من المرجح أن تشهد الأرض سادس انقراض جماعي فيما يخص الحياة البرية، فلقد مر الكوكب بما لا يقل عن خمس كوارث من هذا القبيل من قبل، لكن هذه هي الأولى في تاريخ البشرية، والأولى التي لها بصمات بشرية، ويقدم تقرير صادر عن الصندوق العالمي الخاص بالحياة البرية تفاصيل واقعية حول هذا الإنخفاض، والذي أدى بالفعل إلى خفض أعداد الحيوانات البرية الفقارية على كوكب الأرض بمعدل 60% في 40 عاما فقط، ويكشف تقرير الكوكب الحي عن المدى المقلق لهذه الأزمات البيئية الأخرى في جميع أنحاء العالم، لكنه يلقي الضوء أيضا على الطرق التي لا يزال بإمكاننا حماية ما تبقى منها وإعادة تأهيله.
يقول ماركو لامبرتيني، مدير صندوق الحياة البرية العالمي، في بيان، يظهر لنا العلم الواقع القاسي الذي تتحمله غاباتنا ومحيطاتنا وأنهارنا بأيدينا، ويعد تقلص أعداد الحياة البرية والأماكن البرية مؤشرا على التأثير الهائل والضغط الذي نمارسه على الكوكب، مما يقوض النسيج الحي للغاية الذي يدعمنا جميعا، من الطبيعة والتنوع البيولوجي، ويصدر تقرير الكوكب الحي من قبل الصندوق العالمي للطبيعة كل عامين، التقرير الكامل يمتد على 140 صفحة كثيفة في ملف PDF بحجم 15 ميجا بايت، وكما اعترف كبير العلماء في الصندوق العالمي للطبيعة، جون هويكسترا في عام 2014، فإن هذه التقارير يمكن أن تبدو مربكة ومعقدة للغاية، وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية:
1- أعداد الفقاريات البرية آخذة في الإنخفاض داخل الحياة البرية:
شهد سكان الأرض داخل الحياة البرية من الفقاريات وجميع الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك انخفاضا إجماليا بنسبة 60% من 1970 إلى 2014، وهو آخر عام تتوفر فيه البيانات (على سبيل المقارنة، سجلت إصدارات 2016 و 2014 انخفاضا بنسبة 58٪ و 52٪ منذ عام 1970، على التوالي).
2- عمل العديد من الباحثين على تقرير عن الحياة البرية:
ساهم أكثر من 50 باحثا من جميع أنحاء العالم في تقرير عن الحياة البرية عام 2018، حيث قاموا بتحليل إجمالي 16704 من الحيوانات البرية من 4005 نوعا.
3- فقدان الموائل هو أكبر ما يهدد الفقاريات داخل الحياة البرية:
السبب الأول لإنحدار الحياة البرية هو فقدان الموائل وتدهورها، والذي يمثل ما يقرب من نصف جميع التهديدات داخل كل مجموعة تصنيفية، بإستثناء الأسماك (28 في المائة)، ويشير التقرير إلى أن التهديدات الشائعة لموائل الحياة البرية تشمل الزراعة غير المستدامة، وقطع الأشجار، والنقل، والتنمية السكنية أو التجارية، وإنتاج الطاقة والتعدين، مضيفا أن تجزئة الأنهار والجداول واستخراج المياه هي أيضا أسباب سائدة في النظم الإيكولوجية للمياه العذبة.
4- يتم تدمير النظم البيئية داخل الحياة البرية:
تعمل هذه الظاهرة على تقليص بعض أكثر النظم البيئية شهرة على الأرض فقد اختفى ما يقرب من 20% من غابات الأمازون المطيرة في غضون 50 عاما فقط، على سبيل المثال، في حين تم فقد حوالي نصف جميع الشعاب المرجانية في المياه الضحلة في الثلاثين عاما الماضية، ومع ذلك، فإنه يهدد أيضا العديد من الموائل الأخرى الأقل شهرة في الحياة البرية مثل الأراضي الرطبة، التي فقدت 87% من مساحتها في العصر الحديث، وفقا للتقرير.
