أفعى المامبا السوداء هي أفعى أفريقية شديد السمية، ولقد أكسبتها الأساطير المرتبطة بالمامبا السوداء لقب أخطر الأفاعى في العالم، ويطلق على لدغة المامبا السوداء اسم قبلة الموت، ويقال إنها تتوازن في نهاية ذيلها مرتفعة فوق الضحايا قبل أن تضرب، ويعتقد أيضا أن أفعى المامبا السوداء تنزلق أسرع من قدرة الرجل أو الحصان على الجري، ومع ذلك، على الرغم من هذه السمعة المخيفة، فإن العديد من الأساطير خاطئة، وأفعى المامبا السوداء، رغم أنها قد تكون قاتلة إلا أنها صيادة خجولة، ويمكن أن يصل عمرها الإفتراضي إلى 11 عاما، وهنا بعض الحقائق الأخرى المثيرة للاهتمام عن أفعى المامبا السوداء.
وصف أفعى المامبا السوداء :
يتراوح لون أفعى المامبا السوداء من اللون الزيتوني إلى الرمادي إلى البني الغامق مع اللون الأصفر أسفل الجسم، وتكون الثعابين الصغيرة أكثر شحوبا في اللون من البالغين، ويحصل الثعبان على اسمه بسبب لون فمه الشديد السواد، والذي يفتح ويظهر عند التهديد، ومثل أقاربها من الأفاعى المرجانية، فإن أفعى المامبا السوداء مغطاة بحراشيف مسطحة ناعمة.
وأفعى المامبا السوداء هي أطول ثعبان سام في إفريقيا وثاني أطول ثعبان سام في العالم بعد الكوبرا الملك، ويتراوح طول أفعى المامبا السوداء من 2 إلى 4.5 متر (6.6 إلى 14.8 قدما) ووزنها في المتوسط حوالي 1.6 كجم (3.5 رطل)، وعندما يرتفع الثعبان ليضرب، فقد يبدو أنه يتوازن على ذيله، ولكن هذا مجرد وهم ناتج عن حقيقة أن جسمه طويل جدا بشكل غير عادي، فضلا عن حقيقة أن لونه يمتزج مع محيطه.
سرعة أفعى المامبا السوداء :
في حين أن أفعى المامبا السوداء هي أسرع ثعبان في إفريقيا وربما أسرع ثعبان في العالم، فإنها تستخدم سرعتها للهروب من الخطر بدلا من اصطياد الفريسة، وقد تم تسجيل سرعة أفعى المامبا السوداء التي تصل إلى 11 كم / ساعة (6.8 ميل / ساعة) لمسافة 43 مترا (141 قدما)، وبالمقارنة، فإن متوسط سرعة الإناث تبلغ 6.5 ميلا في الساعة، في حين أن متوسط سرعة الجري البشري من الذكور يبلغ 8.3 ميلا في الساعة.
ويمكن لكل من ذكور وإناث أفعى المامبا السوداء الركض بشكل أسرع لمسافة قصيرة، والحصان يركض بسرعة 25 إلى 30 ميلا في الساعة، ولذلك لا تلاحق أفعى المامبا السوداء الأشخاص أو الخيول أو السيارات، ولكن حتى لو فعلوا ذلك، فلن يتمكن الثعبان من الحفاظ على وتيرته القصوى لفترة كافية للحاق بهم.
موطن وموئل أفعى المامبا السوداء :
يمكن العثور على أفعى المامبا السوداء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويمتد مداها من شمال جنوب إفريقيا حتى السنغال، وتزدهر أفعى المامبا السوداء في الموائل الجافة بشكل معتدل، بما في ذلك الغابات والسافانا والتضاريس الصخرية.
