قرد الليمور هو أحد الثدييات، وعضو في رتبة الرئيسيات، وهو من الرئيسيات الفريدة، وقرد الليمور نوع من الرئيسيات الأولية، مما يعني أنه من القرود التي تطورت قبل القردة والنسانيس، وهو أكثر بدائية من أبناء عمومته لكنه يشترك في بعض الخصائص، ويعيش قرد الليمور في منطقة واحدة فقط على الأرض وهي مدغشقر وجزر القمر المجاورة لها.
ويعتبر قرد الليمور أكثر مجموعة من الثدييات المهددة بالإنقراض في العالم، ويوجد اليوم أكثر من 100 نوع من قرود الليمور، ويعتقد أن سلفه من الرئيسيات التي تشبه قرد الليمور قد طافت إلى مدغشقر في إفريقيا منذ حوالي 60 مليون سنة، ومع عدم وجود منافسة من الرئيسيات الأخرى وقليل من الإفتراس، تطور قرد الليمور الأصلي لملء عدد كبير من المنافذ المتنوعة في الجزيرة.
إذا كنت لا تعرف ما هو قرد الليمور، فقد تخمن أنه مرتبط بقطة أو سنجاب أو فأر أو كلب، فقرد الليمور صغير الحجم بشكل عام ووجهه يشبه إلى حد ما وجه الفأر في الأنواع الأصغر أو وجه الثعلب في الأنواع الأكبر، والعديد من أنواع قرد الليمور لها أنف وكلها لها أنف رطب وخالي من الشعر مع فتحات أنف منحنية، وهو أمر فريد بين الرئيسيات ويجعلها متفوقة في الشم، وقرد الليمور لديه خمسة أصابع في الأطراف الأمامية والخلفية، وبعض الأنواع لديها أطراف خلفية أطول من الأطراف الأمامية للقفز.
ذيل قرد الليمور ليس قابلا للإمساك بالأشياء ويختلف في الطول، اعتمادا على الأنواع، ويتراوح حجم الليمور بشكل كبير من ليمور الفأر القرزم إلى الإندري، وقرد الليمور له عيون مستديرة لامعة وفراء ناعم يختلف في اللون حسب النوع، وألوان قرد الليمور الأكثر شيوعا هي الأبيض والرمادي والأسود والبني والأحمر البني، وفي بعض الأنواع يكون للذكور والإناث ألوان مختلفة، على سبيل المثال، ذكر قرد الليمور الأسود ذو العيون الزرقاء أسود اللون خالصا بينما الأنثى بني محمر.
أنواع قرد الليمور من الحيوانات النهارية الإجتماعية وتعيش في مجموعات عائلية أو قوات، وهم يتبعون فكرة الأمان في الأعداد، بإستخدام أصوات التنبيه عند رصد حيوان مفترس لإبلاغ بقية المجموعة، ولا تعيش أنواع قرد الليمور الليلي في مجموعات كبيرة ولكن لها غطاء ليلي للمساعدة في حمايتها، وبعض أنواع قرد الليمور تنشط ليلا ونهارا، وحيوان الفوسا هو المفترس الأساسي لقرد الليمور، على الرغم من أنه يمكن أن يقع فريسة للبواء الكبير وصقور هارير والأنواع المدخلة أيضا.
قرد الليمور مغطى بشعر أسود خشن مع أطراف بيضاء، وله ذيل طويل كثيف وآذان كبيرة تشبه الرادار، وتشبه أسنانه القاطعة الكبيرة أسنان القوارض من حيث أنها لا تتوقف عن النمو، وهذا يسمح لقرد الليمور مضغ لحاء الشجر والمكسرات للعثور على يرقات للأكل، ويحتوي قرد الليمور على إصبع وسط متخصص مصمم خصيصا للعثور على اليرقات وسحبها، وهذا الإصبع المتخصص رقيق جدا وعاري، وهو مصمم ليناسب الثقوب الصغيرة التي نخرها الليمور، وبأذنه الحساسة، يمكن لقرد الليمور أن يسمع اليرقات تتحرك تحت اللحاء ثم ينقر بإصبعه الأوسط على الشجرة حتى يجد البقعة الصحيحة لفتحها.
موئل قرد الليمور والنظام الغذائي :
يختلف موئل قرد الليمور والتضاريس التي يعيش عليها اختلافا كبيرا، حيث تمتلك مدغشقر سلسلة جبال عالية تمتد أسفل مركزها، مما أدى إلى إنشاء العديد من المناطق المناخية المختلفة، فالشرق رطب، والغرب جاف، والجنوب أكثر جفافا، ونمت الحياة النباتية في هذه المناطق على أساس هطول الأمطار، وتطور قرد الليمور لملء مختلف المنافذ من الغابات المطيرة إلى شبه الصحاري، وأحد أنواع قرد الليمور، قرد الأوتران اللطيف أو ليمور القصب، الأكثر تخصصا من الأنواع الأخرى، وقد تكيف ليعيش حياته في موئل المستنقعات المحيط ببحيرة في المنطقة الشرقية من مدغشقر، ويمضي أيامه وهو يتحرك في المنطقة على أعواد القصب والبردي ويتغذى عليها.
