مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد COVID-19 في جميع أنحاء العالم ظهرت ملاحظة غريبة، يبدو أن الأطفال لا تتضر إلى حد كبير من المرض، ولكن هناك دراسة جديدة تشير إلى أنه ليس كل الأطفال معافين، فهناك نسبة صغيرة من الأطفال يصابون بمرض خطير من فيروس كورونا المستجد COVID-19.
الدراسة التي نشرت على الإنترنت في 16 مارس في مجلة طب الأطفال هي الأكبر حتى الآن لفحص شدة فيروس كورونا COVID-19 عند الأطفال، وقد حلل الباحثون معلومات من أكثر من 2000 حالة مؤكدة ومشتبه بها من فيروس كورونا لدى الأطفال تم الإبلاغ عنها إلى المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها بين 16 يناير و 8 فبراير عام 2020.
كما هو الحال مع التقارير السابقة، وجدت الدراسة الجديدة أن غالبية الحالات أكثر من 90٪ كانت خفيفة أو معتدلة، ومن بين هذه الحالات عانى الأطفال من أعراض مثل الحمى والسعال وإلتهاب الحلق وسيلان الأنف والعطس وأحيانا إلتهاب رئوي.
لكن حوالي 6٪ من الأطفال أصيبوا بمرض شديد أو حاد، مع أعراض مثل ضيق التنفس ونقص الأكسجة أو انخفاض مستويات الأكسجين في أنسجة الجسم، وللمقارنة، أوضحت دراسة منفصلة حللت 44672 حالة مؤكدة من فيروس كورونا المستجد COVID-19 لدى البالغين في الصين أن حوالي 18.5 ٪ كانت شديدة أو حرجة.
في حالات نادرة، أصيب الأطفال بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وهي حالة مهددة للحياة تمنع الأكسجين من الوصول إلى الرئتين وبالتالي إلى مجرى الدم، وتوفي صبي يبلغ من العمر 14 عاما بفيروس كورونا المستجد COVID-19 المؤكد بالمرض، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ما تخبرنا به هذه الدراسة هو أن المستشفيات يجب أن تستعد لبعض مرضى الأطفال لأنه لا يمكننا استبعاد الأطفال تماما، قال الدكتور سرينيفاس مورثي ، أستاذ مشارك في طب الأطفال في جامعة كولومبيا البريطانية ، والذي لم يشارك في الدراسة لصحيفة نيويورك تايمز، وفي هذه الدراسة، كان الرضع والأطفال الصغار جدا معرضين بشكل خاص لفيروس كورونا المستجد COVID-19، وذكرت الصحيفة أنه من بين 125 طفلا أصيبوا بمرض شديد كان أكثر من 60٪ منهم في سن الخامسة أو أصغر.
كان أحد قيود الدراسة أنه لم يتم التأكد من أن جميع حالات الأطفال المبلغ عنها تحتوي على فيروس كورونا المستجد COVID-19، وتم تأكيد حوالي 34 ٪ في حين يشتبه في أن البقية لديهم فيروس كورونا COVID-19 بناء على أعراضهم، ونتائج الأشعة السينية على الصدر واختبارات الدم، وما إذا كان الطفل على اتصال بشخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.
وجدت دراسة منفصلة لحالات فيروس كورونا COVID-19 في الولايات المتحدة أنه من بين حوالي 500 مريض يعرف أنهم أُدخلوا المستشفى كان أقل من 1٪ تتراوح أعمارهم بين 19 عاما أو أقل، وفي المقابل، كان ما يقرب من 40٪ تتراوح أعمارهم بين 20 و 54 عاما، في حين أن 52٪ تتراوح أعمارهم بين 55 عاما وأكثر، ويشير هذا الإكتشاف إلى أن المرض الشديد يمكن أن يحدث في البالغين من أي عمر من خلال فيروس كورونا المستجد COVID-19، كتبه الباحثين من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الدراسة المنشورة في 18 مارس في المجلة الأسبوعية الإعتلال والوفيات.