تعد الزرافات أطول الحيوانات البرية على قيد الحياة اليوم، حيث يبلغ ارتفاع الزرافات البالغة 20 قدما (6 أمتار)، وفي حين أن ارتفاعهم الرائع هو حقيقة عامة إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون سوى القليل عن هؤلاء العمالقة اللطفاء، وعلى الرغم من مكانتها المثيرة للإعجاب إلا أن الزرافات تحافظ على مستوى منخفض نسبيا وغالبا ما تمضغ الأوراق بهدوء في الخلفية بينما تخطف الحيوانات الأخرى الأضواء.
حتى العلماء ودعاة الحفاظ على البيئة لديهم تاريخ في تجاهل الزرافات على الأقل مقارنة ببعض الأنواع الأخرى (على الرغم من أن هذا لحسن الحظ بدأ يتغير في السنوات الأخيرة)، وتتعرض هذه الحيوانات الضخمة الرائعة لخطر متزايد من الحيوانات التي تحتاج إلى مساعدتنا لتجنب التلاشي في البرية.
1- قد تطورت الزرافات الأولى في أوروبا:
على الرغم من أن الزرافات تعيش الآن فقط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلا أن الأبحاث تشير إلى أن أسلاف الزرافات الحديثة تطورت على الأرجح في جنوب وسط أوروبا منذ حوالي 8 ملايين سنة، وحققت معاملات الجمعية الملكية لجنوب إفريقيا نجاحا أكثر من الأقارب الذين انتقلوا إلى آسيا وتوفوا بعد بضعة ملايين من السنين، وقد أفاد الباحثون أن تطور الزرافة كان مدفوعا بشكل أساسي بالتغيرات في الغطاء النباتي من الغابات إلى مزيج من السافانا والغابات والشجيرات.
وكان لأسلاف الزرافات الأطول ميزة في الوصول إلى أوراق الأشجار المغذية في هذا الموطن لذلك كان الأفراد الأطول أكثر عرضة لنقل جيناتهم، ونتج عن هذه العملية التطورية عمالقة يمكن أن تتغذى على أوراق الشجر بعيدا عن متناول الحيوانات الأخرى، وبالإضافة إلى ذلك يقاتل الذكور بأعناقهم الطويلة مما يضيف المزيد من الضغط الإنتقائي، وتعتبر السلامة من الحيوانات المفترسة ميزة كبيرة أيضا طولها يعني أن الزرافات يمكنها رؤية الخطر من بعيد، وليس من السهل على الحيوانات المفترسة إخضاعها.
2- هناك عدة أنواع في عائلة الزرافات:
لطالما كان ينظر إلى الزرافات على أنها نوع واحد يحتوي على تسعة أنواع فرعية، فلا تزال هذه هي الطريقة التي يصنفها بها الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، لكن لا يتفق الجميع، واقترحت دراسة أجريت عام 2001 وجود نوعين تلاه نوع آخر في عام 2007 حدد ستة أنواع، وقد وصلت دراسات أخرى إلى ثمانية أنواع لكن العديد من العلماء يتعرفون الآن على ثلاثة أو أربعة أنواع من الزرافات، وفي تصنيف الأنواع الأربعة هناك الزرافات الشمالية، والزرافات الجنوبية، والزرافات الشبكية وزرافات الماساي.
وتحتوي الزرافة الشمالية على ثلاثة أنواع فرعية (زرافات كردفان والنوبة وغرب إفريقيا)، والزرافة الجنوبية لها نوعان (الزرافات الأنغولية وزرافات جنوب أفريقية)، وتم تبني هذا التصنيف من قبل مؤسسة الحفاظ على الزرافة والتي تشير إلى أنه يعتمد على التحليل الجيني لأكثر من 1000 عينة من الحمض النووي المأخوذة من جميع مجموعات الزرافة الرئيسية في جميع أنحاء إفريقيا.
هذه الزرافات هي الأعضاء الحية الوحيدون من جنس الزرافة ولكن إذا قمت بتصغير مستوى تصنيف واحد لعائلة الزرافات، فإنهم ينضمون إلى جنس آخر، وهي تشمل نوعا واحدا فقط وهو الأوكابي الذي يسكن في الغابة حيث يلمح عنقه الممدود قليلا، وتشير الأبحاث إلى أن آخر سلف مشترك للزرافات والأوكابي عاش منذ حوالي 11.5 مليون سنة.
