسيج الظهارة الشمي لدى القطط (الأنف) على ضعف عدد المستقبلات الموجودة في الإنسان، وتمتلك القطط أيضا عضوا الغضروف الميكعي الأنفي في سقف أفواهها يساعدها على شم المواد الكيميائية، وفي نهاية المطاف كل شيء عن حواس القطط يدعم الصيد في فترة الشفق والغسق، والقطط لا ترى حرفيا في الظلام، ولكنها تقترب كثيرا من ذلك.
