يمكن أن يكون التمتع بشعبية في مملكة الحيوانات سيفا ذا حدين، وغالبا ما تظهر أنواع الحيوانات الشعبية التي تعتبر جذابة مثل الأسود والنمور والفيلة في حملات التسويق والإعلان، ولكن انتشارها في كل مكان قد يكون له تأثير سلبي على الحفظ، ونظرا لأن الناس يشاهدون صورا لهذه الحيوانات الشعبية الشهيرة بشكل متكرر في الحياة اليومية، فقد لا يكون لديهم أي دليل على أنهم معرضون لخطر الإنقراض، وتشير دراسة دولية جديدة إلى أن شعبية هذه الحيوانات قد تساهم في زوال هذه الأنواع.
أكثر الحيوانات الشعبية جاذبية:
قال المؤلف الرئيسي فرانك كورشامب من جامعة باريس لبي بي سي نيوز إن مفهوم الأنواع الكاريزمية جديد نسبيا في بيولوجيا الحفظ، وتشير كلمة الكاريزمية وفقا للباحثين إلى الأنواع التي تجتذب أكبر قدر من الإهتمام والتعاطف من الجمهور، وقال، هناك ادعاء منتظم بأن أنواع الحيوانات الشعبية الأكثر جاذبية تقوم بتحويل معظم الوقت والموارد في مجال الحفظ.
وبدأت أتساءل عما إذا كان هذا صحيحا ثم أعقبته نتائج أفضل في الحفاظ على البيئة، ولمعرفة ماهية هذه الأنواع استخدم الباحثون الإستطلاعات عبر الإنترنت والإستبيانات المدرسية لسؤال الناس عن الحيوانات الشعبية التي يعتقدون أنها الأكثر جاذبية، كما قاموا بالإطلاع على مواقع الويب الخاصة بحدائق الحيوان في أكبر 100 مدينة في العالم لمعرفة الحيوانات الشعبية التي تم تمثيلها عبر الإنترنت، وأخيرا، قاموا بحساب الحيوانات التي ظهرت على أغلفة أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها دبزني وبيكسار، ولأن الباحثين استخدموا مصطلح حيوان بدلا من نوع، فإن بعض الحيوانات مثلت أكثر من نوع واحد.
أكثر 10 من الحيوانات الشعبية الجذابة:
* النمر
* الأسد
* الفيل (ثلاثة أنواع)
* الزرافة
* الفهد
* الباندا
* الفهد
* الدب القطبي
* الذئب الرمادي
* الغوريلا (نوعان)
تم تصنيف تسعة من الحيوانات الشعبية التي تم وضعها في القائمة على أنها معرضة للخطر أو مهددة بالإنقراض أو معرضة للخطر الشديد في القائمة الحمراء للإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وتم تصنيف الذئب فقط على أنه أقل قلقا، وسأل الباحثون المشاركين في الإستطلاع والطلاب الذين شملهم الإستطلاع عما إذا كانوا يعتقدون أن الحيوانات الشعبية معرضة للخطر وأن نصفهم تقريبا كانوا مخطئين في تقييم حالة الحيوانات.
مجتمع الحيوانات الشعبية الإفتراضي:
قال كورشامب إن العديد من الحيوانات الشعبية الأكثر جاذبية شائعة في ثقافة البوب والتسويق لدرجة أنها قد تكون جزءا من مجموعة افتراضية خادعة تزدهر أكثر من الحياة الواقعية، وقد وجد الباحثون، على سبيل المثال، أن المواطن الفرنسي سيرى ما معدله 4.4 أسد يوميا من خلال الصور والشعارات والرسوم المتحركة والمجلات والعلامات التجارية وغيرها من المصادر.
وهذا يعني أن الناس يرون في المتوسط ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عدد الأسود الإفتراضية في عام واحد مقارنة بإجمالي عدد الأسود البرية التي تعيش في غرب إفريقيا، وقال كورشامب في بيان، دون علم الشركات التي تستخدم الزرافات أو الفهود أو الدببة القطبية لأغراض تسويقية، ربما تساهم بنشاط في التصور الخاطئ بأن هذه الحيوانات الشعبية ليست معرضة لخطر الإنقراض، وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى الحفاظ عليها.
ما هو الحل؟
يقترح الباحثون أن الشركات التي تستخدم صورا لأنواع الحيوانات الشعبية المهددة للتسويق يجب أن تقدم معلومات حول الحفظ وربما حتى التبرع بالمال للمساعدة في حماية الأنواع، وقد يكون من الصعب القيام بذلك، وفي وقت سابق من هذا العام، أنشأت لاكوست مجموعة محدودة الإصدار من قمصان البولو تضم 10 حيوانات مختلفة مهددة بالإنقراض بدلا من التمساح الأخضر الشهير للشركة.
ويقول الباحثون، ربما ستنتشر الفكرة وتزيد الوعي، وقال ويليام ريبل الأستاذ المتميز في بيئة الغابات في جامعة ولاية أوريغون، يبدو أن ظهور هذه الحيوانات الشعبية المحبوبة في المتاجر وفي الأفلام والتلفزيون وعلى مجموعة متنوعة من المنتجات يضلل الجمهور للإعتقاد بأنهم بخير، وإذا لم نتحرك في جهود متضافرة لإنقاذ هذه الأنواع من الحيوانات الشعبية، فقد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يراها أي شخص قريبا.