5- الإستغلال المفرط هو تهديد خطير آخر في الحياة البرية للفقاريات:
السبب العام الثاني في تهديد الحياة البرية هو الإستغلال المفرط، والذي لا يشير فقط إلى الصيد المتعمد، والصيد الجائر وحصاد الحياة البرية، ولكن أيضا إلى القتل غير المتعمد للأنواع غير المستهدفة، والمعروف باسم الصيد العرضي، ويعد الإستغلال المفرط مشكلة كبيرة بشكل خاص للأسماك، حيث يمثل 55% من التهديدات التي تواجه تجمعات الأسماك.
6- تشكل الأنشطة البشرية الأخرى تهديدات الحياة البرية:
تشمل التهديدات الرئيسية الأخرى الأنواع الغازية والأمراض والتلوث وتغير المناخ في الحياة البرية، ويشير التقرير إلى أن هذا الأخير هو الأكثر شيوعا باعتباره تهديدا للطيور والأسماك، حيث يمثلان 12% و8% من التهديدات على التوالي.
7- تعرضت موائل المياه العذبة لضربة قوية بشكل خاص:
أسرع انخفاض في الحياة البرية هو في موائل المياه العذبة، التي فقدت 83% من فقارياتها بين عامي 1970 و 2014، وينخفض إجمالي عدد فقاريات المياه العذبة بنحو 4% كل عام.
8- المناطق المدارية هي أيضا معرضة للخطر بشكل خاص:
تفقد المناطق الإستوائية على كوكب الأرض أنواع الفقاريات بمعدل كبير بشكل خاص، حيث تعاني أمريكا الجنوبية والوسطى من انخفاض بنسبة 89% منذ عام 1970، وهذا هو الإنخفاض الأكثر وضوحا في أي عالم جغرافي حيوي، وفقا للتقرير، تليها منطقة المحيطين الهندي والهادئ (64%)، وأفروتاريكال (56%) ، بالياركتيك (31%) ونيركتيك (23%).
9- كما أن توافر الموائل للفقاريات آخذ في إنخفاض الحياة البرية:
علاوة على تتبع الإنخفاضات السكانية، يبحث تقرير 2018 أيضا في المؤشرات الإضافية المتعلقة بتوزيع الأنواع ومخاطر الإنقراض والتنوع البيولوجي، ويقدم مؤشر موائل الأنواع، على سبيل المثال، مقياسا إجماليا لمدى الموائل المناسبة المتاحة لكل نوع، انخفضت الإتجاهات العامة في الثدييات بنسبة 22% منذ عام 1970، مع تسجيل أكبر انخفاض إقليمي تم الإبلاغ عنه في منطقة البحر الكاريبي بنسبة 60%، وكانت المناطق الأخرى التي شهدت انخفاضا أكبر من 25% هي أمريكا الوسطى وشمال شرق آسيا وشمال إفريقيا.
10- التنوع البيولوجي آخذ في إنحدار الحياة البرية:
يقدم التقرير أيضا مؤشر سلامة التنوع البيولوجي (BII) الذي يتراوح من 100 إلى 0%، حيث يمثل 100 بيئة طبيعية غير مضطربة أو نقية مع القليل من البصمة البشرية أو معدومة، وتشير أحدث التقديرات العالمية إلى أن مؤشر سلامة التنوع البيولوجي انخفض من 81.6٪ في عام 1970 إلى 78.6٪ في عام 2014.
11- التنوع البيولوجي أمر حيوي للحضارة البشرية:
التنوع البيولوجي ليس مجرد رفاهية من اللطيف الحصول عليها، كما جاء في التقرير، ولكنه ركيزة أساسية للحضارة البشرية التي تمنحنا موارد حيوية، وعلى الصعيد العالمي، تقدر قيمة خدمات النظام البيئي هذه بنحو 125 تريليون دولار سنويا، على سبيل المثال، يفحص التقرير مدى اعتمادنا على الملقحات الموجودة على كوكب الأرض المسؤولة عن إنتاج المحاصيل سنويا من 235 مليار دولار إلى 577 مليار دولار وكيف تتأثر وفرتها وتنوعها وصحتها بتغير المناخ والزراعة المكثفة والأنواع الغازية والأمراض الناشئة.