3- همهمة الزرافات لبعضهم البعض في الليل:
بصرف النظر عن همهمات وشخير خفيف، كان يعتقد منذ فترة طويلة أن الزرافات لا تنطق، ورأى العديد من العلماء أنه مع مثل هذه الأعناق الطويلة سيكون من الصعب جدا على الزرافات توليد ما يكفي من تدفق الهواء لإصدار أصوات مسموعة، ومع ذلك في دراسة أجريت عام 2015 أبلغ فريق من علماء الأحياء عن أدلة على وجود زرافات في ثلاث حدائق للحيوان تطن لبعضها البعض في الليل.
ولا يزال الكثير غير معروف عن هذه الطنين والتي يصفها الباحثون بأنها غنية بالبنية التوافقية ولها صوت عميق ومستمر، ومن غير الواضح ما إذا كانت حقا شكلا من أشكال التواصل لكن مؤلفي الدراسة توقعوا أنها قد تكون بمثابة أصوات اتصال لمساعدة الحيوانات على البقاء على اتصال بعد حلول الظلام.
4- حتى الزرافات حديثة الولادة أطول من معظم الناس:
يبلغ طول الزرافات حديثة الولادة حوالي 6 أقدام (1.8 متر) و 220 رطلا (100 كجم)، حيث تلد الزرافة الأم التي يبلغ طول ساقيها وحدها حوالي 6 أقدام واقفة لذلك يجب أن يتحمل العجل هبوطا طويلا على الأرض، ومع ذلك لا يزال يقف على رجليه المغزليين في غضون ساعة من الولادة، وهذا التعديل السريع مهم، وفي حين أن الزرافات البالغة طويلة وضخمة بما يكفي لصد معظم الحيوانات المفترسة فإن الشيء نفسه لا ينطبق على عجولها التي لا يعيش نصفها تقريبا عامهم الأول.
5- لديك نفس عدد فقرات العنق مثل الزرافات:
يبلغ طول الزرافات البالغة ضعف طول حافة مرمى كرة السلة، ومع وجود الكثير من هذا الإرتفاع في أعناقهم، سيكون من المنطقي أن نفترض أن لديهم فقرات عنق أكثر مما لدينا لكن هذا سيكون خطأ، حيث تمتلك الزرافات والبشر وجميع الثدييات الأخرى تقريبا سبع فقرات في عنقية، كما قد تتخيل فإن فقرات الزرافات ليست مثل فقراتنا تماما، ويمكن أن يبلغ طول فقرة واحدة في رقبة الزرافات 11 بوصة (28 سم) وهي أطول من رقبة معظم البشر.
6- الزرافات لها ألسنة طويلة قابلة للإمساك بالأشياء:
يتكون النظام الغذائي للزرافة بشكل أساسي من الأوراق الطازجة والأغصان من رؤوس الأشجار وخاصة الأكاسيا، وبالإضافة إلى التعزيز الواضح الذي يحصلون عليه من أرجلهم الطويلة ورقابهم تلعب ألسنتهم دورا رئيسيا في مساعدتهم على الوصول إلى هذا المصدر الحصري للغذاء، ويبلغ طول ألسنة الزرافات ذات اللون الأرجواني المزرق حوالي 18 بوصة (45 سم)، كما أنها قادرة على الإمساك بالأشياء، مما يساعد الزرافات على لفها حول الأوراق وسحبها بمهارة من بين الأشواك الموجودة على أشجار الأكاسيا، وتأكل الزرافات ما يصل إلى 66 رطلا (30 كجم) من الطعام يوميا، وقد يساعدهم اللون الداكن لألسنتهم على تناول الطعام طوال اليوم دون التعرض لحروق الشمس.
7- الزرافات لا يشربون الكثير من الماء:
لا تشرب الزرافات الماء إلا مرة كل بضعة أيام حتى عندما تكون المياه متاحة بسهولة فنادرا ما يشربونه، وبدلا من ذلك تحصل الزرافات على معظم مياهها من النباتات التي تأكلها، وقد تكون أكثر مقاومة للجفاف من بعض الحيوانات الأخرى، وتميل الأشجار الطويلة التي تتغذى عليها إلى أن تكون لها جذور أعمق، مما يمكن الأشجار من الدخول في المياه العميقة تحت الأرض غير المتوفرة للأشجار الأقصر أو الحيوانات الأقصر التي تتغذى عليها.
