سفينة الصحراء هو الجمل، وقد تم تدجين الجمل منذ أكثر من 3000 عام، وحتى يومنا هذا، يعتمد البشر عليه في النقل عبر البيئات القاحلة، ويمكنه بسهولة حمل 200 رطل (90 كجم) أثناء المشي 20 ميلا (32 كيلومترا) يوميا في الصحراء القاسية، ويستطيع الجمل أن يسافر أسرع من الخيول ولكن يمكنه أيضا تحمل فترات أسطورية من الزمن بدون طعام أو ماء، واستخدم البشر الجمل لصوفه وحليبه ولحمه وجلده وحتى الروث الذي يمكن استخدامه كوقود.
الجمل العربي أو الجمل وحيد السنام موجود اليوم فقط كحيوان مستأنس، وحوالي 90 % من أنواع الجمال من الجمال العربية، وهناك نوعان من الجمال ذو السنامين البرية والمستأنسة، والجمل ذو السنامين يرتكز على العشب، والسنام يخزن الدهون وليس الماء.
يعتمد طول الفترة الزمنية التي يمكن للجمل أن يعيش فيها على هذه الطاقة المخزنة على المناخ ومستويات نشاطه، ويمكن أن يتغير حجم السنام اعتمادا على كمية الطعام التي يأكلها الجمل، وعندما يندر الطعام يستخدم جسم الجمل الدهون المخزنة في السنام، مما يتسبب في انحناء السنام وتدليه، ويستطيع الجمل أن يمر أسبوعا أو أكثر بدون شرب ماء.
ويمكن أن يستمر لعدة أشهر بدون طعام، ويستطيع أن ينجو من فقدان الوزن بنسبة 40 في المائة ثم شرب ما يصل إلى 32 جالونا (145 لترا) من الماء في جلسة شرب واحدة، وقد تعتقد أن حيوانا كبيرا مثل الجمل سيكون في مأمن من الحيوانات المفترسة، ولكن من المعروف أن الجمل قد تعرض للهجوم في حفر المياه من قبل الذئاب.
موئل الجمل والنظام الغذائي:
الجمل العربي الذي يعود أصوله إلى صحراء جوبي في الصين وسهوب باكتريا في منغوليا، يتميز بمعطف أشعث في الشتاء للحماية من البرد القارص ويتساقط المعطف خلال فصل الصيف الحار، ويستطيع الجمل أن يعيش في نطاق واسع من درجات الحرارة ، من 20 درجة فهرنهايت تحت الصفر (ناقص 29 درجة مئوية) إلى 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية)، وتم العثور على الجمل العربي المستأنس في جميع أنحاء المناطق الصحراوية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويعيش عدد هائل من الجمل العربي في أستراليا، وتم استيراد الجمال في القرن التاسع عشر كحيوانات مستأنسة واستخدمت لعبور المناطق الصحراوية الشاسعة هناك.
يمكن أن يمثل دوران رمال الصحراء مشكلة بالنسبة لمعظمنا، لكن الجمل لديه تكيفات خاصة مع الأشياء المزعجة، ويحمي الغشاء الرقيق الموجود على كل عين مثل الجفن الداخلي الصافي العينين من العواصف الرملية بينما لا يزال يسمح بدخول ضوء كاف ليرى الجمل، وتساعد الصفوف المزدوجة من الرموش الطويلة جدا على إبقاء الرمال بعيدة عن العينين، ويستطيع الجمل أن يغلق فتحات أنفه لإبعاد الرمال عن أنفه أيضا، وأقدامه الكبيرة والعريضة صلبة بشكل كبير، وتتمدد عندما تخطو وتتقلص عند رفعها لتبسيط المشي على الرمال أو الثلج.
