تشتهر السمكة المنتفخة بقدرتها على الإنتفاخ في شكل كرة أكبر بأضعاف من حجمها الطبيعي لتجنب الحيوانات المفترسة، والمعروفة أيضا باسم السمكة الينفوخ، والفوغو، والسمك الكرة، حيث تلتهم السمكة كميات هائلة من الماء (وأحيانا الهواء) لملء بطنها عند التهديد، وفي هذه الحالة المتضخمة، لا يمكنها السباحة إلا بحوالي نصف سرعتها الطبيعية.
وتحتوي بعض الأنواع أيضا على أشواك على جلدها لردع الحيوانات المفترسة، وهناك حوالي 100 نوع مختلف من السمكة المنتفخة، ويحتوي معظمها على مادة سامة تجعلها ضارة للأسماك الأخرى ومميتة للإنسان، وهذا يجعلها واحدة من أكثر الفقاريات السامة في العالم، وفي المرتبة الثانية بعد الضفدع الذهبي السام، وتحتوي سمكة واحدة من السمكة المنتفخة على سم يكفي لقتل 30 شخصا، ولا يوجد ترياق معروف له حتى الآن.
تشريح السمكة المنتفخة:
تأتي السمكة المنتفخة في مجموعة من الألوان مثل الأصفر والأزرق والرمادي والأبيض والبني، ومن الصعب تحديد بعض الأنواع على أنها سمكة منتفخة إذا لم تكن منتفخة، وليس لديها قشور مثل معظم الأسماك، وجلدها سميك وخشن، ومرونة المعدة تسمح لها بالتمدد، وبعض الأنواع لها أشواك على جلدها، ويتراوح متوسط حجم السمكة المنتفخة بين 7 و 24 بوصة، وتعيش لمدة 4 إلى 8 سنوات في البرية.
ما هو موطن السمكة المنتفخة؟
توجد معظم الأسماك المنتفخة في المياه البحرية شبه الإستوائية والإستوائية في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي، وهذا يشمل الشعاب المرجانية، وغالبا ما توجد بالقرب من السواحل، بينما تعيش أيضا في المياه قليلة الملوحة والعذبة، ولا توجد السمكة المنتفخة في الماء البارد، ويقضي حوالي 35 نوعا من الأسماك المنتفخة دورة حياتها بأكملها في المياه العذبة، وتوجد أنواع المياه العذبة في المناطق الإستوائية المنفصلة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
كيف تدافع السمكة المنتفخة عن نفسها من الحيوانات المفترسة؟
تمتلك السمكة المنتفخة مجموعة من الدفاعات الطبيعية لتعويض ضعف قدرتها على السباحة، وتستخدم زعانفها الصدرية والظهرية والشرجية والذيلية، وفي حين أنها سهلة المناورة، فإن افتقارها إلى السرعة يجعلها هدفا سهلا، والسمة الرئيسية للسمكة المنتفخة هي قدرتها على تضخيم جسدها عندما تتعرض للتهديد، وقد يكون هذا مخيفا للحيوانات المفترسة التي تجد المخلوق المتضخم مخيفا، أو ببساطة غير مريح، ولأنها تدرك أنها لن تكون قادرة على أكل شيء كبير جدا.
بالإضافة إلى قدرتها على التمدد، تحتوي بعض الأسماك المنتفخة أيضا على أشواك على جلدها مما يردع الحيوانات المفترسة، وأجسامهم مغطاة بأشواك سامة ضارة بالحيوانات والبشر، في حين أن طعمها السيئ يمكن أن يكون كافيا لردع الحيوانات المفترسة، وتحتوي جميع أنواع السمكة المنتفخة تقريبا على تيترودوتوكسين وهو سم عصبي أقوى بمقدار 1200 مرة من السيانيد، وفي السمكة المنتفخة يمكن العثور عليه في المبيض والكبد والأمعاء والجلد والعضلات، ويوجد تيترودوتوكسين أيضا في السمكة الدسانية والأخطبوط ذو الحلق الأزرق، ويعمل عن طريق شل الحجاب الحاجز والتسبب في فشل الجهاز التنفسي.
