قرد الشمبانزي دقيق للغاية فيما يتعلق بترتيبات نومه كل ليلة ، حيث اشارت الابحاث الجديدة ان الشمبانزي يفضل النوم على سرير قوي متين ومصنوع من خشب مرن ، فقرد الشمبانزي يشبه البشر في الاعتماد على ليلة نوم جيدة ليعمل بشكل جيد في اليوم التالي ولكن الشمبانزي لا ينام على نفس السرير في كل ليلة بل يقوم الشمبانزي ببناء عش جديد في كل مساء في اعالي الاشجار في الغابات .
عش شمبانزي
ولقد تعرف العلماء على كيفية بناء الشمبانزي عش النوم منذ الدراسة الشهيرة لجين غودال في حديقة جومبي ستريم في تنزانيا عام 1960 ، وفي عام 2011 احد الباحثين من جامعة كامبريدج الذي قام بتجربة عملية من خلال النوم لمدة ستة ايام في احدى اعشاش الشمبانزي في البرية ذكر خلال تلك التجربة ان اعشاش الشمبانزي تظل دافئة وخالية نسبيا من الحشرات المزعجة ، بالاضافة ان تلك الاعشاش في اماكن من الصعب على الضباع الوصول اليها اثناء الليل فلا تتهدد حياة الشمبانزي للخطر .
والان هناك مجموعة من الباحثين يقومون بدراسة انواع الاخشاب التي يستخدمها الشمبانزي لبناء اعشاشه ، حيث قام ديفيد سامسون احد علماء الانثروبولوجيا من جامعة نيفادا في لاس فيجاس وكيفن هانت من جامعة إنديانا في بلومنجتون بدراسة 1844 عش من اعشاش الشمبانزي في احدى المحميات الطبيعية للحياة البرية في غرب اوغندا للوقوف على انواع الاخشاب التي يقوم الشمبانزي ببناء اعشاشه منها .
عش شمبانزي
وقد وجد هؤلاء الباحثون ان 73.6% من اعشاش الشمبانزي بنيت من نوع واحد من الاشجار يطلق عليها "Cynometra alexandri" على الرغم من ان ذلك النوع من الاشجار ليس هو الاكثر انتشارا في هذه المنطقة وانما يمثل فقط 9.6% من الاشجار الموجودة في تلك المنطقة .
ويطلق ايضا على تلك الاشجار اسم الخشب الحديدي نظرا لصلابتها ومرونتها في نفس الوقت وهذه الخصائص تجعل من هذه الاشجار مواد البناء المناسبة تماما لحصول الشمبانزي على نوم مريح وهادئ ، وبالاضافة الى صفات تلك الاشجار فان لها صفة مميزة اخرى وهي ان لها قدرة كبيرة على الانحناء بحيث تصبح مقوسة ولهذا هذه الشجرة هي المثالية لدى قرود الشمبانزي ، بالاضافة الى انها كثيفة الاوراق ولا تنتشر فيها حشرات البق المزعجة للحيوانات .