8- الزرافات لديهم ارتفاع في ضغط الدم:
نظرا لأن رؤوس الزرافات تقع بعيدا عن قلوبهم فإن أجسامها تواجه تحديا فريدا في ضخ الدم إلى الدماغ، ونتيجة لذلك طورت الزرافات ارتفاعا شديدا في ضغط الدم يصل إلى 280/180 ملم زئبق وهو ما يقرب من ضعف ما لدى البشر، وزيادة تصل إلى 170 نبضة في الدقيقة عندما يركض الحيوان، ويمكن أن يصل وزن قلب الزرافات إلى 24 رطلا (11 كجم) يقال إنه أكبر قلب لأي حيوان ثديي بري على الرغم من أنه ليس كبيرا كما كان يعتقد سابقا، ويقال إن القلب يعتمد على جدران سميكة بشكل غير عادي للبطين الأيسر لتوليد ضغط الدم المرتفع حيث يضخ ما يصل إلى 15 جالونا (60 لترا) من الدم عبر الجسم كل دقيقة.
9- الزرافات قد تكون قادرة على السباحة:
شكل جسم الزرافات لا يصلح للتنقل عبر الماء، وكان يعتقد منذ فترة طويلة أن الزرافات ببساطة لا تستطيع السباحة، ووفقا لدراسة أجريت عام 2010 من المحتمل أن تكون الزرافات قادرة على السباحة حتى وإن لم يكن ذلك برشاقة كبيرة، وبدلا من اختبار ذلك باستخدام الزرافات الفعلية استخدم الباحثون التحليل الحسابي لفحص كيفية عمل ميكانيكا الزرافة السابحة، ووجدوا أن الزرافات البالغة بالحجم الكامل ستصبح طافية في الماء على عمق يزيد عن 9.1 قدم (2.8 متر)، وعند هذه النقطة قد تتمكن من السباحة إذا لزم الأمر حقا، وكتب الباحثون، في حين أنه ليس من المستحيل على الزرافات السباحة فإننا نتوقع أن يكون أداؤها ضعيفا مقارنة بالثدييات الأخرى وبالتالي من المحتمل أن تتجنب السباحة إذا أمكن.
10- أنماط معطف الزرافات فريدة من نوعها مثل بصمات أصابعنا:
كل الزرافات لديها معاطف مرقطة لكن لا توجد زرافتان لهما نفس النمط، ويمكن لبعض الباحثين التعرف على الزرافات الفردية من خلال أنماطها المميزة، وقد تكون هذه البقع قد تطورت جزئيا على الأقل للتمويه والتي يمكن أن تكون ذات قيمة خاصة للشباب الذين لا يزالون قصيرين بما يكفي ليكونوا عرضة للحيوانات المفترسة، وقد تساعد البقع أيضا في تبديد الحرارة حول جسم الزرافة نظرا لأن درجة حرارة الجلد أعلى قليلا في المناطق الأكثر قتامة، ويمكن أن تلعب دورا في التواصل الإجتماعي.
11- قد تعاني الزرافات من انقراض صامت:
كان يوجد حوالي 150.000 زرافة برية حتى عام 1985، لكن هناك الآن أقل من 97.000 ، وفي عام 2016 نقل الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة الزرافات من الأقل قلقا إلى المعرضة للخطر في قائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالإنقراض، ولا يزال الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة يصنف جميع الزرافات كنوع واحد، ولكن في عام 2018 أصدر قوائم جديدة لسبعة من الأنواع الفرعية التسعة مدرجة ثلاثة منها على أنها مهددة بالإنقراض أو معرضة للإنقراض واثنتان على أنها قابلة للخطر، ولقد انقرضت الزرافات بالفعل في سبعة بلدان على الأقل.
والآن تقلصت أعداد الزرافات المتبقية بنحو 40٪ خلال 30 عاما، ويعزى انخفاضها إلى حد كبير إلى فقدان الموائل وتجزئتها إلى جانب التهديدات من الصيد الجائر والجفاف والتي أصبحت أكثر حدة بسبب تغير المناخ، وحظيت محنة الزرافات باهتمام عام ودراسة علمية قليلة نسبيا مقارنة بالحيوانات الأفريقية الشهيرة الأخرى مثل الفيلة ووحيد القرن، مما دفع بعض دعاة الحفاظ على البيئة إلى التحذير من احتمال حدوث انقراض صامت، ومع ذلك كانت هناك بعض مؤشرات الأمل في السنوات الأخيرة، بما في ذلك المزيد من الدعاية لإنخفاضها ومكاسب السكان بين بعض الأنواع الفرعية.