سلوك أفعى المامبا السوداء والنظام الغذائي :
عندما يكون الطعام وفيرا، تحافظ أفعى المامبا السوداء على مخبأ دائم، وتغامر بالخروج في النهار للبحث عن الفريسة، وتتغذى أفعى المامبا السوداء على أراب الصخور والطيور والخفافيش وصغار الأدغال، والأفعى من الحيوانات المفترسة التي تصنع كمين لفرائسها حيث تصطاد من خلال رؤيتها الحادة، وعندما تأتي الفريسة في النطاق، ترتفع الأفعى عن الأرض وتضرب مرة واحدة أو أكثر، وتنتظر سمها لشل وقتل الضحية قبل أن تلتهمها.
تكاثر أفعى المامبا السوداء :
تتزاوج أفعة المامبا السوداء في أوائل الربيع، وتتبع الذكور أثر رائحة الأنثى وقد يتنافسون من أجلها من خلال مصارعة بعضهم البعض، ولكن ليس من خلال اللدغ، وتضع الأنثى قابضة من 6 إلى 17 بيضة في الصيف ثم تتخلى عن العش، وتظهر الفقس من البيض بعد 80 إلى 90 يوما، وبينما تم تطوير غدد السم بشكل كامل، تعتمد الثعابين الصغيرة على العناصر الغذائية من صفار البيض حتى تجد فريسة صغيرة.
تميل أفعى المامبا السوداء إلى عدم التفاعل كثيرا مع بعضها البعض، ولكن من المعروف أنها تشترك في مخبأ مع مامبا أخرى أو حتى أنواع أخرى من الثعابين، وعمر أفعى المامبا السوداء في البرية غير معروف، ولكن من المعروف أن العينات الأسيرة تعيش 11 عاما.
هل أفعى المامبا السوداء مهددة بخطر الإنقراض ؟
أفعى المامبا السوداء ليست مهددة بالإنقراض، مع تصنيف أقل قلق في القائمة الحمراء للإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للأنواع المهددة بالإنقراض، وأفعى المامبا السوداء وفيرة في جميع أنحاء مداها مع استقرار السكان، ومع ذلك، فإن أفعى المامبا السوداء تواجه بعض التهديدات، حيث يقتل البشر الأفاعي بدافع الخوف، بالإضافة إلى أن الأفعى لديها حيوانات مفترسة مثل الثعبان كابي الرأس محصن ضد جميع سم الأفعى الأفريقية.
وسوف يفترس أي مامبا سوداء صغيرة بما يكفي لإبتلاعها، والنمس محصن جزئيا من سم أفعى المامبا السوداء وسريع بما يكفي لقتل ثعبان صغير دون أن يلدغ، وتصطاد نسور الثعابين أفعى المامبا السوداء ولا سيما نسر الأفاعى أسود الصدر، ونسر الثعبان البني.
أفعى المامبا السوداء والبشر :
اللدغات غير شائعة، لأن أفعى المامبا السوداء تتجنب البشر وليست عدوانية ولا تدافع عن مخبأها، وتتضمن الإسعافات الأولية استخدام ضغط أو عاصبة لإبطاء تقدم السم، متبوعا بإعطاء مضاد السم، وفي المناطق الريفية قد لا يتوفر مضادات السموم، لذلك لا تزال تحدث الوفيات.
سم أفعى المامبا السوداء عبارة عن كوكتيل قوي يحتوي على السم العصبي دندروتوكسين والسموم القلبية والفاسيكولين العضلي، وتشمل الأعراض المبكرة للدغة الصداع، والطعم المعدني، والإفراط في إفراز اللعاب والعرق، والإحساس بالوخز، وعند اللدغ ينهار الشخص في أقل من 45 دقيقة ويمكن أن يموت في غضون 7 إلى 15 ساعة، ويشمل السبب النهائي للوفاة فشل الجهاز التنفسي والإختناق وإنهيار الدورة الدموية، وقبل توفر مضادات السموم، كان معدل الوفيات من لدغة أفعى المامبا السوداء يقارب 100٪، وعلى الرغم من ندرتها إلا أن هناك حالات بقاء دون علاج.
