كان الماموث الصوفي مرتبطا ارتباطا وثيقا بالفيلة الآسيوية اليوم، وكان يشبه إلى حد كبير أبناء عمومته المعاصرين، بإستثناء اختلاف واحد رئيسي، حيث كان الماموث الصوفي مغطى بطبقة سميكة من الشعر البني لإبقائه دافيء في موطنه في سهول القطب الشمالي المتجمدة، وكان لديه أيضا آذان مبطنة بالفراء، وربما تم استخدام أنيابه الكبيرة المنحنية للقتال، وربما تم استخدامها أيضا كأداة حفر لجمع الطعام من الشجيرات والأعشاب والجذور وغيرها من النباتات الصغيرة من تحت الجليد.
على الرغم من أن الماموث الصوفي انقرض منذ حوالي 10000 عام، إلا أن البشر يعرفون الكثير عنه بسبب المكان الذي يعيش فيه، وقد حافظت التربة الصقيعية في القطب الشمالي على العديد من أجسام الماموث الصوفي سليمة تقريبا، وعندما تتآكل الأرض حول ضفاف الأنهار والجداول فإنها غالبا ما تكشف عن جثث من الماموث الصوفي منذ زمن طويل.
على سبيل المثال، في عام 2007 في سيبيريا تم العثور على زوج من صغار الماموث الصوفي المحنطة، وتم الحفاظ على الجثث بشكل جيد لدرجة أن الأشعة المقطعية وجدت أن الماموث الصوفي مات بسبب الإختناق بالطين قبل 40 ألف عام، وقال دانييل فيشر باحث مشارك في الدراسة ومدير متحف جامعة ميشيغان لعلم الأحافير، إن الطين كان يشبه خليطا سميكا حقا أصاب الماموث الصوفي بإنسداد في القصبة الهوائية ولم يتمكن من إزاحته بالسعال، ولقد منعه بشكل أساسي من أخذ نفس آخر، وقد استعاد عالم النبات ميخائيل إيفانوفيتش آدامز أول أحافير من الماموث الصوفي في سيبيريا عام 1806، وقد تم العثور على أكثر من اثني عشر عينة من الأنسجة الرخوة منذ ذلك الحين.
حجم الماموث الصوفي :
كان طول الماموث الصوفي حوالي 13 قدما (4 أمتار) ووزنه حوالي 6 أطنان (5.44 طنا متريا)، وفقا للإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، ووفقا لناشيونال جيوغرافيك، يمكن أن يصل طول بعض شعيرات الماموث الصوفي إلى 3 أقدام (1 متر).
موئل الماموث الصوفي :
على الرغم من أن الماموث الصوفي معروف بالعيش في السهول المتجمدة في القطب الشمالي، إلا أن الماموث الصوفي وصل بالفعل إلى هناك من موطن أكثر دفئا، ووجد بحث أجراه فريق من جامعة مانيتوبا في وينيبيغ، كندا، أن أسلاف كل من الماموث الصوفي والفيل الآسيوي نشأت في إفريقيا منذ 6.7 مليون إلى 7 ملايين سنة، ويبدو أنهم مكثوا هناك لمدة 4 ملايين سنة قبل الإنتقال إلى جنوب أوروبا.
ثم، بعد حوالي مليون سنة انتشروا أكثر في المنطقة التي تسمى الآن سيبيريا والسهول الشمالية لكندا، وقال كيفين كامبل من فريق البحث بجامعة مانيتوبا إنه خلال هذا الوقت، وقع حدث كارثي على الأرض (العصور الجليدية)، ويعود الفضل في بقاء الماموث الصوفي في المناخات الأكثر برودة من قبل فريق البحث إلى الطفرات الجينية الصغيرة التي ربما تكون قد غيرت الطريقة التي تم بها توصيل الأكسجين عن طريق الدم والتي كان من الممكن أن تجعلها أكثر دفئا.
هل يمكن إعادة الماموث الصوفي ؟
نظرا لأن العديد من جثث الماموث محفوظة جيدا، فقد تمكن العلماء من استخراج الحمض النووي من الماموث، وكانت إحدى العينات الجيدة بشكل خاص أنثى الماموث الصوفي في الخمسينيات من عمرها والتي عاشت منذ حوالي 40 ألف عام، ومن الناحية النظرية، يمكن استخدام هذا الحمض النووي لإستنساخ الماموث الصوفي، وإعادته من الإنقراض، وفي الواقع، هناك مشروع يسمى نهضة الماموث الصوفي الذي يعمل على جعل هذه الفكرة حقيقة.
هذا المفهوم محل خلاف كبير في العالم العلمي، وبعض الإعتراضات هي أن موطن الماموث الصوفي لم يكن كما كان عندما جاب المخلوق الأرض، فأين سيعيش؟ يتنافس آخرون على أنه يمكن إنشاء موطن للماموث إذا تم إعادته، ومصدر قلق آخر هو كيف تغيرت الميكروبات خلال 10000 عام منذ أن جاب الماموث الصوفي الأرض.
فتعتمد الحيوانات على الميكروبات للمساعدة في هضم الطعام، وإذا انقرضت ميكروبات الماموث الصوفي، فقد يعاني الحيوان إذا عاد، وقالت سوزان بيركنز أمينة المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، في كثير من الحالات ترتبط الأنماط الظاهرية العامة (المظهر الجسدي) للكائنات وقدرتها على هضم الطعام ارتباطا مباشرا بالكائنات الدقيقة الموجودة فيها.