في عام 1970 ، اكتشف الباحثين قدرة الحمام على تمييز الالوان عن طريق الصدفة ، كما انهم اكتشفوا ان الطيور يمكنهم ان يروا الاشعة فوق البنفسجية ، وبالرغم من انهم اعتبروا هذا الاكتشاف غريبا الا انه كان مهما للغاية ، فكان من الطبيعي للعلماء ان يفترضوا ان رؤية الطيور مثل رؤية الانسان .
وخلال العقود التالية، قام العلماء بعمل اختبار منهجي لرؤية الطيور وكشفت شيئا غير متوقع وهو ان كثير من انواع الطيور، وليس فقط عدد قليل منهم يمكنهم ان يروا ضوء الاشعة فوق البنفسجية ، باستثناء انواع الطيور الليلية مثل البوم، فعيون معظم الطيور ربما هي اكثر حساسية لضوء الاشعة فوق البنفسجية وتسمي هذه العملية بالضوء المرئي ، فتقوم الطيور بالاعتماد علي هذه العملية في اختيار شركائه والعثور علي الطعام وعمل المسح الضوئي للحيوانات المفترسة .
يمكن للطيور النظر في كيفية اختيار زملائهم لان الطائر يسجل الوان ريشه بالعين المجردة ، فخلال العقود الثلاثة الماضية، جائت سلسلة من الدراسات والتي كانت مثيرة للاهتمام فكانت حول تزاوج الطيور وسلوكياتهم ، وجدت هذه الدراسات ان الطيور تبعث باشارات بصرية سرية لا يمكن للبشر ان يروها ويقوم بارسالها لعدة اسباب منها :
اختيار شريك حياته :
لقد قام الباحثين بالعديد من الدراسات التي اكدت ان 90% من انواع الطيور يمكن ان تبصر الوانها عند الاتصال الجنسي سواء كانوا ذكور او اناث كما ان كمية الريش قد تعكس هذه الاشعة ، وادت هذه النتائج الي التكهن بان الدور الاساسي للطيور لرؤية الاشعة فوق البنفسجية هو اختيار الشريك ، فمثلا هناك بعض انواع الطيور التي تستطيع ان تفصل بين الذكور والاناث عن طريق الاشعة فوق بنفسجية حيث تتميز الذكور بتيجان ألمع وهي غير مرئية لنا ، فالطيور تستخدم الاشعة فوق بنفسجية لجذب واختيار الشريك ، فانعكاس هذه الاشعة بشكل عام يعزز ببساطة انماط لون ريش الطيور نفسها .
إشارات من الفراخ الجياع :
تحقق العلماء ايضا من ان إذا كانت إشارات الاشعة فوق البنفسجية تلعب دورا بعد فقس البيض ام لا ، ويعتقد العلماء ان الطيور الامهات تقوم بنقل اليرقات بجد الي كتاكيتها الجياع ، وتقوم بهذا سريعا ردا علي اشارات صغارها الجياع ، فتقوم الكتاكيت باستطلاع لون فجوة او حافة الفم ، لكي تحفز الام والاب علي تقديم الطعام لهم .
إيجاد الطعام :
قد تعتمد بعض الطيور اصلا علي إشارات الاشعة فوق البنفسجية عندما يكونون في الخارج محاولين العثور على الطعام ، فكثير من الحشرات، بما في ذلك العث والفراشات، لديهم طلاء علي الجسم التي تعكس بقوة ضوء الاشعة فوق البنفسجية والعديد من البذور تعكس ايضا، ونجد التوت والفواكه تضع طلاء شمعي عاكس عندما تنضج ، ومن ناحية اخرى، إن معظم الاوراق الخضراء لا تعكس ضوء الاشعة فوق البنفسجية ، اعتقد ان اهم شيء هو فهمنا لكيفية ايجاد الطيور الجارحة فرائسها ، والاجابة واضحة للغاية وهي لاننا لا نرى ما تراه الطيور ، فعلى سبيل المثال، حيوان الرنة يستخدم رؤية الاشعة فوق البنفسجية في فصل الشتاء على حد سواء للعثور على الاغذية، ولتجنب علامات بول الذئاب .
ولكن يبقي السؤال الاهم هو كيف تري الطيور عبر الاشعة فوق البنفسجية ؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب ان نفهم بنية عين الطيور ، ففي شبكية العين البشرية لدينا ثلاثة انواع من الخلايا المخروطية ، وهي المستقبلات التي تستخدم لرؤية الالوان ، الاحمر والاخضر والازرق .
على النقيض من ذلك، فان الطيور النشطة خلال النهار لديها اربعة انواع من الخلايا المخروطية ، بما في ذلك واحدة حساسة بشكل خاص تري موجات الاشعة فوق البنفسجية ، وهناك فرق آخر ايضا بين الطيور والبشر ، ففي الطيور كل خلية تحتوي على مخروط صغير يشبه قطرة من النفط الملون والتي تفتقر الي الخلايا البشرية ، والطيور ليس ترى فقط الاشعة فوق البنفسجية، وانما تري افضل بكثير من البشر وخاصة في الكشف عن الاختلافات بين لونين مماثلة .
قام الباحثون بدراسة التسلسل الحمض النووي ل 40 نوعا من الطيور، وقاموا باستخراج الحمض النووي من قواعد الريشات الخاصة بالطيور ، وقاموا بدراسة الدم والعضلات والانسجة الاخري ، وقاموا باعادة بناء البروتينات التي تشكل الاصباغ الحساسة للضوء الموجودة في عيون الطيور .