على الرغم من أن السمكة المنتفخة من السباحين الفقراء، إلا أن زعانف الذيل لديها القدرة على الإنطلاق بالسرعة التي تساعدها على تجنب التهامها، وعندما يقترن بصرها الممتاز وقدرتها على تحريك كلتا العينين بشكل مستقل، فإن هذا يوفر دفاعا مهما ضد الحيوانات المفترسة، وفي حين أن بعض الأسماك المنتفخة يمكن أن تغير لونها ليناسب بيئتها، فإن الكثير منها باهت، ومع ذلك، فإن الأنواع ذات الألوان الزاهية ذات العلامات المميزة قد لا تبذل أي جهد للإختباء من الحيوانات المفترسة، ويمكن أن يكون هذا مثالا على اللابوزيماتيزم، ويحدث هذا عندما يعلن حيوان للحيوانات المفترسة المحتملة أنه لا يستحق الهجوم أو الأكل، بسبب دفاعات مثل السمية أو السم أو الطعم أو الرائحة الكريهة أو العمود الفقري الحاد أو الطبيعة العدوانية.
ما هي أعراض التسمم بسم السمكة المنتفخة؟
من المحتمل أن تظهر أعراض تسمم الأسماك المنتفخة بين 10 و 45 دقيقة بعد الإبتلاع، والأعراض الأولى التي تظهر هي التنميل والوخز حول الفم، وسرعان ما يتبع ذلك إفراط في إفراز اللعاب وغثيان وألم في البطن وقيء، حيث تبدأ الأطراف في الشعور بالضعف ويصبح التنفس أكثر صعوبة، ويمكن للمريض أن يتدهور أكثر وقد يعاني من الشلل وفقدان الوعي وفشل الجهاز التنفسي، ومن المهم طلب المساعدة الطبية الفورية عند ظهور الأعراض لأول مرة، وإذا كان الشخص لا يزال على قيد الحياة بعد 24 ساعة من تسمم السمكة المنتفخة، فإن فرص بقائه على قيد الحياة تزداد، وفي الحالات الأكثر شدة تصاب عضلات الجهاز التنفسي بالشلل، مما يؤدي إلى الوفاة.
كيف تعالج التسمم بالسمكة المنتفخة؟
يعتبر علاج تسمم السمكة المنتفخة داعما في المقام الأول، ويتضمن تطهير الأمعاء بغسل المعدة بالفحم النشط، بالإضافة إلى دعم الحياة حتى يتم استقلاب السم.
هل تموت السمكة المنتفخة بعد أن تنتفخ؟
في حين أن التمدد هو أسلوب جيد لردع الحيوانات المفترسة، إلا أنه يمكن أن يكون ضارا جدا للسمكة المنتفخة، ويمكن أن يكون قاتلا.
كيف تعود السمكة المنتفخة إلى حالتها الطبيعية؟
للعودة إلى حجمها الطبيعي، يجب على السمكة المنتفخة طرد كل الماء من معدتها، وهي تفعل ذلك بمعدل بطيء للغاية، ويمكن أن يستغرق الأمر أكثر من خمس ساعات للوصول إلى مستوى التمثيل الغذائي النموذجي، وتستهلك عملية التمدد الكثير من الطاقة ، ويمكن أن تكون مرهقة للأسماك.
تكاثر السمكة المنتفخة:
يحدث التبويض في السمكة المنتفخة البحرية بعد أن يدفع الذكور الإناث إلى سطح الماء، أو ينضمون إلى الإناث الموجودة بالفعل هناك، ويفقس بيضها الكروي ويطفو بعد حوالي أربعة أيام، وتنتج زريعة صغيرة تكون شبهها بنوعها واضحا فقط عند التكبير، وتعمل عيونهم وفمهم على الفور ويجب أن يجدوا الطعام في غضون أيام قليلة، ويختلف التكاثر في أنواع أسماك المياه العذبة المنتفخة، ويتبع ذكور السمكة المنتفخة القزمة الإناث، وتتباهى وإذا قبلت الأنثى تقدمه، فسوف تقوده قبل إطلاق البويضات للتخصيب، وقد يفرك الذكور جانب الأنثى لمساعدتها، وقد لوحظ أن الذكور يقومون بنحت هياكل هندسية في قاع البحر لجذب الإناث، وتمنح الهياكل للإناث مكانا آمنا لوضع بيضها.
ماذا تأكل السمكة المنتفخة؟
يعتمد النظام الغذائي للأسماك المنتفخة على بيئتها، على الرغم من أنها تعيش في الغالب على الطحالب واللافقاريات الصغيرة، والسمكة المنتفخة هي حيوانات آكلة للحوم، على الرغم من أنها يمكن أن تعيش على نظام غذائي نباتي تماما إذا كان موطنها يفتقر إلى الطعام، ويمكن للأسماك المنتفخة الكبيرة أن تكسر المحار بأسنانها الأمامية، بينما من المعروف أن الأنواع الأخرى تستخدم تقنيات الصيد مثل نصب الكمائن والصيد في المياه المفتوحة.