يقضي معظم قرود الليمور وقتها في الأشجار وتستريح وتنام وتتغذى وحتى الولادة، ومع ذلك، يمضي قرد الليمور ذو الذيل الحلقي جزءا كبيرا من يومه على الأرض، ويميل قرد الليمور إلى التحرك على أربع، كما أن أطرافه الأمامية والخلفية خلقت خصيصا للحياة في الأشجار، وتساعد الكفوف الموجودة على أطراف الليمور على الإلتصاق عندما يقفز على شيء ما، اعتمادا على حجمه، وقد يصنع قرد الليمور منزله أو مكان نومه في شوكة شجرة أو حفرة شجرة أو عش الأوراق.
يختلف النظام الغذائي لقرد الليمور البري بين الأنواع، وغالبا ما يتغذى أنواع قرد الليمور الأصغر في المقام الأول على الفاكهة والحشرات بينما تكون الأنواع الأكبر في الغالب من الحيوانات العاشبة، حيث تتغذى على المواد النباتية مثل الفاكهة والأوراق والزهور والرحيق والبراعم واللحاء والنسغ، وفي حديقة حيوان سان دييغو وحديقة حيوان سان دييغو سفاري بارك، يتم تغذية قرد الليمور بسكويت كامل غذائيا مصنوعا خصيصا للقرود وكذلك بعض الفواكه والخضروات، ويعتمد تكوين هذا المزيج على ما تأكله الأنواع عادة في البرية.
حياة قرد الليمور :
قرد الليمور الذي يعيش في مجموعات اجتماعية يأخذ زمام المبادرة من الأنثى المهيمنة، وتقرر أين ومتى ستنتقل المجموعة، وبين الأكل والراحة، قد يقضي قرد الليمور وقته في حمامات الشمس أو الإستمالة، مقارنة بمعظم الرئيسيات يمتلك قرد الليمور أدوات مختلفة لهذا النشاط، ويستخدم ظفر ممدودا على إصبع القدم الثاني يسمى مخلب التزيين وأسنان متباعدة بدقة يشار إليها بإسم مشط الأسنان لتنظيف بعضهم البعض.
وجميع أنواع الليمورات لديها موسم تكاثر صارم، والذي يستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر حسب النوع، ويختلف عدد الصغار المنتجين بإختلاف الأنواع ويمكن أن يتراوح من واحد إلى ستة، وبالنسبة للعديد من الأنواع، يتشبث الصغار ببطن الأم خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الأولى من حياتهم ويبدأون تدريجيا في قضاء المزيد من الوقت في الركوب على ظهر الأم، وفي عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر تشجع الأم أطفالها على إيجاد طرق بديلة للتنقل.
يبدأ صغار قرد الليمور عادة في تجربة الأطعمة الصلبة عندما يبلغون من العمر ثلاثة إلى أربعة أسابيع ويفطمون في عمر خمسة إلى ستة أشهر، وبالنسبة لبعض الأنواع مثل ليمور الفأر الرمادي لا يستطيع الصغار الإمساك بالأم لذلك يتم حملهم عن طريق الفم عند تحريكهم، وبعض أنواع قرد الليمور لديها طريقة غير معتادة لرعاية أطفالها، حيث تعشش أولا ثم بعد ذلك تركنهم على فرع صغير في نباتات كثيفة، وهذا يحافظ على الصغار مختبئين جيدا عن الحيوانات المفترسة بينما تأكل الأم علفها، وتعمل طريقة الرعاية هذه لمدة شهر تقريبا وبحلول ذلك الوقت يصبح الصغار متنقلين وغير مهتمين بالبقاء في مكانهم.
يتواصل قرد الليمور بشكل أساسي من خلال الرائحة والألفاظ، وتختلف الأصوات التي تسمع من قرد الليمور باختلاف كل نوع ويمكن أن تشمل همهمات (الليمور البني والسيفاكا)، وأصوات التنبيه بصوت عال والأصوات التي تبدو مثل مواء قطة (الليمور حلقي الذيل)، وزقزقة (ليمور الفأر)، وأصوات النحيب التي تذكرنا بأغاني الحيتان (ليمور إندري).