الجمل من الحيوانات النهارية ويقضي أيامه في الأكل، وهو ماهر جدا في العثور على الطعام في بيئته الصحراوية القاسية، ويتحرك كل نصف من الشفة العليا المنقسمة بشكل مستقل، بحيث يستطيع الجمل الإقتراب من الأرض لتناول العشب القصير، ويمكن لهذه الشفاه القاسية والمرنة أن تتغذى على النباتات مثل الأشواك أو النباتات المالحة حتى أنه يأكل السمك، والجمل من الحيوانات المجترة مثل الأبقار، وهو يقوم بإخراج الطعام من المعدة مرة أخرى لمضغه مرة أخرى، وعندما يفعل ذلك، تظهر غازات كريهة الرائحة أيضا، مما يجعل التنفس قويا جدا، وفي حديقة حيوان سان دييغو وحديقة حيوان سان دييغو سفاري بارك يأكل الجمل التبن والكريات العاشبة.
حياة الجمل العائلية:
الجمل اجتماعي للغاية يعيش في قطعان مع ذكر بالغ مهيمن، والذكور الذين تم طردهم من المجموعة من القطعان الكبيرة، ويصدر الجمل العديد من الأصوات، بما في ذلك أصوات الأنين وثغرات عالية النبرة، والنفخ بصوت عال، وزئير، والأمهات وأطفالهن حديثي الولادة تصدر همهمة لبعضهم البعض، والطريقة الودية التي قد يستقبل بها الجمل الآخر هي النفخ في وجهه، والمواقف المختلفة للرأس والرقبة والأذنين والذيل لها معاني مختلفة في مجتمع الجمل أيضا، وعلى سبيل المثال، وتشير الأذنين إلى الأمام إلى اليقظة والذيل الملتف على الظهر هو علامة على الخضوع.
الجمل في حديقة الحيوان:
تمت رعاية الجمل بشكل مستمر من قبل حديقة سان دييغوا للحياة البرية منذ عام 1923، مع وصول الجمل ذو السنامين وجملين من الجمل العربي، وجاء الجمل ذو السنامين من سيرك وتم الحصول على الجمال العربية من مجموعة أفلام هوليوود، وأقنع مؤسس حديقة الحيوانات لدينا الدكتور هاري ويجفورث المحليين بالتبرع بالمال للمساعدة في دفع ثمنها، وعندما حطمت الإبل حظائره بفرك فراءها الشتوي الفضفاض على الأعمدة، جاء مرة أخرى لدفع ثمن منزل جديد.
حتى في سان دييغو ، بمناخها الشتوي المعتدل، يزرع الجمل معطف شتوي أشعث، ويقوم المتخصصون في رعاية الحياة البرية بجمع الشعر المتساقط وتوزيعه للتخصيب يتم وضع الشعر في موائل أخرى حتى تتمكن الحياة البرية الأخرى من تجربة روائح وقوام جديد، وفي عام 1995، كان لابد من تزاوج جمل صغير من قبل متخصصين في رعاية الحياة البرية، وعلى الرغم من تدجين الجمل منذ العصور القديمة لم يجد أخصائي رعاية الحياة البرية بات بتلر أي معلومات محددة حول استخدام التعزيز الإيجابي مع الجمل.
هل الجمل مهدد بالإنقراض؟
اعتمد البشر على الجمل منذ العصور القديمة، وتم إحضاره حتى إلى الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر كمصدر محتمل للنقل عبر الغرب، وكذلك كبديل للأبقار، واليوم، إذا واصل البدو الرحل في المنطقة الصحراوية بأفريقيا أسلوب حياتهم التقليدي فسوف يحتاجون إلى الجمل العربي من أجل الحليب والصوف والنقل.
ومع ذلك، فإن الجمل ذو السنامين معرض لخطر شديد، حيث يواجه انخفاضا لأنه يطارد بغرض الرياضة أو يقتل لأنه يتنافس مع الماشية على الرعي وأماكن الري، وهم أيضا يصطادون من أجل اللحوم، كما يتم الاستيلاء على موطنه من خلال عمليات التعدين غير القانونية، ويوجد حاليا حوالي 650 من الجمل ذو السنامين في الصين وحوالي 450 في منغوليا.
