إذا كنت لا تزال تفكر في شراء بيت علي الشاطئ، ، فيجب ان تفكر مرة اخرى في ذلك الامر ، فقد كشفت دراسة جديدة ان مستويات البحر ليست ترتفع فقط ، وانما هي ترتفع بشكل اسرع بكثير عن السابق ، فارتفاع مستوي البحر آخذ في الإرتفاع وخاصة في العقدين الماضيين ، وقالت الدراسة خلال السنوات ال 20 الماضية - ارتفع مستوى مياه المحيطات 2،6 - 2،9 ملم - ، قد لا يبدو ذلك كثيرا، ولكنه يدعو الي القلق لان الماء الزائد يصب في المحيطات التي يمكن ان تُغرق بسهولة اكبر المدن الساحلية ، فارتفاع مستوي سطح البحر قد اثر بالفعل في بعض المدن الساحلية مثل اجزاء من نورفولك بولاية فرجينيا ، وايضا فيضانات ميامي التي كانت نتيجة للمد والجزر ، فمدن كثيرة اخري تدمرت بسبب الفيضانات الناجمة عن ارتفاع مستوي سطح البحر .
فاصبحت آثار ارتفاع مستوى سطح البحر واضحة ، فرأيناها في احداث عاصفة كبيرة مثل ساندي ،التي ضربت الساحل الشمالي الشرقي في نيويورك في اكتوبر عام 2013 ، وهو ليس الاعصار الاول من نوعه وانما إعصار ساندي هو الاعصار العاشر ، الذي يضرب المحيط الاطلسي .
وكان مهتم بهذه الدراسة العالم كريستوفر واتسون من جامعة تسمانيا في استراليا ، وجاء تقريره الذي بني علي اساس علمي ، فقد استخدموا الاقمار الصناعية وهي اكثر دقة وقاموا بقياس المد والجزر ، فظاهرة المد والجزر تتغير باستمرار وذلك لقياس مستوى سطح البحر ، واكتشفوا انه خلال القرن 20، ارتفعت مستويات سطح البحر حوالي 1.7 ملليمتر في السنة .
وفكرة الاقمار الصناعية انها تدور 746 ميلا فوق الارض في 4 اميال في الثانية الواحدة، فهي تطلق اشعة الرادار على سطح البحر وتقوم بتسجيل الوقت الذي يستغرقه ليرتد مرة اخرى، وقال كريستوفر واتسون انها مذهلة ، فأدت مستوى الدقة المطلوبة لقياس تغييرات طفيفة ولكنها هامة في مستوى سطح البحر ،ولكن خلال عام 1990 تدهورت الاجهزة الفضائية ، وفقدت بعض من دقتها .
كما ان الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الاحفوري ، والانهار الجليدية والصفائح الجليدية في جرينلاند والقطب الجنوبي التي تتعرض للإذابة نتيجة للاحتباس الحراري ، تسبب ايضا عملية ارتفاع مستوي المياه ، وذلك لان المياه الدافئة تأخذ مساحة اكبر من المياه الاكثر برودة .
ففي المستقبل الغطاء الجليدي لجرينلاند وكذلك مساحات ضخمة من الجليد في القارة القطبية الجنوبية من المرجح ان تذوب مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب وتفيض بكميات اكبر من اي وقت مضى من الماء لمحيطات العالم ، ولا يمكن وقفها، ولكن ذوبانه سوف يستغرق قرونا .
وقد سجلت لجنة للامم المتحدة وهي تعمل كفريق حكومي دولي مختص بتغيير المناخ ، انه مع بداية الثورة الصناعية ، ارتفع مستوى سطح البحر حوالي 8 بوصات في جميع انحاء العالم وخاصة منذ عام 1880 ، ويتوقعون انها ستصل لاكثر من 3 اقدام (39 بوصة) بحلول عام 2100 .
ويظهر سجل الدراسات القائمة تصحيح ، وهو ان مستوى سطح البحر ارتفع 2.6 ملم إلى 2.9 ملم سنويا منذ عام 1993، مقارنة مع التقديرات السابقة والتي كانت 3.2 مليمتر سنويا ، فان المعدلات تتباطأ وبالرغم من ذلك ، وجدت الدراسة ان ارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع بنسبة 0.04 ملم إضافية سنويا، وعلى الرغم من ان التسارع ليس ذات دلالة إحصائية، ، ويقول كريستوفر واتسون إنه يتوقع ان ينمو هذا الاتجاه اقوى من اي وقت سابق ، وجميع الباحثون يستدلون علي بيانات اكثر .
لقد حذر علماء المناخ في العالم من ارتفاع مستوى سطح البحر لسنوات، فأخذوا يتوسلون الحكومات لخفض الكربون ، الا وجميع المدن الساحلية لدينا ، ستحذوا حذو البندقية، و في عام 2014، اصدر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في تقرير التقييم الخامس ، وقال انه يتوقع ان المحيطات سوف ترتفع اكثر من 3 اقدام بحلول عام 2100، بالطبع هذه التوقعات تجعل لدي الكثير الرؤى المزعجة للمدن في المستقبل وهي مغمورة بالمياه، والآثار الغارقة، والجزر التي تم إنشاؤها ستضيع .