فرس النهر هو ثالث أكبر حيوان بري بعد الأفيال ووحيد القرن الأبيض، وعلى الرغم من حجمه الكبير ومظهره الملفوف، إلا أنه سريع وغاضب، ويعتبر فرس النهر واحد من أكثر الحيوانات فتكا في إفريقيا، والحقيقة هي أن فرس النهر عدواني بشكل غير عادي، وهو يعيش في مجموعات تسمى المدارس أو النفاخات (أو أحيانا القرون أو الحصار) ويتنافسون على منصب في السلم الإجتماعي، والتثاؤب الكبير الذي يصنعه فرس النهر هو في الواقع عروض عدوانية، حيث يظهر أسنانه الكبيرة والحادة، ولا يتطلب الأمر الكثير لدخول فرس النهر في نوبة غضب، وتحدث المعارك بشكل يومي بين الأفراس النهرية.
لا يقتصر الأمر على المعارك لبعضهم البعض، ولكن فرس النهر سوف يغضب ويصبح عدواني مع أي حيوان يعتبره تهديدا له، حتى الماشية التي ترعى في مكان قريب أو الأشخاص إما على الأرض أو حتى عند ركوب القوارب على طول النهر، ومن المعروف أن فرس النهر لا يمكن التنبؤ به، وفي الواقع، هناك الكثير من الحوادث التي وقعت بسبب فرس النهر.
فقد هاجم فرس النهر قاربا يحمل أطفال المدارس عبر نهر في النيجر، وقتل 12 من الأطفال بالإضافة إلى أحد القرويين، وسواء كان على الأقدام أو في قارب، يجب على أي شخص في منطقة فرس النهر أن يعتبر نفسه في خطر مميت، ويمكن لفرس النهر الركض بسرعة مدهشة 14 ميلا في الساعة لمسافات قصيرة، لذلك ليس من السهل تجاوز أحدها حتى على الأرض، وفي النهاية، فرس النهر مسؤول عن قتل حوالي 3000 شخص كل عام.
على الرغم من حقيقة أن فرس النهر مميت جدا للإنسان، فإن البشر هم من يتسببون في اختفاء فرس النهر سريعا، وقد فقد فرس النهر أجزاء شاسعة من موطنه بسبب المستوطنات البشرية وهو الآن محصور في المقام الأول في المناطق المحمية، ويعتبر فرس النهر عدواني لأنه سيدافع بسهولة عن أراضيه داخل وخارج المياه، وسوف يهاجم ويقلب القوارب ولن يتسامح مع وجود البشر بينه وبين الماء، وتعتبر الإناث دفاعية وعدوانية بشكل خاص إذا وقع أي شخص بينها وبين صغارها، ويقتل فرس النهر الألاف من البشر كل عام بأنيابه الكلابية العملاقة التي يبلغ قطرها 20 بوصة (50 سم).
لماذا يقتل فرس النهر البشر؟
يعتبر فرس النهر من أكثر الحيوانات رعبا وخطورة في إفريقيا، ويمكن للناس وفرس النهر مواجهة بعضهم البعض بسهولة على طول الممرات المائية في إفريقيا، وفي أوكافانجو، على سبيل المثال، يستخدم القرويون موكوروس وهي زوارق للنقل وصيد الأسماك والسياحة بشكل متزايد، وكل يوم، يركبون زوارقهم على طول قنوات النهر والبحيرات عبر منطقة فرس النهر الرئيسية، ويكتسب أي شخص يعيش بالقرب من هذه الحيوانات احتراما صحيا لفرس النهر وسيتتبع مشاهدته بعناية، وقد قتل أو جرح العديد من القرويين بسبب ظهور فرس النهر فجأة تحت قاربهم أو اندلاعهم من تحت الماء.
في أوكافانجو، يقضي فرس النهر ساعات طويلة كل يوم يتغذى على الغطاء النباتي في قاع القناة أو البحيرة، ويمكن أن يكون مغمورا بالكامل وغير مرئي عند ظهور قارب، وإذا تم تشغيل غرائزه الإقليمية، فقد يصبح عدواني ويحاول طرد المتسللين، وفرس النهر لديه مناطق إقليمية ويمكنه مهاجمة أي شخص بالقرب من الماء وسوف يدافع فرس النهر الذكور بنشاط عن أراضيهم من المتسللين ذوات الأربع أقدام أو قدمين.
ويمكن للبشر الذين يقفون أو يجلسون على ضفة نهر أو شاطئ بحيرة أن يجدوا أنفسهم عن غير قصد تحت هجوم من قبل ذكر فرس النهر الذي يعتبر تلك البقعة جزءا من أراضيه، وتميل الإناث إلى ترك عجولها الصغيرة في الماء أثناء إطعامها على الشاطئ ويمكن أن تصبح عدوانية إذا شعرت أن أي شخص يأتي بينها وبين أطفالها.