يُعتقد أن نمر تسمانيا، وهو الحيوان الضخم آكل اللحوم، قد انقرض منذ أكثر من 80 عام على الرغم من الإبلاغ عن مشاهدته من قبل البعض منذ فترة قليلة، وقد انقرض نمر تسمانيا المعروف بمعطفه المخطط منذ حوالي 2000 عام من كل مكان على كوكب الأرض باستثناء جزيرة تسمانيا، وعندما بدأ السكان المحليون في إنشاء مزارع الأغنام الوماشية في تسماينا في القرن التاسع عشر، تم إلقاء اللوم على نمر تسمانيا لخسارة المواشي التي كانت تفقد حياتها نتيجة هجمات الكلاب وسوء الإدارة البشرية، ونتيجة لذللك، تم اصطياد نمور تسمانيا الخجولة الشبه ليلية حتى وصلت إلى حد الانقراض، وتوفي آخر نمر تسماني كان يعيش في الأسر في عام 1936 في حديقة حيوان بوماريس في هوبارتـ تسمانيا
وصف نمر تسمانيا :
شهد الإنقراض زوال العضو الوحيد في عائلته النمور التسمانية، ويعتبر نمر تسمانيا أكبر حيوان جرابي (كيسي) آكل اللحوم في العالم، وكان طول نمر تسمانيا من 39 إلى 51 بوصة (100 إلى 130 سم)، وأضاف الذيل 20 إلى 26 بوصة (50 إلى 65 سم) إلى طوله، وكان نمر تسمانيا يزن ما بين 33 إلى 66 رطلا (15 إلى 30 كيلوجراما)، وفقا لموسوعة بريتانيكا، وقد بدا نمر تسمانيا مثل الكلاب ذات الفراء الأصفر، وكان لديه خطوط سوداء في جميع أنحاء الجسم وذيل رفيع يشبه القوارض.
موطن نمر تسمانيا :
تشير الأدلة الأحفورية إلى أن نمر تسمانيا الحديث الذي يعني اسمه الجرابي ذو رأس الكلب ظهر منذ حوالي 4 ملايين سنة، وبعد انتشاره في جميع أنحاء أستراليا اختفى الحيوان في كل مكان بإستثناء تسمانيا منذ حوالي 2000 عام وفقا للمتحف الوطني الأسترالي، وكان الإختفاء على الأرجح بسبب المنافسة مع كلب الدنغو، واكتشف الناس المعاصرون هذا الحيوان في تسمانيا.
سلوك نمر تسمانيا :
على الرغم من أن نمر تسمانيا كان ذو مظهر شرير إلا أنه كان في الواقع خجول للغاية ويمكن أسره دون قتال، وغالبا ما يموت فجأة ربما بسبب الصدمة، وفقا للحكومة الأسترالية، ويعتقد الباحثون أن نمر تسمانيا عثر على فريسته بالرائحة والصيد في الغالب ليلا، وكان نمر تسمانيا يصطاد بمفرده أو مع شريك، وكان في الغالب من الحيوانات الهادئة ولكن عند الصيد كان يصدر ضوضاء نباح مثل كلب صغير.
نمر تسمانيا والنظام الغذائي :
كان نمر تسمانيا آكلة اللحوم، ويقال إنه اصطاد الكنغر والأغنام والولب، وعلى الرغم من قلة الأبحاث حول عادات الأكل لهذا الحيوان، إلا أنه يمكن لهذ الحيوان أن يفتح فمه بنحو 90 درجة، وفقا لموسوعة بريتانيكا، ومع ذلك، وجدت دراسة في أغسطس 2011 أن نمر تسمانيا لم يكن ليتمكن من قتل فريسة كبيرة بسبب فكه الضعيف، واعتقد الباحثون أن الحيوان كان سيصطاد جرابيات صغيرة مثل الولب والبوسوم.
تكاثر نمر تسمانيا :
مثل الجرابيات الأخرى، كان نمر تسمانيا لديه كيس أو جراب، وقد واجهت فتحة جرابه أرجله الخلفية، وفي الجراب يمكن لأنثى نكر تسمانيا أن تحمل طفلين إلى أربعة أطفال صلعاء مرة واحدة، ومع نمو الصغار يمدد الجراب لاستيعابهم، وبعد أن يكبر الصغار تترك الأم صغارها في عرين مثل كهف أو جذوع الأشجار المجوفة للذهاب للصيد، ومن المحتمل أن يكون عمر نمر تسمانيا من خمس إلى سبع سنوات في البرية على الرغم من أنه عاش حتى تسع سنوات في الأسر.
هل نمر تسمانيا منقرض أم لا ؟
تشير التقديرات إلى وجود حوالي 5000 من نمر تسمانيا في تسمانيا عندما استقر الأوروبيون في المنطقة وفقا لمتحف أستراليا الوطني، وفي عام 1830 قدمت شركة فان ديمنز مكافأة على الحيوان وفي عام 1888 وضع البرلمان التسماني مكافأة قدرها 1 باوند (1.25 دولار) على كل نمر وفقا لخدمة المتنزهات والحياة البرية في تسمانيا، وقتل آخر نمر تسماني بري بين عامي 1910 و 1920، وفي عام 1936.
وتوفي آخر نمر تسماني معروف يدعى بنجامين في الأسر في حديقة حيوان بوماريس في هوبارت بأستراليا، وكان هذا بعد شهرين فقط من قيام الحكومة الأسترالية بجعل الحيوان من الأنواع المحمية، ويسرد الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة نمر تسمانيا على أنه منقرض، ومع ذلك، كان هناك المئات من مشاهدة نمر تسمانيا خلال المائة عام الماضية أو نحو ذلك، وفي الواقع، حفزت بعض المشاهدات الأخيرة على إجراء تحقيق في وجوده الحالي.
حقائق أخرى عن نمر تسمانيا :
أطلق فريق بحثي في المتحف الأسترالي مشروع استنساخ نمر تسمانيا في عام 1999، وحصل فريق البحث على عينات أنسجة من أنثى نمر تسمانيا والتي تم حفظها في الكحول لأكثر من 100 عام، وكانوا قادرين على استخراج الحمض النووي، وبحلول عام 2002، قاموا بمضاعفة الجينات الفردية، ومع ذلك في عام 2005، قرر الباحثون أن جودة الحمض النووي كانت رديئة للغاية بحيث لا يمكن العمل بها، وتم إلغاء المشروع.