يمكن أحيانا التخفيف من الإبتهاج المصاحب للأخبار التي تتوقعينها بسبب مخاطر الإجهاض، وخاصة إذا كنت قد تعرضت لفقدان الحمل في وقت مبكر على الرغم من شيوع حالات الإجهاض حيث تؤثر على حوالي 20 في المائة من حالات الحمل، إلا أن خطر الإجهاض ينخفض بشكل ملحوظ بمجرد وصول المرأة إلى الثلث الثاني من الحمل، بشرط أن يتقدم حملها دون حدوث مضاعفات.
مخاطر الإجهاض في الثلث الأول من الحمل:
تحدث معظم حالات الإجهاض بسبب تشوهات الكروموسومات التي تحدث خلال الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، ومعظم حالات الإجهاض تحدث بشكل عشوائي بعد فترة وجيزة من الإخصاب بسبب عدد غير طبيعي من الكروموسومات أثناء فترة الإخصاب، وعادة لا يبقى الجنين الذي يحتوي على عدد غير طبيعي من الكروموسومات على قيد الحياة.
ولهذا السبب تحدث معظم حالات الإجهاض خلال الجزء المبكر جدا من الحمل، وتحدث 15 في المائة إضافية من حالات الإجهاض قبل أن يمكن التعرف على الحمل سريريا من خلال الموجات فوق الصوتية، كما تلاحظ، عادة ما تنتهي حالات الحمل الكيميائي التي لا يمكن تأكيدها إلا من خلال فحص الدم في غضون أسابيع قليلة من الحمل.
مخاطر الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل:
من النادر حدوث إجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل، والذي يشمل الأسابيع من 13 إلى 27 من الحمل، ويؤثر الإجهاض على 1 إلى 5 بالمائة فقط من حالات الحمل بين الأسبوعين الثالث عشر والتاسع عشر من الحمل، وفقا لدراسة أجريت عام 2007 في طبيب الأسرة الأمريكية، وبعد 20 أسبوعا، يعتبر الإجهاض ولادة جنين ميتا، ولكن هذا نادر أيضا، وحوالي 0.3 في المائة فقط من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض بين الأسبوعين 20 و27، وفقا لنفس الدراسة، والتي تقول إن حالات الإجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل تحدث عادة بسبب التشوهات التشريحية.
يمكن أن يحدث الإجهاض في وقت لاحق أثناء الحمل إذا كان عنق الرحم غير كفء، مما يعني أن عنق الرحم غير طبيعي، وعنق الرحم غير الكفء هو أحد مضاعفات الحمل في الثلث الثاني من الحمل والذي يحدث عادة عندما ينمو الجنين في الرحم، وفي هذه الحالات، يمكن استخدام إجراء يعرف باسم التطويق، حيث يتم خياطة عنق الرحم لمنع فقدان الحمل أو الولادة المبكرة، وعوامل أخرى غير مرئية مثل انفصال المشيمة أو الرحم المنفصل.
ويمكن أن تساهم في الإجهاض في الثلث الثاني، ويحدث انفصال المشيمة عندما تقشر المشيمة بعيدا عن الرحم، والرحم المنفصل يتميز بغشاء رقيق يفصل العضو، وأخيرا، يمكن أن تؤدي الحالات الصحية المزمنة غير المنضبطة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة فرصة الإجهاض لدى المرأة خلال الثلث الثاني من الحمل.
مخاطر الإجهاض في الثلث الثالث من الحمل:
كما هو الحال مع حالات الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، فإن حالات الإجهاض التي تحدث خلال الثلث الثالث من الحمل، أو بين الأسبوعين 28 و40 من الحمل نادرة الحدوث، وتمثل أقل من 1 في المائة من جميع حالات الإجهاض، وفقا لمعاهد الصحة الوطنية، لذلك، بحلول الوقت الذي يتقدم فيه حملك إلى الثلث الثالث من الحمل، تكون فرصتك في ولادة طفل صحي كامل المدة بعد الأسبوع 37 أكثر من 99 في المائة.
وتحدث معظم حالات الإجهاض بسبب مضاعفات غير متوقعة مثل التمزق المبكر للكيس الأمنيوسي أو انفصال المشيمة، والذي يحدث عندما ينفصل الكيس الأمنيوسي عن جدار الرحم، ويمكن أن تساهم أيضا المضاعفات من الحبل السري، أو مرض الأم المفاجئ، أو الإصابة بارتفاع درجة الحرارة، أو الإدارة غير المنضبطة للحالات المزمنة مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم في فقدان الحمل في وقت لاحق.
بغض النظر عن مرحلة الحمل التي تمر بها، فإن الرعاية المناسبة قبل الولادة ضرورية، وخاصة إذا كنت تعانين من حالة صحية مزمنة مثل مرض السكري أو اضطراب الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل، وإذا كنت تعانين من فقدان الحمل المتكرر، لا سيما في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فمن المحتمل أن يطلب مقدم الرعاية الصحية الخاص بك المزيد من الإختبارات لاستبعاد أي أمراض وراثية أو غير مشخصة قد تمنعك من الحمل في المستقبل حتى موعده.