التماسيح البرتقالية أفراس الليل الضائعة في الكهوف الرطبة والمظلمة، ومع دخول الكهف تجد عشرات من العيون الحمراء المتوهجة تحدق فيك، إذا كان هذا الوصف يزعجك فمن المحتمل ألا تكون الرحلة الإستكشافية الأخيرة إلى قلب نظام كهف أباندا المليء بالتماسيح البرتقالية الغريبة في الغابون مناسبة لك، وقد تم إطلاق الحملة بعد أن تم إبلاغ الباحثين عن مجموعة غير عادية من التماسيح البرتقالية القزمية الغريبة التي جعلت الكهوف المظلمة موطنها على ما يبدو، وهذه لم تكن التماسيح الشهيرة العادية الخاصة بك، وفقا للتقارير، وكان لدى التماسيح بشرة غريبة برتقالية اللون وفقا لتقرير نيو ساينتست.
التماسيح البرتقالية ليست الشيء الوحيد المخيف الذي يعيش في هذه الكهوف المظلمة الأفريقية، حيث تمتلئ هذه الكهوف المخيفة أيضا بأجنحة الخفافيش النابضة في كل مكان، وتندفع ملايين صراصير الكهوف حولها وتجعل الجدران تبدو كلوحة حية، ولكنها في أماكن مثل هذه حيث غالبا ما يتم إجراء اكتشافات بيولوجية غير متوقعة.
قال خبير التماسيح في الفريق، ماثيو شيرلي من مؤسسة الحفاظ على الأنواع النادرة، أنت تمشي ولا يوجد سوى الخفافيش والصراصير في كل مكان، والتماسيح البرتقالية صيادون جيدون على أي حال، ولكن حتى لو لم يضطروا لسحب الخفافيش من الجدران، فهناك أفراد من الخفافيش يسقطون على الأرض طوال الوقت وتتناولها التماسيح.
ليس من غير المعتاد أن تصادف أحد التماسيح البرتقالية في كهف في الجابون، لكن هذا هو أول تجمع سكاني موثق يقيمون في الكهوف لفترة طويلة، ويعني الإمداد الوفير من الخفافيش أنهم لن يضطروا أبدا إلى مغادرة الكهوف بحثا عن الطعام، ويبدو أن التماسيح البرتقالية في الكهوف في الواقع في حالة بدنية أفضل من نظرائهم في الغابة، وما يثير الفضول حقا بشأن التماسيح البرتقالية هو لون بشرتها، وكلما تعمقوا في الكهوف أصبحوا أكثر برتقالية.
في البداية، تساءل الباحثون عما إذا كان اللون البرتقالي للتماسيح يعني أن هذه التماسيح البرتقالية كانت في طور التكيف مع نمط حياة الكهوف الدائم، وقلة الضوء تجعل أي نوع من تلوين البشرة غير ضروري، لذا فإن معظم أنواع الكائنات الحية التي تطورت في الكهوف تفقد لونها بالكامل، وغالبا ما تظهر بيضاء شبحية، وفي حالة التماسيح البرتقالية، ربما يكون اللون البرتقالي انتقاليا لأنها تصبح أكثر شحوبا تدريجيا.
لكن لدى شيرلي نظرية بديلة أكثر إثارة للإشمئزاز، حيث يعتقد أن اللون البرتقالي يأتي من حقيقة أن التماسيح البرتقالية في الكهوف تخوض باستمرار في ملاط قلوي يتكون من فضلات الخفافيش، وأوضح أن اليوريا في فضلات الخفافيش تجعل الماء قاعدي للغاية، وفي النهاية سيؤدي ذلك إلى تآكل الجلد وتغيير لونه، لذا فإن النظام الغذائي للخفافيش والصراصير يصنع المعجزات لأشكال التماسيح، ولكن بشرتهم يمكن أن تتطلب بعض العمل.
على الرغم من أن التماسيح البرتقالية يقضون معظم العام في العيش في الكهوف، إلا أن التماسيح ما زالوا بحاجة إلى الخروج من كهوفهم للتزاوج، وتتطلب التماسيح البرتقالية أكواما كبيرة من النباتات المتعفنة لوضع بيضها فيها، ولا يمكن العثور على شيء من هذا القبيل في نظام الكهوف، ولذلك لا يزال لديها ارتباط جيني بالعالم الخارجي، فلا يتطورون في عزلة تامة.
وجد فريق البحث ما يصل إلى 50 من التماسيح البرتقالية اللون تعيش على ارتفاع يصل إلى 100 متر في نظام الكهف، ولكنهم يشتبهون في أن هذا تقدير قصير لجميع السكان، وستكون رحلة استكشافية إلى عمق الكهوف ضرورية لإجراء تقييم كامل للسكان، وهذا هو إذا كان أي شخص يجرؤ في ذلك.