ويعتمد قرد الليمور بشكل كبير على حاسة الشم لديه ويترك علامات الرائحة للتواصل مع بعضه البعض، وأقل طرق الإتصال المستخدمة هي الإشارات المادية، ويفتقر قرد الليمور إلى العديد من عضلات الوجه التي تستخدمها الرئيسيات الأخرى للتواصل مع تعابير الوجه، وقرد الليمور حلقي الذيل يستخدم ذيله للتواصل، ويتم رفع الذيل حتى يتمكن الليمور الآخر من رؤيته، ويحارب ذكر قرد الليمور حلقي الذيل من خلال الرائحة الكريهة عن طريق فرك غدد رائحة معصمه في جميع أنحاء ذيله ثم التلويح بها أمام وجه الآخر
قرد الليمور في حديقة الحيوان :
وصل أول حيوان ليمور في حديقة حيوان سان دييغو في عام 1924، وفي عام 1963 بدأت حديقة حيوان سان دييغو وحكومة مدغشقر مفاوضات لإنشاء برنامج للحفاظ على قرد الليمور في حديقة الحيوانات، وكانت مساهمتنا هي تعلم البيولوجيا الإنجابية وتكاثر الحيوانات اللازمة للحفاظ على أنواع قرد الليمور المختلفة، وتبرعت مدغشقر بأزواج من قرود الليمور الأسود الذي يتم صيده في البرية، وتم اكتشاف أن التوائم والثلاثة توائم طبيعية وأن الوالدين يربيهما في العش كما تفعل الطيور بدلا من حملهما على طريقة الرئيسيات الأخرى.
في عام 1965، أقامت رحلة جمع إلى مدغشقر برعاية الخطوط الجوية الفرنسية علاقة مع الوكالات الحكومية والأفراد هناك والتي ازدهرت منذ ذلك الحين، وأدت هذه العلاقة إلى الحصول على تصاريح لقرد الليمور تم جمعها في ذلك الوقت بما في ذلك المخزونات الأم لثلاثة أنواع من الليمور المطارد، ولقد أصبحنا أول حديقة حيوان تعرض سيفاكاس، وفي عام 1973 تم بنجاح تربية الليمور الأحمر المتعرج والأسود في حديقة الحيوانات الخاصة بنا وذلك لأول مرة في أي حديقة حيوانات، وأدى ذلك إلى حصول حديقة حيوان سان دييغو على جائزة إدوارد بين المرغوبة من اتحاد حدائق الحيوان والأحواض المائية للثدييات في عام 1974.
هل قرد الليمور مهدد بالإنقراض ؟
تمكنت أنواع الليمور الفريدة من نوعها اليوم من التطور بسبب عزلتها في جزيرة مدغشقر، ومنذ وصول البشر إلى مدغشقر منذ حوالي 2000 عام انقرض ما لا يقل عن 17 نوعا من قرد الليمور، وكان أكبرها بحجم غوريلا ووزنها أكثر من 400 رطل (180 كيلوجراما)، وتتراوح حالة حفظ جميع أنواع قرود الليمور الموجودة من المعرضة للخطر إلى المهددة بالإنقراض، على سبيل المثال، قرد الليمور الرياضي الشمالي به 18 فردا فقط نعرفهم، ويعود سبب الإنخفاض في قرود الليمور في المقام الأول إلى فقدان الموائل والصيد.
غالبا ما يتم قطع موائل قرد الليمور بسبب قطع الأشجار غير القانوني وإزالة الغابات لأغراض الزراعة والتعدين، وغالبا ما يتم اصطياد قرد الليمور بحثا عن الطعام، ويواجه قرد الليمور ضغطا أكبر من الصيد، ونظرا لمظهره الغريب فإن العديد من الناس في مدغشقر يعتبرون قرد الليمور نذيرا للمرض أو الموت أو الشر، والليمور معرض أيضا لخطر الأنواع الغازية مثل الكلاب والقطط التي أدخلها البشر.
لإنقاذ قرد الليمور، ما تبقى من موطن الغابات يحتاج إلى الحماية، ومعهد حديقة حيوان سان دييغو لبحوث الحفظ لديه موقع دراسة في ماروميزاها غابة مطيرة في شرق مدغشقر لدراسة قرد الليمور، وتستخدم مصائد الكاميرا للتعرف على السلوك الطبيعي لهذا الليمور غير المعروف، ويوجد ما لا يقل عن 13 نوعا من قرد الليمور في هذه المنطقة، وتقوم الكاميرات بمراقبة الليمور وأنشطة الحياة البرية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، يعمل باحثونا مع معلمي الحفظ المحليين لتعليم الطلاب عن الحياة البرية المحلية.
مدغشقر هي نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي، وبالتالي فهي موقع شهير للسياحة البيئية، وعندما يسافر الناس إلى الجزيرة لمشاهدة الحياة البرية المميزة والمذهلة فإن زياراتهم تساعد في دعم السكان المحليين وهذا يمكن أن يشجع السكان المحليين على إنقاذ الغابات لأغراض السياحة البيئية، حتى إذا لم تتمكن من زيارة مدغشقر فلا يزال لديك القدرة على المساعدة في إنقاذ هذه الأنواع المهددة بالإنقراض والموائل المتنوعة في الجزيرة، وساعدنا في إعادة قرد الليمور والرئيسيات الأخرى من حافة الهاوية من خلال دعم منظمة الحفاظ على الحياة البرية العالمية في حديقة حيوان سان دييغو، معًا يمكننا إنقاذ الحياة البرية وحمايتها في جميع أنحاء العالم.