تمتلئ محيطات الأرض بالأسماك السريعة، ولكن تتويج أسرع الأسماك ليس بالبساطة التي قد يبدو عليها، فيعد تحديد السرعة القصوى للأسماك في البرية أمرا صعبا نظرا لأن الأسماك والماء يتحركان، وأحيانا معا وأحيانا في اتجاهين متعاكسين، وهناك أيضا مقاييس مختلفة للمقارنة، سرعة السباحة مقابل القفزات في الهواء، على سبيل المثال، أو السرعة المطلقة (التي تفضلها الأسماك الكبيرة) مقابل أطوال الجسم في الثانية.
وعلى الرغم من عدم اتفاق جميع الخبراء على نوع من أسرع الأسماك، يبدو أن بعض الأنواع السريعة تنتمي إلى اتحاد خاص بها، وفيما يلي نظرة فاحصة على أسرع الأسماك في المحيطات، وجميعهم يستحقون التقدير على الإنجازات المذهلة التي يقومون بها على أساس منتظم، لا سيما بالنظر إلى القيود المفروضة على موائلها المائية، والتي هي حوالي 700 مرة أكثر كثافة من الهواء عند مستوى سطح البحر.
1- سمكة ابو شراع من أسرع الأسماك:
يشار إلى سمكة أبو شراع على نطاق واسع بأنها أسرع الأسماك في المحيط، وهي تنتمي إلى مجموعة من الحيوانات المفترسة الكبيرة والسريعة المعروفة باسم السمكة الخرمان، ولا تستخدم أسماك أبو شراع خطمها الطويل لرمي فرائسها بالرمح، بل للقطع والإصابة، وتم تسجيل سمكة ابوشراع بسرعة 68 ميلا في الساعة (109 كم / ساعة)، وفقا لخدمة المحيطات الوطنية الأمريكية، وخلال تجارب السرعة بفلوريدا، أخذت سمكة أبو شراع 100 ياردة (91 مترا) من خط الصيد في 3 ثوان، وهذا يعادل 68 ميلا في الساعة، ولكن سمكة أبو شراع كانت تقفز أثناء هروبها، لذلك قد لا يعكس ذلك سرعتها الحقيقية في السباحة.
ألقت الأبحاث الحديثة أيضا بظلال من الشك على السرعة المشهورة لسمكة أبو شراع، على سبيل المثال، قامت دراسة نشرت عام 2016، بقياس مدى سرعة اهتزاز عضلات سمكة أبو شراع استجابة للتحفيز الكهربائي، ثم استخدمت ذلك لحساب سرعتها القصوى 22 إلى 34 ميلا في الساعة، وكما أضاف الباحثون، فهذه هي السرعة التي يجب أن يبدأ بها التجويف في إتلاف زعانفه.
ومع ذلك، لا تزال أسماك أبو شراع من بين أسرع الأسماك العدائين في المحيط، ناهيك عن القفز الماهر، كما أنها تحقق سرعات مذهلة بطريقة أخرى، وعندما تخفض سمكة أبو شراع خطمها ذهابا وإيابا من خلال مدرسة السردين، يمكن أن تتسارع الحافة بسرعة 130 مترا في الثانية المربعة، وفقا لدراسة أجريت عام 2014، والتي أشارت إلى أن هذا هو واحد من أعلى التسارعات المسجلة على الإطلاق في الفقاريات المائية، ومن الذي يحتاج إلى السباحة بسرعة 68 ميلا في الساعة إذا كان بإمكانك فعل ذلك؟
2- سمكة مارلين الزرقاء من أسرع الأسماك:
أسماك المارلين هي الأكثر تنوعا بيولوجيا من أسماك أبو شراع، حيث تنتشر حوالي 10 أنواع مختلفة حول الكوكب، بما في ذلك المارلين الأزرق والأسود والمخطط والأبيض، وبعض أنواع المارلين مهددة بالصيد الجائر، وغالبا ما تصبح متشابكة في معدات الصيد المخصصة لأنواع أخرى، ومثل سمكة أبو شراع، فهي حيوانات مفترسة كبيرة يبلغ طول بعضها 16 قدما (5 أمتار) وتزن أكثر من 1400 رطل (635 كجم) مع خطم طويل يستخدم للصيد، وهم أيضا أسماك قافزة قوية وسباحة سريعة.
ويشار أحيانا إلى نوع واحد على الأقل، وهو سمك المارلين الأسود كمنافس لأسرع الأسماك على وجه الأرض، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، على سبيل المثال، أن سمك مارلين الأسود المخطط لديه سرعة تصل إلى 120 قدما في الثانية، أي ما يعادل حوالي 80 ميلا في الساعة (129 كم / ساعة)، وأن سمك المارلين يمكن أن يقفز بسرعة 50 ميلا في الساعة (80 كم / ساعة)، ويعتبر بعض الخبراء أن هذه السرعات غير مرجحة، ولكن مع ذلك، فإن سمك المارلين معروفون بأنهم سباحون أقوياء بل من أسرع الأسماك في المحيط.
3- سمكة أبو سيف من أسرع الأسماك:
المجموعة الثالثة من أسرع الأسماك هي أسماك أبو سيف، وهو نوع واحد والعضو الوحيد في عائلته التصنيفية، وتوجد أسماك أبو سيف في المياه الدافئة للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهندي، وهي أسماك سباحة كبيرة وقوية وقادرة على تحقيق قفزات لا تصدق، وتشتهر سمكة أبو سيف بالسيف الذي يحمل الاسم نفسه، وتشتهر أسماك أبو سيف أنها من أسرع الأسماك في المحيط.
وبحسب ما ورد يمكنها السباحة بسرعة تزيد عن 60 ميلا في الساعة (100 كم / ساعة)، على الرغم من أن هذا يواجه شكوكا مماثلة لتلك التي أثيرت بالنسبة لسمكة أبو شراع وأسماك المارلين، ولا شك أن سمك أبو سيف سباح سريع، حتى لو تم المبالغة فيه، وبينما ترجع سرعته إلى حد كبير إلى القوة وشكل الجسم، اكتشف العلماء أيضا عاملا آخر يجعل سمك أبو سيف سريعا جدا وهو الزيت.
وفقا لدراسة أجريت عام 2016، كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عن عضو معقد في الفكين العلويين لسمك أبو سيف يتميز بغدة منتجة للزيت متصلة بالشعيرات الدموية والتي تتواصل مع مسام إفراز الزيت في جلد الرأس، وهذا يتيح لسمك أبو سيف إفراز الزيت عندما يمر الماء فوق رأسه، مما يخلق ما يعتقد الباحثون أنه طبقة فائقة الكراهية للماء تقلل السحب وتساعد الأسماك على السباحة بشكل أكثر كفاءة للوصول إلى سرعات عالية وتصبح من أسرع الأسماك في المحيط.
4- سمكة التونة من أسرع الأسماك:
هناك 15 نوعا مختلفا من سمك التونة حول العالم، بما في ذلك بعض الحيوانات المفترسة الكبيرة والقوية بشكل مدهش، ويمكن أن تنمو التونة ذات الزعانف والعيون الصفراء إلى ما يقرب من 8 أقدام (2.4 متر) وتزن 440 رطلا (200 كجم)، على سبيل المثال، بينما يبلغ طول بعض سمك التونة ذات الزعانف الزرقاء حوالي 15 قدما (4.6 مترا) وتزن ما يصل إلى 2000 رطل (900 كجم).
يعتبر سمك التونة سباحا قويا وسريعا ومن أسرع الأسماك في محيطات العالم، ولكنه يشبه سمك أبو شراع، وعادة ما يتم تضخيم سرعته القصوى بناء على الحكايات أو الحسابات غير الموثوقة، وبينما تدعي بعض المصادر أن سمك التونة يمكن أن يسبح حتى 75 ميلا في الساعة (120 كم / ساعة)، تشير الأبحاث إلى أن هذا غير مرجح، وخلصت دراسة أجريت عام 1964 إلى أن التونة ذات الزعانف الصفراء يمكنها السباحة بسرعة 46 ميلا في الساعة (74 كم / ساعة).
ووجدت دراسة أجريت عام 1989 أن سرعة التونة الأطلسية العملاقة ذات الزعانف الزرقاء ربما تصل سرعتها القصوى إلى 33 ميلا في الساعة (53 كم / ساعة)، ودراسة أجريت عام 2016 توضح قد تصل سرعة التونة الصغيرة (أحد أنواع التونة الشائعة المعروفة أيضا باسم بونيتا) بحد أقصى 16 ميلا في الساعة (25 كم / ساعة)، ومثل سمكة أبو شراع، قد تكون سرعات التونة القصوى محدودة بتأثيرات التجويف على زعانفهم.
5- القرش ماكو من أسرع الأسماك:
يشار إلى قرش ماكو قصير الزعانف على أنه أسرع سمكة قرش على قيد الحياة اليوم، ومن الصعب تحديد سرعتها القصوى مثل العديد من أسرع الأسماك الأخرى، ولكن تم تسجيلها بشكل موثوق عند 31 ميلاً في الساعة (50 كم / ساعة) ، وهناك ادعاء بسرعات تصل إلى 46 ميل في الساعة (74 كيلومترا في الساعة)، وفقا لإحدى الروايات من نيوزيلندا، حيث قام الباحثون بإغراء قرش ماكو قصير الزعنفة لمطاردة كاميرا مزودة بطعم يسحبها قاربهم، وتسارعت سمكة القرش لتغطية أكثر من 100 قدم ( 30 مترا) في ثانيتين فقط، ويشير ذلك إلى أنه ربما وصل قرش ماكو إلى 68 ميلا في الساعة (109 كيلومترات في الساعة) خلال سباقه السريع.
بغض النظر عن سرعته القصوى بالضبط، فإن قرش ماكو قصير الزعانف يستحق سمعته كطوربيد، وإنه يكسب رزقه من خلال مطاردة بعض أسرع الأسماك الأخرى في المحيط، بما في ذلك التونة والبونيتو والماكريل وسمك أبو سيف، ويشتهر أيضا بقفزاته البهلوانية أثناء الصيد، وفي بعض الحالات قفز إلى قوارب الصيادين أو حتى تحطمت القوارب من خلاله، ومع كل أسماك القرش، نحن أكثر خطورة عليهم بشكل عام، ونظرا لتهديدات الصيد بشكل أساسي مثل الصيد العرضي والأنواع المستهدفة، فإن قرش ماكو قصير الزعانف مدرج على أنه مهدد بالإنقراض من قبل الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.